قد يكون الشاعر الفرنسي ألان جوفروا الذي توفي في باريس أول من أمس عن 87 سنة، آخر الرعيل السوريالي بعد رحيل الأسماء الكبيرة سناً وقيمة. لكنّ سورياليته كانت فريدة بجوها ولغتها ومقاربتها للمآثر التي عاد السورياليون اليها ودافعوا عنها. وكان الراحل صديقاً ودوداً للشاعر ادونيس وقد كتب عنه اكثر من مرة وقدمه في لقاءات ورافقه في اسفار عدة وفي مهرجانات للشعر عالمية وعربية. ويوصف جوفروا ذا الطباع الخاصة بـ «المتمرد على غياب التمرد» والثوري الدائم الحماسة. حاز جائزة غونكور للشعر في2007 عن معظم اعماله التي تمتد إلى نحو خمسين عاماً. وإلى الشعر كتب جوفروا روايات ونصوصاً نظرية ومقالات في النقد الأدبي والفني. ولد جوفروا في باريس العام 1928 وسرعان ما التحق بالحياة الثقافية والأدبية عندما اصبح في العشرين من عمره. وتقرّب من السورياليين وكان على علاقة خاصة بالشاعر لويس أراغون وشارك في الحلقات السوريالية الشعرية لا سيما في آخر ايامها. وكان شاهداً كبيراً على الحياة الثقافية الفرنسية في الجزء الثاني من القرن العشرين وساهم في ترسيخ ابعادها ومقوماتها. وكانت له صداقات مع فنانين من امثال الرسامين فيكتور برونير وروبيرتو ماتا. كان شاعراً طليعياً مع سورياليته وانفتح على الشعر الاميركي الجديد وترجم منه مختارات وكان ريادياً في ادخال فنون البوب آرت الى فرنسا في مطلع الستينات وعرّف بشعراء موجة «بيت جنيرايشن» الاميركية من امثال جاك كرواك وألن غينسبرغ وسواهما. وعرف بناضله من اجل إحداث «ثورة في النظرة» لدى الفنانين والمشاهدين او الجمهور وكانت له مساهمته في ثورة ايار (مايو) الشهيرة 1968 وكان اصدر قبلها بسنة نصاً ادبياً بعنوان «إلغاء الفن». وفي العام 1967 شارك في تأسيس مجلة «أوبوس انترناسيونال» الفنية. وانبرت هذه المجلة تدافع باستمرار عن فنانين شباب مثل دانييل بورين وأوليفييه موسيه واهتمت بالأشكال الفنية الجديدة في كل الحقول، السينما والرسم والمسرح. وراح بدءاً من نهاية السبعينات، يهتم بأدب الشرق الأقصى وفنونه ولا سيما اليابانية. وبين عامي 1983 و1985 عيّن مستشاراً ثقافياً في سفارة فرنسا في طوكيو. اما نتاجه فهو غزير ويربو على 120 عملاً.
مشاركة :