قرأت كتاب ( بدر شاكر السياب يلتقي طيفاً) للكاتبة العراقية ( ميسون عوني)

  • 7/14/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قرأت كتاب ( بدر شاكر السياب يلتقي طيفاً) للكاتبة العراقية ( ميسون عوني)   (حميد سعيد) حين وقع بين يديَّ كتاب ( بدر شاكر السياب يلتقي طيفاً) وبدأت بتقليبه، والبدء بتقليب أي كتابٍ أُقدِمُ على قراءته، واحدةٌ من عاداتي في القراءة، باستثناء الكتب التي قرأتها من قبل،  وإذ كنتُ أُقلِّب صفحات هذا الكتاب، وأتوقف عند هذه الصفحة أو تلك، وعند هذا العنوان أو سواه، تساءلت ، ماذا يمكن لكتاب جديد أن يُضيفَ  إلى ما كُتِبَ عن هذا الشاعر الاستثنائي الذي تعلمنا منه، ما لم نعلم، فعلى امتداد ما يقرب من سبعة عقودٍ من الزمن، لم يترك النقاد والباحثون شاذةً ولا فاذةً في شعره إلا وتوقفوا عندها، فكانت في جغرافية البحث والسؤال، وكان هذا التناول على صعيدي السيرة وجماليات القصيدة وتحولاتها في آن. وإذ بدأت بقراءته، يرافقني هذا الهاجس، وجدتني،أستغرق في القراءة، وكلما توغلت في فصوله وصفحاته، تفكك هاجسُ أن لا جديدَ فيه،حتى كاد أن يغيب تماماً، ويحل محله شغفُ المُستجيب ِ المعجبِ. وأدركتُ أن الكاتبة ميسون عوني، توصلَّت إلى أكثر المراجع أهميةً، في ما كتب عن السياب واستوعبتها بقدرة حوارية ناضجة،يَسرَّت لها إمكانية توظيفها في مشروعها هذا. ومع أنني قرأت من قبل معظم مراجع الكتاب، إنْ لم أقل جميعها، فأنا سيابيٌ عريق،إذْ تفتَّحت تجربتي في كتابة القصيدة الجديدة، على ماكتبه السياب من شعر، وهو الذي قادني إلى فضاء التجديد. ولأن الكاتبة أدخلت تلك المراجع في مختبر  السرد والكتابة الدرامية والسيناريو بخبرةٍ تلفت النظر حقاً، فقد منحت المعلومة التي استقتها من تلك المراجع، حيوية، حتى كأنها جديدة،لم يكن المتلقي قد اطلَّعَ عليها من قبل، وتتفاعل تلك المعلومات التي التقطتها الكاتبة من مصادر شتّى، فتشكِّلُ واقعاً يتجاوز مُتخيّل الكتابة إلى حد أن يتعايش المرءُ معها، قبولاً أو رفضاً، سلباً أو إيجاباً، وتدفع به إلى أن يكون بعض هذا الواقع وواحداً من المشاركين فيه. وسأُغامر في إطلاق رأي لأقول، لقدعشتُ مع بدر الإنسان وليس الرمز حسب،خلال قراءتي ما جاء في(بدر شاكر السياب يلتقي طيفاً) إذ غادر غياب الموت وحلَّ ثانيةً في ما كان قد عرف من حياةٍ اتسمت باضطرابٍ واجهه بالشعر، وماكان لبدرٍ غير الشعر،فعلى امتداد صفحات الكتاب وفصوله، كان حاضراً، يكتب ويحاورُ ويتساءل ويُجيب، يعبر عن رضاه حيناً وعن اعتراضه ورفضه حيناً آخر. ولم يكن بدر شاكر السياب في هذا الكتاب،إلا بدر شاكر السياب الذي عرفناه قبل رحيله إلى العالم الآخر.

مشاركة :