حتى أميركا وأوروبا أصبحتا محضناً للإرهاب - هاشم عبده هاشم

  • 12/9/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

•• ينبغي الاقتناع بأن لنا أعداء جاهزين لتلفيق كل التهم بعمليات إرهابية في هذا العالم وربطها بنا.. •• هل تعرفون لماذا؟! •• لأننا بلد الإسلام الحق.. ولأن في بلادنا أقدس مقدسات الأرض.. ولأن الحاقدين على أمة الإسلام يجدون في تلك الأحداث فرصة للإساءة إلى قبلة الإسلام والمسلمين، ورمينا بالتطرف وإلصاق العنف بنا دون غيرنا.. بالرغم من أننا أكثر بلد في هذا العالم تعرضا للكثير من الأذى.. ولحق به ما لم يلحق بأي بلد في العالم من جراء تفشي الإرهاب في كل مكان من الكرة الأرضية.. •• صحيح أننا تعرضنا لعشرات الجرائم الإرهابية بمشاركة بعض أبنائنا فيها.. لكن الأكثر صحة هو أن أميركا.. وبريطانيا.. واستراليا.. وبلجيكا.. وفرنسا.. تئن من وجع كهذا بفعل وجود الآلاف من أبناء تلك الجنسيات من المتشددين وأن الكثيرين منهم تركوا بلدانهم وذهبوا إلى مغارة الإرهاب التي ولدها نظام الأسد في سورية.. ونوري المالكي في العراق.. وعاد بعضهم إلى أوطانهم تلك.. فقتلوا ودمروا.. وحولوا حياة المواطنين فيها إلى جحيم.. وآخر هذه الحوادث ما وقع مؤخراً في "سان برناردينو بكاليفورنيا" على يد الأميركي المولد من أصول باكستانية "سيد فاروق" وزوجته "تشفين مالك" ذات الجنسية الباكستانية كما تواتر في الأنباء وظهرت في الصور المنشورة على مدى الأسبوع الماضي.. تلك الجريمة الشنيعة التي ارتكب فيها الجانيان مذبحة بحق "14" بريئاً تواجدوا في حفل تكريم لعدد من المعوقين.. •• حتى هذه الجريمة الشنيعة... نسبوها إلينا.. وقالوا إن "تشفين" سعودية.. وأن "سيد فاروق" عاش بالسعودية لفترة من الزمن.. •• ليس هذا فحسب.. بل إن السلطات الأميركية حاولت أن تستبعد علاقة الجانيين بالمنظمات الإرهابية بالرغم من أن داعش لم تبرئ نفسها منها.. •• ومع ذلك فقد وجد هناك من يربط بين هذين المجرمين، وبين بلادنا الطيبة الطاهرة حتى بعد صدور بيان يوضح فيه المصدر الذي تحدث لصحيفة الشرق الأوسط بعددها الصادر يوم السبت الماضي 23 صفر 1437 (5 ديسمبر 2015م) بأن فاروق زار السعودية في يوليو 2014م لأداء العمرة وغادرها بعد (9) أيام فقط باتجاه بريطانيا، وأنه لم يلتق في الأراضي السعودية بالمرأة التي شاركت في المجزرة المشار إليها.. •• ونحن وإن كنا قد اعتدنا على مثل هذا التلفيق ضدنا والتجني على بلادنا.. إلا أننا لا يجب أن نقبل بتكريس هذه الصورة الذهنية السوداء عنا في أذهان الشعوب الأخرى.. •• فنحن كأي بلد في العالم يعاني من الإرهاب لا يجب أن نسكت على تلك التهم الحاقدة.. وتلك الجهود المتواصلة لتصويرنا وكأننا موطنه.. ومنبع تصديره.. •• وحتى وإن كانت لدينا بعض مظاهر هذا الوباء شأننا في ذلك شأن غيرنا.. إلا أننا لا يجب أن نقبل بوصمنا بما ليس فينا.. وكأن شعب المملكة كله.. وعن بكرة أبيه من الإرهابيين.. •• وكم أتمنى ألا تساعد وسائل إعلامنا ببعض تناولاتها في ترسيخ هذا الانطباع.. فتشارك بذلك أعداء المملكة في إلصاق كل جريمة تحدث في أي مكان من هذا العالم بنا.. وإلا فإن كل دول العالم.. ومطاراته.. ومداخله البرية والبحرية سوف تمنع دخولنا إليها.. بالرغم من أننا من أطيب شعوب العالم.. وأنظفها.. وأكثرها التزاماً بالمثل والقيم والأخلاقيات التي نص عليها الإسلام الصحيح وليس الإسلام المشوه بفعل تلك الجرائم.. •• وإذا كانت لدينا بعض الأخطاء.. أو المفاهيم الفكرية المغلوطة.. فإن تصحيح كل ذلك وإن كان مطلوباً إلا أنه لا يجب أن يكون سبباً في تشويه صورتنا وخدمة أعدائنا.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. •ضمير مستتر: •• الأعداء لا يحتاجون إلى شهادات إدانة لنا من الداخل حتى نصحح أنفسنا بما ليس فينا.. ودون غيرنا من البلدان.. 531

مشاركة :