تواصل الجهات الغربية الفاعلة ضغوطها على الجيش السوداني من أجل تسليم السلطة للمدنيين والانسحاب من المشهد السياسي. وأكدت الترويكا والاتحاد الأوروبي على ضرورة محاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان خلال الفترة الماضية. طالب بيان الترويكا والاتحاد الأوروبي القوات العسكرية والأمنية السودانية بوقف العنف ضدّ المدنيين بشكل نهائي أكد أعضاء الترويكا (النرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة) والاتحاد الأوروبي في بيان مشترك ضرورة أن يلتزم الجيش السوداني بالانسحاب من المشهد السياسي . وجاء في البيان الذي أوردته وزارة الخارجية الأمريكية: "إننا نلحظ، بعد مرور ثمانية أشهر على الاستيلاء العسكري على السلطة، إعلانَ رئيس مجلس السيادة، (الفريق أول عبد الفتاح) البرهان ، أن القوات العسكرية ستوقف مشاركتها في المحادثات السياسية. ونؤكّد على عزم القوات العسكرية المعلن على الانسحاب من المشهد السياسي، إثر الاتفاق الذي جرى بين الأطراف المدنية لتشكيل حكومة انتقالية". وأضاف البيان: "يجب أن تلتزم القوات العسكرية والأمنية بهذا الالتزام. كما يجب عليها إيقاف العنف ضدّ المدنيين بشكل نهائي ومحاسبة المسؤولين عن أعمال القتل غير المشروع وغيرها من انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان ". وتابع: "نشجّع في الوقت نفسه جميع الأطراف السياسية الفاعلة الملتزمة بالتحول الديمقراطي على الانخراط بسرعة في حوار شامل لتشكيل حكومة انتقالية بقيادة مدنية. وينبغي لهذه العملية أن تؤدي إلى اتفاق يحدّد جدولاً زمنياً واضحاً لإجراء انتخابات حرّة ونزيهة ، والبدء بخطوات اختيار رئيس الوزراء الانتقالي والمسؤولين الرئيسيين الآخرين، وإيجاد آلية لتسوية النزاعات للمساعدة في تجنب الأزمات السياسية في المستقبل". وأوضح: "لابدّ للحكومة الانتقالية أن تكون بقيادة مدنية وأن تحظى بدعم واسع النطاق على مستوى البلاد، ولابد من أن يكون ثمّة وضوح كامل بشأن دور الجيش ومسؤولياته وجهة الإشراف عليه، إذ لا يمكن للجيش أن يحدّد مثل هذه الأمور من جانب واحد، بل يتطلّب ذلك حواراً وشفافية لتجنب النزاعات المستقبلية". وأضاف البيان: "إننا نثني على المبادرة الثلاثية للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية لتسهيل مثل هذا الحوار الشامل ودعم جهودهم المستمرّة". وختم بالقول: "نأسف أشدّ الأسف لاستمرار الخسائر في الأرواح التي لا تزال تُزهَق منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، أي منذ أن بدأ السودان في انتقاله إلى الديمقراطية، كما نأسف لعكس مسار التقدم الاقتصادي والسياسي المهم. ولكننا نشيد بإخلاص الشعب السوداني من أجل مستقبل أكثر سلاماً وعدالة، ونكرّم تضحيات أولئك الذين فقدوا أرواحهم من أجل دعم الديمقراطية. تتطلع الترويكا والاتحاد الأوروبي إلى أن يقدّما دعمهما لحكومة مدنية انتقالية تحظى بالتأييد الشعبي، مما يعكس الأمل والتطلعات التي نتشاركها مع الشعب السوداني". ع.ح./ع.ج.م. (د ب أ)
مشاركة :