تقرير اخباري: تظاهرات في غزة والضفة الغربية احتجاجا على زيارة بايدن

  • 7/15/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

انطلقت اليوم (الخميس) في قطاع غزة والضفة الغربية تظاهرات شعبية بدعوة من القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية احتجاجا على زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة. وتظاهر عشرات الفلسطينيين في مدينة رام الله في الضفة الغربية، وسط دعوات للإدارة الأمريكية للوفاء بالالتزامات التي قطعتها على نفسها في حملتها الانتخابية بشأن القضية الفلسطينية. وقال منسق القوى الوطنية والإسلامية في رام الله عصام بكر لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن التظاهرة تحمل رسائل واضحة مع قدوم الرئيس جو بايدن بأنه "غير مرحب به" في الأراضي الفلسطينية، محذرا من أن الزيارة تحمل "مخاطر كبيرة" على القضية الفلسطينية. واعتبر بكر أن هدف الزيارة هو "تكريس الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة العربية والاستيلاء على ثرواتها وحرمان شعوبها من مقدراتها"، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني "لا يمكن أن يتنازل عن حقوقه الثابتة والمشروعة وسيواصل كفاحه المشروع حتى إحقاق حقوقه". وأشار إلى أن "إعلان القدس" الأمريكي الإسرائيلي كان واضحا ومنحازا لإسرائيل لتعزيز تفوقها العسكري والاقتصادي على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ولشعوب المنطقة. وتظاهر عشرات الفلسطينيين في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية رفضا لزيارة بايدن رافعين شعارات منددة بالسياسة الأمريكية تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته التي تعرضت للتهميش على مدار الأعوام الماضية. ورفع المشاركون في التظاهرة العلم الفلسطيني ولافتات باللغتين العربية والإنجليزية كتب عليها (لا للسياسة الأمريكية .. لا لزيارة بايدن) و (لنعلي الصوت رفضا للموقف الأمريكي الشريك في جرائم الاحتلال). وقال رئيس لجنة التنسيق الفصائلي في نابلس نصر أبو جيش لـ ((شينخوا)) إن الفصائل الفلسطينية في المدينة لا ترحب بزيارة الرئيس الأمريكي لانحيازه وإدارته بشكل تام وكامل لإسرائيل متجاهلين القضية الفلسطينية. وأضاف أبو جيش أن الموقف الأمريكي الداعم بشكل قوي لإسرائيل وانحياز الولايات المتحدة يجعل من هذه الزيارة غير مرحب بها. وفي غزة، خرج مئات الفلسطينيين إلى ساحة "الجندي المجهول" غرب المدينة بدعوة من القوى الوطنية والإسلامية والفعاليات الشعبية رافعين الأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات منددة بالزيارة وأخرى ترفض الدعم الأمريكي لإسرائيل. وحملت التظاهرة التي عزف في بدايتها السلام الوطني الفلسطيني اسم "التجمع الجماهيري الحاشد رفضا واستنكارا للسياسة الأمريكية الداعمة لإسرائيل تزامنا مع زيارة الرئيس جو بايدن لفلسطين". وقال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية خليل الحية في كلمة خلال التظاهرة "لا مرحبا بك ولا أهلا ولا سهلا بك يا بايدن" على أرض فلسطين. وأضاف الحية "نقول لك أيها الرئيس الأمريكي عودتنا إدارتكم على الانحياز للاحتلال الإسرائيلي وها أنتم باسم الديمقراطية الزائفة جئتم لتثبتوا أركان الاحتلال الظالم واستيطانه وتباركوا قتله للشعب الفلسطيني". وتابع الحية "نستنكر التواطؤ الأمريكي المفضوح مع الاحتلال الإسرائيلي وقهر الإرادة الوطنية الفلسطينية وتجريد الشعب الفلسطيني من حقوقه في أرضه ووطنه ومقدساته ومقدراته الاقتصادية وتجريم دفاعه عن نفسه". وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي لا يحمل في جعبته خلال الزيارة إلا الدعم اللا محدود لإسرائيل والتأكيد على أمنها وازدهارها في مقابل رزمة من الوعود الكاذبة للفلسطينيين. وأكد الحية ضرورة عدم الرهان على الوعود الأمريكية "الكاذبة المخادعة"، مضيفا أن المؤشرات كافة تدلل على أن بايدن وفريقه لا يوليان أي أهمية جدية للملف الفلسطيني أو لمعاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال وكل ما يحمله الرئيس الأمريكي وفريقه هو بعض الوعود المكررة والفارغة من أي مضمون حقيقي. واعتبر الحية أن "إعلان القدس" بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل هو تأكيد فاضح على السياسة الأمريكية الظالمة ضد الشعب الفلسطيني ويمثل وعدا جديدا للاحتلال الإسرائيلي "لكنه في المقابل لن يغير في واقع مدينة القدس". وقال الحية "لا بايدن ولا غيره يمكن أن يثبت الاحتلال على أرضنا وحتما مصيره سيكون إلى زوال" ، مشيرا إلى أن انحياز الإدارة الأمريكية الأعمى لإسرائيل يضعها في خانة الشريك المباشر لها في جرائمها والعداء الكامل للشعب الفلسطيني وقضيته العدالة. وتابع مخاطبا الشعب الأمريكي إن "إداراتكم المتعاقبة تصر على أن تجعلكم أعداء للشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، ويتعين عليها مراجعة سياستها فورا والالتزام بقيم العدالة والمساواة والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والكف عن سياسية الكيل بمكيالين". ودعا الحية الفلسطينيين إلى عدم الرهان على الإدارة الأمريكية وعقد اجتماع عاجل للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية للاتفاق على موقف فلسطيني موحد في إطار إستراتيجية وطنية شاملة وواحدة. وحذر الحية قادة ورؤساء الدول في المنطقة من خطورة التعاطي مع مشاريع الإدارة الأمريكية المسماة "الاتفاقيات الإبراهيمية" والتي تحاول شرعنة الاحتلال على حساب ثقافة الأمة وإرثها وحضارتها. وأكد أن قرارات الإدارة الأمريكية "لن تفلح في فصلنا عن جسمنا العربي وأي تحالفات يكون الاحتلال الإسرائيلي جزءا منها سنعتبرها تهديدا مباشرا لقضيتنا وحقوق شعبنا وأمننا العربي المشترك". وشدد الحية على أن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته محب للسلام والخير، كباقي شعوب العالم ويتطلع للحرية والاستقلال والعودة لأرضه التي أخرج منها، في ظل دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين لأرضهم، ولن يتنازل عن ذلك مهما كلف ذلك من تضحيات. من جهته اعتبر الأمين العام لحركة (الجهاد الإسلامي) زياد النخالة في بيان نتائج زيارة بايدن للمنطقة هي معلومة سلفا للشعب الفلسطيني فهي تسعى لتأمين مصالح بلاده وأمن إسرائيل. وكان الرئيس الأمريكي بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، وقعا اليوم "إعلان القدس" لإقامة شراكة استراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة. وذكر بيان صادر عن مكتب لابيد أن الإعلان الذي تم التوقيع عليه في مدينة القدس هو عبارة عن "مستند تاريخي يتضمن أسس العلاقات المميزة التي تربط إسرائيل والولايات المتحدة اللتين تتقاسمان القيم المشتركة، ويمهد الطريق أمام مستقبل العلاقات بين الدولتين". ووصل بايدن يوم أمس (الأربعاء) إلى إسرائيل في أول زيارة له إلى الشرق الأوسط كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية على أن يتوجه يوم غد (الجمعة) إلى مدينة بيت لحم في الضفة الغربية للقاء الرئيس محمود عباس ومن ثم يتوجه إلى السعودية. من جهته دعا بسام الصالحي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أمين عام حزب (الشعب الفلسطيني) اليساري الرئيس محمود عباس الى مقاطعة اللقاء مع الرئيس الأمريكي. وطالب الصالحي في بيان مقتضب تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، بإعلان الرفض الفلسطيني لأهداف هذه الزيارة "المشبوهة" بعدما عبرت عنه بـ "إعلان القدس" وما تضمنه بشكل خاص حول الشأن الفلسطيني. وقال الصالحي إن الولايات المتحدة تمثل عائقا رئيسيا أمام تحرر الشعب الفلسطيني بدعمها المتواصل للاحتلال والتواطؤ مع مخططاته وبمحاربتها المستمرة لحركة التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني. وفي الإطار ذاته، اعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) عزام الأحمد، اللقاء الذي سيجمع الرئيس عباس ونظيره الأمريكي جو بايدن "بروتوكوليا"، مشيرا إلى أن الزيارة لن يصدر عنها بيان أمريكي فلسطيني مشترك بسبب الخلافات بين الجانبين حول عدد من القضايا الجوهرية. وقال الأحمد في تصريح صحفي إن القضايا الخلافية مع الإدارة الأمريكية تتمثل في الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، وإعادة فتح القنصلية الأمريكية فيها إلى جانب إعادة فتح ممثلية منظمة التحرير في واشنطن ورفعها من قائمة الإرهاب. وأكد الأحمد رفض القيادة الفلسطينية اختصار القضية الفلسطينية في إطار الدعم المالي الأمريكي، مشيرا إلى ان زيارة بايدن "قصيرة جدا ولا يمكن خلالها بحث قضايا جوهرية، وهي بروتوكولية أكثر من كونها سياسية".

مشاركة :