قالت وزارة الخارجية الروسية إن الاتصالات بين روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة بشأن صادرات الحبوب الأوكرانية ستستمر بعد محادثات في إسطنبول أسفرت عن بعض عناصر اتفاق محتمل. وقال خلوصي أكار وزير الدفاع التركي بعد محادثات البارحة الأولى، إن روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة من المقرر أن توقع اتفاقا في الأسبوع المقبل يهدف إلى استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية من البحر الأسود. وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية للصحافيين الخميس "جرت بالفعل مشاورات مهمة بشأن هذا الأمر" وفقا لـ "رويترز". وأضافت "صيغ بعض عناصر اتفاق محتمل تبحثها روسيا وأوكرانيا وتركيا الآن في عواصمها من خلال إدارات الجيش". وذكرت وكالة الإعلام الروسية نقلا عن مصدر مطلع أن الموعد الأولي للاجتماع الرباعي المقبل تحدد له يوم 20 أو 21 تموز (يوليو)، فيما قالت وزارة الدفاع التركية إن الموعد لم يتحدد بعد. وفي وقت سابق، قالت أوكرانيا إن الاتفاق "على بعد خطوتين" فقط، بينما تستضيف تركيا المحادثات الرباعية في إسطنبول. وقال أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة إنه تم اتخاذ "خطوة مهمة وجوهرية" نحو استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية لكن نبه إلى "الحاجة إلى مزيد من العمل الفني الآن لتجسيد التقدم الذي جرى إحرازه خلال المحادثات". وقال جوتيريش للصحافيين في نيويورك "نأمل الأسبوع المقبل أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق نهائي، لكن كما قلت نحن ما زلنا بحاجة إلى كثير من النوايا الحسنة والالتزامات من قبل جميع الأطراف". وأضاف أنه رغم التواصل الدبلوماسي بين أوكرانيا وروسيا لكن "لا تزال أمامنا طريق طويلة لنقطعه من أجل السلام". ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء عن بيوتر إليتشيف رئيس إدارة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية الروسية قوله إن روسيا تريد السيطرة على السفن وتفتيشها لاستبعاد التهريب. وما زال أكثر من 20 مليون طن من الحبوب الأوكرانية عالقة في صوامع في ميناء أوديسا على البحر الأسود وتقطعت السبل بعشرات السفن. وقال إيجور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إن موسكو قدمت مقترحات لحل قضية الحبوب في أقرب وقت ممكن. وأوضح دبلوماسيون في وقت سابق أن تفاصيل الخطة قيد المناقشة في المحادثات التي تتضمن فكرة أن ترشد سفن أوكرانية سفن الحبوب دخولا وخروجا من مياه الموانئ الملغومة وتوافق روسيا على هدنة أثناء نقل الشحنات في حين تفتش تركيا، بدعم من الأمم المتحدة، السفن لتهدئة مخاوف روسيا المتعلقة بتهريب الأسلحة. ونشرت تركيا صورة للاجتماع يظهر فيها الوفدان الروسي والأوكراني جالسين أمام أحدهما الآخر وقد بدا التجهم واضحا على وجوه أعضائهما. وأوكرانيا وروسيا من أهم موردي القمح في العالم، وروسيا أيضا مصدر كبير للأسمدة وأوكرانيا منتج مهم للذرة وزيت دوار الشمس، لذا فإن إبرام صفقة لإنهاء حظر الصادرات يعد أمرا حيويا للأمن الغذائي، لا سيما بين الدول النامية، ولاستقرار الأسواق. ومع بدء المحادثات في إسطنبول أكد دميترو كوليبا وزير الخارجية الأوكراني أن الموقف العام لأوكرانيا من الحرب لم يتغير. وتتهم أوكرانيا والغرب روسيا بالتسبب في تفاقم أزمة الغذاء العالمية وزيادة التضخم من خلال تعقيد محاولات تزويد الدول الفقيرة بالحبوب. غير أن موسكو تحمل مسؤولية ذلك لأوكرانيا متهمة إياها برفض إزالة الألغام التي نشرتها حول سواحلها لحماية نفسها من هجوم روسيا التي تمثل تهديدا لعمليات الشحن. كما وجهت روسيا انتقادات إلى الغرب لفرضه عقوبات على مجموعة من القطاعات التي تجعل من الصعب على روسيا تمويل وتأمين خدمات الشحن البحري الخاصة بها. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصدر دبلوماسي لم تذكر اسمه، قوله إن مطالب روسيا تشمل إزالة "العوائق التي تعترض الصادرات" التي نجمت عن العقوبات الغربية، مشيرا إلى مجالات التأمين على الشحنات والخدمات اللوجستية وخدمات النقل والعمليات المصرفية".
مشاركة :