وسط تصاعد القصف الروسي وقوات الأسد على مواقع المعارضة، الذي يتناقض مع قرار مجلس الأمن الأخير، ببدء التسوية السياسية ووقف إطلاق النار، قال المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، إن الوقت غير مناسب للشروع في أي عملية تفاوض، في ظل القصف الممنهج من طرف النظام وحلفائه، مشددا على أنه من الضروري أن تسبق العملية السياسية مبادرات حسن نية وإجراءات بناء ثقة. وأضاف حجاب، الذي تولى رئاسة مجلس الوزراء، وانشق عن النظام، أن قرار مجلس الأمن أثار تساؤلات أكثر مما قدم إجابات، بشأن سبل تحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري من خلال العملية السياسية، مشددا على عدم تنازل المعارضة السورية عن رحيل الأسد. وأشار إلى أن الهيئة العليا للمفاوضات، التي انبثقت عن مؤتمر الرياض الأخير، مخولة من كافة أطياف المعارضة بالتفاوض، ولكن وفق ثوابت لا يمكن التنازل عنها، من بينها رحيل الأسد، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية ومؤسسات الدولة. وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة ريال لوبلان قد أعلن، أمس، أن المحادثات المقبلة ستجرى مطلع العام 2016 في جنيف، برعاية الأمم المتحدة، دون أن يحدد المواعيد الدقيقة لتلك المحادثات. بقاء الأسد جريمة فيما أشارت تقارير، أمس، إلى أن روسيا تسعى لبقاء نظام الأسد، عامين إضافيين، من خلال تمرير قرار مجلس الأمن الأخير، وصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، تجاهل جرائم نظام الأسد بذريعة مكافحة تنظيم داعش، بأنه جريمة كبرى، كما أدان رئيس وزرائه أحمد داود أوغلو، أمس، الهجوم الذي نفذته الطائرات الروسية على مواقع المعارضة، وقال إن سورية لن تكون جزءا من "الأهداف الروسية الإمبريالية". يأتي ذلك في وقت، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تنظيم داعش قصف، أمس، مدرسة في شرق سورية، مما أدى إلى مقتل تسع طالبات على الأقل وإصابة نحو 20 شخصا آخرين، فيما أشارت مصادر إلى أن قذائف الإرهاب سقطت على المنطقة التي يسيطر عليها النظام في مدينة دير الزور. الأمم المتحدة تدين رفض اللاجئين قال رئيس مفوضية اللاجئين بالأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، "الذين يرفضون اللاجئين السوريين هم حلفاء لمتشددي تنظيم داعش والمتطرفين الآخرين"، منتقدا اقتراح دونالد ترامب الذي يسعى للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية لحظر دخول المسلمين الولايات المتحدة. وفيما فر أكثر من 4.3 ملايين سوري من حرب أهلية مستمرة منذ ما يقرب من خمسة أعوام، أبلغ أنطونيو جوتيريس، مجلس الأمن التابع للمنظمة الدولية، إنه لا يمكن أن يلقى عليهم باللوم في الإرهاب الذي يخاطرون بحياتهم للفرار منه. وكانت الهجمات التي تعرضت لها باريس في نوفمبر الماضي، ثم إطلاق النار بشكل عشوائي جنوب ولاية كاليفورنيا الأميركية خلال الشهر الجاري، قد أثارا تحذيرات سياسيين في أوروبا وأميركا الشمالية، من أن بلدانهم قد تواجه مخاطر كبيرة باستقبال لاجئين بدون إجراءات صارمة لتحديد ما إذا كان بينهم متطرفون خطيرون.
مشاركة :