علقت روسيا مشاركتها في اتفاق تصدير المنتجات الزراعية من الموانئ الأوكرانية، والذي تم بوساطة من الأمم المتحدة، في أعقاب هجمات بطائرات مسيرة في شبه جزيرة القرم، حسبما نقلت وكالة «تاس للأنباء» عن وزارة الدفاع الروسية، أمس. وقالت روسيا، إن القوات الأوكرانية استخدمت طائرات مسيرة في مهاجمة سفن من أسطول البحر الأسود في سيفاستوبول، أكبر مدينة في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، في الساعات الأولى من صباح أمس. وأوضحت وزارة الدفاع الروسية في بيان، «مع الأخذ في الاعتبار، العمل الذي نفذه نظام كييف، ضد سفن أسطول البحر الأسود وسفن مدنية منخرطة في ضمان تأمين «ممر الحبوب»، يعلق الجانب الروسي مشاركته في تنفيذ اتفاقات تصدير المنتجات الزراعية من الموانئ الأوكرانية». من جانبها، نددت أوكرانيا بـ«الذريعة» التي لجأت إليها روسيا لتبرير تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب، في إشارة إلى الهجوم في القرم، داعية إلى الضغط على موسكو من أجل «الوفاء بالتزاماتها». وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في تغريدة «إن موسكو تلجأ إلى ذريعة كاذبة من اجل إغلاق ممر الحبوب الذي يوفر الأمن الغذائي لملايين الأشخاص. أدعو جميع الدول إلى مطالبة روسيا بالكف عن ألاعيب الجوع وبأن تتعهد من جديد الوفاء بالتزاماتها» بدوره، اتهم مدير مكتب الرئيس الأوكراني روسيا بـ«الابتزاز» و«اختلاق هجمات إرهابية» على أراضيها، وذلك عقب انفجارات وقعت في شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها روسيا. وتأتي تصريحات المسؤول الأوكراني رداً على اتهامات روسية لكييف بأنها وراء الانفجارات. وقال حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوجايف على «تلغرام»: «على مدى ساعات عدّة، صدّت مختلف أنظمة الدفاع الجوي في سيفاستوبول هجمات بطائرات مسيّرة، تم إسقاطها جميعاً». وكانت هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت الأسطول الروسي في البحر الأسود في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، ما تسبب في «أضرار» في إحدى السفن، ما وصف بأنه أكبر هجوم بطائرات مسيّرة ومركبات سطحية موجهة عن بُعد على مياه خليج سيفاستوبول في تاريخ الأزمة، حسبما نقلت وكالة «تاس» الروسية. وكتبت وزارة الدفاع الروسية على «تلغرام»: «هذه السفن كانت تشارك في حماية قوافل تصدير الحبوب الأوكرانية، مضيفة أحبطنا، هجوماً بمسيّرة في ميناء سيفاستوبول، مقر أسطول البحر الأسود التابع لموسكو في شبه جزيرة القرم لكن أضراراً طفيفة لحقت بكاسحة ألغام روسية، بحسب ما أفاد حاكم محلي عيّنته روسيا. وقال حاكم مدينة سيفاستوبول، ميخائيل رازفوجايف: «على مدى ساعات عدّة، صدّت مختلف أنظمة الدفاع الجوي بالمدينة هجمات عبر مسيّرات مفخخة». فيما أشار مسؤولون محليون إلى أن العبارات والقوارب توقفت مؤقتاً عن عبور خليج سيفاستوبول، وهي أكبر مدينة في شبه جزيرة القرم. وقال مارتن جريفيث منسق مساعدات الأمم المتحدة يوم الأربعاء، إنه «متفائل نسبياً» بأن يمتد الاتفاق، الذي سمح باستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية من البحر الأسود، إلى ما بعد منتصف نوفمبر. وبموجب الاتفاق المبرم في 22 يوليو، تمكنت أوكرانيا من استئناف صادراتها من الحبوب والأسمدة عبر البحر الأسود، والتي توقفت مع بداية الأزمة الأوكرانية لروسية في 24 فبراير. وتم الاتفاق مبدئياً على أن تكون مدة الاتفاق 120 يوماً. وسمح الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا لملايين الأطنان من الحبوب وغيرها من المنتجات الزراعية المحتجزة في أوكرانيا بسبب بسبب الأزمة بالوصول إلى الأسواق العالمية منذ أغسطس. وقد ساعد ذلك على تخفيف ارتفاع تضخم أسعار المواد الغذائية الذي ترك الدول الأكثر فقراً تواجه خطر المجاعة. الأمم المتحدة تدعو إلى الحفاظ على «الاتفاق» دعت الأمم المتحدة، أمس، إلى بذل كل ما هو ممكن للحفاظ على الاتفاق المتصل بتصدير الحبوب الأوكرانية، وذلك بعد إعلان روسيا تعليق مشاركتها فيه بسبب هجوم بطائرات مسيرة استهدف سفنها في القرم. وقال المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الأممية ستيفان دوجاريك في بيان «من الحيوي أن يمتنع كل الأطراف عن أي عمل من شأنه أن يعرض اتفاق الحبوب في البحر الأسود للخطر»، مؤكداً أن لهذا الاتفاق «أثراً إيجابياً» لتأمين الغذاء للملايين في مختلف أنحاء العالم. وبموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 22 يوليو، تمكنت أوكرانيا من استئناف صادراتها من الحبوب والأسمدة عبر البحر الأسود، والتي توقفت منذ بداية الأزمة التي بدأت 24 فبراير. وتم الاتفاق مبدئياً على سريان اتفاق التصدير الأوكراني لمدة 120 يوماً. وتعمل الأمم المتحدة على تمديد الاتفاق لمدة تصل إلى عام، وتسهيل عمليات التفتيش المشتركة للسفن التي يقوم بها مسؤولون تابعون للأمم المتحدة وأتراك وروس وأوكرانيون. وانتقدت روسيا الاتفاق، وشكت من أن صادراتها لا تزال تواجه عراقيل، وعدم وصول كميات كافية من الحبوب الأوكرانية إلى البلدان المحتاجة، وقد تعترض موسكو على تمديد الاتفاق الخاص بصادرات أوكرانيا إلى ما بعد نوفمبر. تبادل أسرى بين موسكو وكييف قالت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إن أوكرانيا سلمت أكثر من 50 أسير حرب بعد محادثات، في وقت سابق مساء أمس. قال دينيس بوشيلين رئيس منطقة دونيتسك المدعوم من موسكو أيضاً، إن هناك عملية جارية لتبادل الأسرى مع أوكرانيا. ودونيتسك واحدة من أربع مناطق في أوكرانيا أعلنت روسيا ضمها إليها الشهر الماضي في خطوة أحادية الجانب. وقال بوشيلين، إن التبادل يشمل 50 أسيراً من كل جانب. وكانت أوكرانيا أفرجت عن 55 أسير حرب تحتجزهم مقابل إطلاق روسيا سراح 215 أسيراً في عملية تبادل للأسرى هي الأكبر بين الجانبين منذ بدء الحرب في 24 فبراير، شملت 10 أجانب هم: 5 بريطانيين وأميركيان وسويدي وكرواتي ومغربي.
مشاركة :