ماذا يعني تأسيس استراتيجية تعاون جديدة مع أميركا؟ - هاشم عبده هاشم

  • 9/6/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

•• اختُتم البيان المشترك الذي صدر في أعقاب لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الجمعة الماضي.. بهذه الجزئية المهمة: «مناقشة الرئيس أوباما والملك سلمان حول تأسيس شراكة استراتيجية جديدة للقرن الحادي والعشرين تؤدي إلى دفع العلاقة بين البلدين». •• فما هي دلالات هذا الكلام..؟! •• ثم ما هي ملامح هذه الاستراتيجية الجديدة التي بدأ العمل في تأسيسها؟ •• هذا السؤال الكبير يؤكد أن أمراً مهماً قد وقع وهو : اعتراف الولايات المتحدة الأميركية بوجهة نظر المملكة الرامية إلى أهمية مراجعة وتطوير الأسس والقواعد التي قامت عليها هذه العلاقة منذ أكثر من ثمانين عاماً في ضوء المستجدات التي شهدها العالم في السنوات الخمس الأخيرة.. وجاء الملك سلمان إلى سدة الحكم في المملكة بروح تجمع بين العزم والحسم والقوة لتسخير طاقات وإمكانات المملكة الكبيرة في خدمة الإقليم وفرض احترام دولها على الجميع وبدرجة تتكافأ مع ما نحققه من مصالح للغير في منطقتنا وهي مصالح كبيرة وحيوية ولا يمكن الاستهانة بها..(!!) •• وعندما تتحدث الفقرة عن تأسيس.. فإن ذلك يعني أن مرحلة جديدة من التعاون البناء والمتوازن بين بلدينا لابد وأن تنشأ وبدرجة أقرب إلى التكافؤ والفهم المتبادل كل منا للآخر.. وهذا – في حد ذاته – مهم لاستبعاد أي توجهات قد يترتب عليها صفقات غير مأمونة مع دول أخرى في الإقليم.. وفي ذلك تعديل لموازين القوى في الاتجاه الصحيح والمقبول من جانبنا.. مع كل الاحترام لأي دولة أخرى في الإقليم أو لأي حسابات مغلوطة وبات إسقاطها يُشكل أولوية مطلقة لأول زيارة يقوم بها الملك سلمان لواشنطن ويتطارحها مع الرئيس وفريق إدارته بكل شفافية ووضوح.. وتجد كل هذا التفهم.. والاستجابة والإعلان صراحة عن تلك الاستراتيجية التي وُصفت بالجديدة.. وتلك أهم ما في نتائج هذه الزيارة وأبرزها. •• لكن علينا أن نكون موضوعيين ولا نذهب في التفاؤل بعيداً.. عندما نشير إلى أن هذا كان توجهاً ملفتاً.. وأن البحث فيه قد بدأ وأن المناقشة سوف تستمر لفترة قد تطول وقد تقصر تبعاً لطبيعة الأحداث والتطورات الحالية في المنطقة ومدى ما يتحقق فيها من استقرار. •• ومن أجل ذلك فإن هذه الزيارة المهمة كانت بمثابة اختبار للنوايا.. وأن الفترة القصيرة القادمة ستؤكد ما إذا كان هناك رغبة حقيقية وصادقة لإغلاق الملفات المفتوحة الآن (ملف اليمن/ سورية/ العراق/ الإرهاب) أم لا؟! وبأقصى سرعة ممكنة نظراً لأهمية عنصر الوقت وللحيلولة دون إطالة أمد الحروب بالمنطقة.. وهذا يعني أن الكرة الآن في ملعب الصديق الأميركي.. وأن مستقبل هذه الاستراتيجية مرهون بما سوف يتحقق على الأرض لتدخل هذه الزيارة في سجل الأحداث التاريخية الفارقة كما أرادها الملك. • ضمير مستتر: •• المستقبل الأفضل يصنعه الأقوياء.. وتحميه الأوطان الآمنة والشعوب الجادة باستمرار..

مشاركة :