عبير موسي تصعّد من مناوراتها ضدّ قيس سعيّد برفض الاستفتاء

  • 7/11/2022
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

انتقد مراقبون سياسيون في تونس تصعيد رئيسة الحزب الدستوري الحرّ عبير موسي، معتبرين إياه مناورة ضد الرئيس قيس سعيد، خصوصا بعد أن عجّلت قرارات الخامس والعشرين من يوليو بإزاحة منظومة الأحزاب وهمّشت دورها في المشهد. ويرى هؤلاء المراقبون أن موسي اختارت أن يكون قيس سعيّد خصما سياسيا مباشرا بعد تراجع خصمها المتمثل في منظومة الإسلام السياسي، من خلال معارضة الرئيس والاحتجاج في الشارع ضد الاستفتاء على الدستور الجديد الذي يعني آليا ظهور منظومة جديدة مغايرة لرؤى الأحزاب. كما يعتبرون أن الحزب الدستوري الحرّ لا يملك برامج سياسية واقتصادية واضحة، لكنه كوّن قاعدة شعبية من خلال خطاب موسي المعادي للمنظومة التي كانت تقودها حركة النهضة، وتسعى الآن لإحراج سعيّد سياسيا برفض خطواته. نبيل الرابحي: موسي فعلت كلّ ما في وسعها لإحراج سعيّد وقال المحلل السياسي نبيل الرابحي إنه “عندما فقد حزب التجمع الدستوري الديمقراطي كل ثوابته في المجتمع بعد ثورة يناير 2011، ترك خلفه مليوني منتسب، فخاضوا عدّة تجارب للمّ الشمل مثل حزب حامد القروي (الدستوري الحر)، ثم جاءت عبير موسي ولاحظت وجود مناورات في تحالف حركة النهضة مع التكتل الديمقراطي في 2011 ثم مع حركة نداء تونس في 2014”. وأضاف الرابحي لـ”العرب” أن “موسي ابتكرت محورا سياسيا معاديا للإسلام السياسي، وكوّنت قاعدة شعبية بخطابها إلى أن جاءت إجراءات الخامس والعشرين من يوليو التي علّقت نشاط البرلمان ثم حلّه لاحقا وشنّت حربا ضدّ ممارسات الفساد في الحياة السياسية”. وتابع الرابحي “موقف الرئيس سعيّد جعل عبير موسي تفتقد إلى كلّ ما هو أصل تجاري في الميدان السياسي، وكان لا بدّ لها من اختلاق عدّو جديد واختارت أن يكون الرئيس سعيد نفسه”. وأردف “الدستوري الحرّ ليس له برنامج سياسي واقتصادي واضح وكلّ مناوراته ظرفية، وموسي فعلت كلّ ذلك لإحراج الرئيس سعيّد سياسيا، وهي تعلم جيّدا أن إجراءات الخامس والعشرين من يوليو انتهى بمقتضاها الحزب الدستوري الحرّ وسنمرّ إلى الاستفتاء وهو ما يعني بروز منظومة أخرى برؤية جديدة”. والسبت ظهرت عبير موسي في مقطع بث مباشر على صفحتها بفيسبوك من المستشفى الذي تقيم فيه، إثر المناوشات التي جدت الخميس أمام هيئة الانتخابات، قائلة “من يعتقد أننا نمثل أو هي مسرحية ها نحن نحدثه من المستشفى يوم عيد الأضحى وأنا بعيدة عن عائلتي، لكن لا بأس ما ضاع حق وراءه طالب”. وعبّرت عن استيائها بشكل غير مباشر من صدور نسخة معدلة من مشروع الدستور الجديد قبل الاستفتاء، قائلة “ليس وقته الآن ما يحدث من تجاوز للقانون والآجال، لنا عودة بعد العيد”. ويعتبر متابعون للشأن السياسي أن موسي فشلت في معارضة الرئيس سعيّد واحتكرت كل الأدوار داخل حزبها وخسرت مكانها تدريجيا بعد أن تحوّل الرئيس سعيد إلى خصم ناجح ضدّ النهضة وحلفائها. وقال الكاتب والمحلل السياسي محمد ذويب إن “عبير موسي كانت قوة وازنة سياسيا في تونس وكانت تتصدر سبر الآراء إلى حدود الخامس والعشرين من يوليو نظرا إلى شراسة معارضتها للحكم المكون من قيس سعيّد وهشام المشيشي (رئيس الحكومة السابق) وحركة النهضة وائتلاف الكرامة وقلب تونس حتى ظهرت لعموم التونسيين كأنها القوة الوحيدة المناوئة لقيس سعيد وظهرت كأنها تحتكر معارضة الإسلام السياسي في تونس”. وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن “ما جرى عشية الخامس والعشرين من يوليو هو أن قيس سعيّد استأثر بمعارضة حركة النهضة المسؤولة الأولى عمّا لحق تونس من خراب طوال السنوات العشر الماضية، وبعد ثورة كان من المفروض أن تطور البلاد لكن خربتها من جميع النواحي”، لافتا إلى أن “موسي خسرت احتكار معارضة النهضة بعد أن تحول سعيد إلى خصم فاعل وناجح في معارضة الإسلام السياسي”. محمد ذويب: عبير موسي احتكرت كل الأدوار داخل الحزب الدستوري الحر وتابع ذويب “الحزب الدستوري الحر قوة سياسية فاعلة في تونس، هذا باعتراف الجميع، ولكن زعيمة الحزب فشلت في معارضة سعيّد لأنها احتكرت الحزب وغيبت الجميع حتى ظهرت هي الشجرة التي تخفي الغابة، كما أن خطابها لم يرتق إلى مستوى معارضة حقيقية وبناءة خاصة وأنها تبنت تقريبا نفس خطاب حزب نداء تونس وحتى نبيل القروي قبل التحالف مع النهضة، كما أن موقف الحزب يبدو في جانب منه متماهيا إلى حد بعيد مع مواقف النهضة وجبهة الخلاص، وبالتالي نجح قيس سعيّد في الظهور بأنه يواجه الجميع، ومستقبل الصراع بين الطرفين مفتوح على كامل الاحتمالات وخاصة نجاح استفتاء الخامس والعشرين من يوليو وتوفق سعيد في تحقيق بعض مطالب الشعب التونسي”. وإثر دعمها في الخامس والعشرين من يوليو الماضي للإطاحة بالبرلمان الذي يهيمن عليه الإسلاميون، برزت عبير موسي كأحد أبرز معارضي الرئيس سعيد، متهمة إياه بالفساد، وهو ما يعكس عمق الهوة بين الطرفين. وموسي (47 عاماً) هي محامية ومن أبرز المناهضين للمنظومة التي أفرزتها انتفاضة الرابع عشر من يناير 2011، وترأست كتلة حزبها في البرلمان المنحل (2019 – 2021). واعتبرت موسي في تصريحات سابقة أن معارضتها للرئيس سعيّد فرضها الواقع بعد تعمده المضي قدما بالبلاد نحو المجهول وأنه لا يمكن “لأحد أن يزايد” عليها وحزبها في مواجهة الإخوان المسلمين في إشارة إلى حركة النهضة الإسلامية. وتعيش تونس مسارا سياسيا انتقاليا بعد أن اتخذ سعيّد في الخامس والعشرين من يوليو الماضي إجراءات استثنائية في إطار تفعيله للفصل 80 من الدستور، حيث جمّد أعمال البرلمان قبل أن يحله في موفى مارس الماضي، وإقالة الحكومة برئاسة هشام المشيشي المدعومة من الإسلاميين في خطوات وصفها منتقدوه بأنها انقلاب وعلى رأسهم حركة النهضة.

مشاركة :