ترامب.. لعنة أميركا - هاشم عبده هاشم

  • 12/23/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

•• لا أكاد أتخيل بلداً عظيماً كالولايات المتحدة الأميركية تترأسه شخصية "كاريكاتيرية" مثل "ترامب".. •• وما يثير المخاوف من حصول "فاجعة" كهذه.. ليس فقط بالنسبة لنا نحن العرب والمسلمين.. وإنما أيضاً لأميركا وللعقلاء في أميركا.. بل وفي كل مكان من هذا العالم.. •• أقول ما يثير المخاوف هو أن شخصية الرجل "الهزلية" تحظى بقبول غير معهود لدى الجمهوريين، حيث يتصدر قائمة العشرة المرشحين لدخول سباق الرئاسة عن هذا الحزب.. بدليل حصوله حتى الآن على أكبر عدد من الأصوات. •• وكما هو معروف فإن الحزب ينحو في سياساته منحى محافظاً وجامداً ومتطرفاً في بعض الأحيان لكنه لا يصل إلى حد المغامرة والإساءة لأميركا.. باختيار رئيس "معتوه". •• إن شخصية "ترامب" المهزوزة تثير الدهشة لحصوله – حتى الآن – على تلك الأغلبية الكاسحة.. بفعل مواقفه وسياساته التي تتعارض حتى مع سياسات الولايات المتحدة التي تدعو إلى تطبيق الديمقراطية واحترام الحقوق والحريات ومحاربة التمييز بكل أشكاله بل ويحرمه دستورها.. وتتبرأ منه ثقافتها أيضاً. •• وإذا وقعت أميركا في تناقض خطير كهذا وصوتت لصالح معتوه كهذا الرجل الذي لا يملك من خصائص الزعامة.. أو الإدراك لطبيعة المسؤولية التي تترتب على دخوله البيت الأبيض لا سمح الله.. أيَّ قدر لو حدث مثل هذا الخطأ.. فماذا سيكون موقفنا نحن العرب والمسلمين.. وتحديداً نحن السعوديين بصورة خاصة؟ •• قبل أن أجيب عن هذا السؤال الافتراضي.. أُريد أن أؤكد على حقيقتين مهمتين هما: •• الحقيقة الأولى: هي أن مشوار الانتخابات الأميركية ما زال طويلاً.. وبالتالي.. فإن فرص "ترامب" لن تكون كبيرة في نظري لتمثيل الحزب الجمهوري بمواجهة المرشح الديمقراطي.. وإذا حدثت المعجزة وتغلبت النزعة التمييزية المتطرفة عند الجمهوريين وأصروا على دعم الرجل واختياره فإن ذلك سيكون في صالح الديمقراطيين وسائر فئات الشعب الأميركي الأخرى التي لا يمكن أن تقبل بمثل "ترامب" رئيساً لأعظم دولة.. فهو سبة في وجه الأميركيين إلى الأبد.. وبالتالي فإن الرئيس الأميركي القادم سوف يكون ديمقراطياً.. وقد تمثل الحزب في هذه المعركة في النهاية.. ولا يستبعد أن تصبح السيدة "هيلاري كلينتون" هي الرئيس لأن الشعب الأميركي بطبيعته يحب التغيير.. ولذلك اختار الرئيس الحالي أوباما وسط دهشة الملايين.. وليس غريباً أن يختار أول امرأة لرئاسة بلاده في الفترة القادمة. •• وثانياً: إن دولة القانون لا يمكن أن تأتي هذه الخطيئة التاريخية أبداً. •• فإذا حدث ما ليس في الحسبان.. ولا التوقع وجاء هذا "الأحمق" إلى سدة الرئاسة.. فإن العالم كله وليس نحن فقط في المملكة العربية السعودية سيغلق الأبواب في وجهه.. •• ولذلك فإنني لا اعتقد بأن أميركا يمكن أن ترتكب جريمة كهذه وهي الدولة الأنموذج في العالم كله حتى الآن. •ضمير مستتر: •• لا تخطئ الشعوب بحق نفسها.. وإن وضعتها الأقدار أمام امتحانات صعبة في بعض فترات التاريخ..

مشاركة :