واشنطن – يأمل الباحثون في ان تساعدهم الأفيال على سحق مرض السرطان بعدما توصلت دراسة جديدة الى ان الاخيرة تملك في شفرتها الجينية الرقم الصعب في معادلة قهر الأورام الخبيثة. وتوصل علماء قبل أربعة سنوات الى الأفيال لا تصاب بأمراض السرطان كبقية الحيوانات، لأنها تحمل جيناً من نوع خاص يقضي على جميع الخلايا ذات الحمض النووي التالف والتي تتحوّل فيما بعد إلى خلايا سرطانية. وأوضح تلك الدراسة والتي نشرت بمجلة "تقارير الخلية"إن ذلك الجين مع تطور النشوء أصبح جيناً كامناً ينشط فقط لدى الأفيال، وأطلقوا عليه جين الزومبي لأنه يعود للنشاط من جديد كأنه يحيا من جديد. وبحسب الدراسة الجديدة يمكن أن يؤدي تسخير الجينات الموجودة لدى الأفيال إلى إيجاد علاج لأمراض السرطان بمختلف أنواعها. ولفت المؤلف المشارك في الدراسة فريتز فولراث، من جامعة أكسفورد إلى أن "الدراسة الجديدة معقدة ومثيرة للاهتمام بشأن قدرة الأفيال على مواجهة السرطان، وبالتالي يجب دراسة كل التفاصيل بدقة". وتابع: "يمكن معرفة الكثير عن مقاومة الأفيال للسرطان من خلال علم الوراثة وعلم وظائف الأعضاء بالإضافة إلى البيئة والنظام الغذائي السلوك اليومي لتلك الحيوانات". وعلى الرغم من أجسامها التي يبلغ وزنها خمسة أطنان وطول عمرها، فإن الأفيال تظهر مقاومة عالية للسرطان مع معدل وفيات أقل من خمسة في المئة، مقارنة بما يصل إلى 25 في المائة بالنسبة للبشر. وقد حيرت تلك الظاهرة علماء الأحياء لعقود، إذ تلك المخلوقات وبحكم حجمها الكبير يجب أن تكون معرضة لخطر الإصابة بالسرطان أكثر من الإنسان. فمن المعروف أن الخلايا تستمر في الانقسام طوال دورة حياة الكائنات الحية، وبالتالي فإن ذلك الأمر يحمل خطر إنتاج الأورام سواء الحميدة منها أو الخبيثة، ولكن الأفيال ترث 40 نسخة من جين يسمى P53، 20 من كل والد. ويطلق على تلك الجينات اسم "حارس الجينوم" لأنها تلاحق وتقضي على الخلايا ذات الحمض النووي المعيب. وفي هذا الصدد يقول قال المؤلف المشارك البروفيسور روبن فاهرايوس، من المعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحوث الطبية في باريس إن: "هذا تطور مثير لفهمنا لكيفية مساهمة البروتين p53 في منع تطور السرطان". وزاد شارحا: "في البشر، يكون نفس البروتين p53 مسؤولاً عن تحديد ما إذا كان يجب على الخلايا التوقف عن التكاثر أو الانتقال إلى موت الخلايا المبرمج (الانتحار)، لكن كيفية اتخاذ p53 لهذا القرار من الصعب توضيحه". وأضاف: "إن وجود العديد من أشكال p53 في الأفيال بقدرات مختلفة على التفاعل يوفر أسلوبًا جديدًا مثيرًا لإلقاء ضوء جديد على نشاط مثبط للورم". وألقت نتائج الدراسة الجديدة ضوءًا جديدًا على كيفية تنشيط بروتينات p53، فهي تفتح الباب أمام تطوير الأدوية التي تزيد من حساسية تلك الجينات وتعزيز استجابتها ضد البيئات المسببة للسرطان. ونبه الباحث المشارك في الدراسة من جامعة برشلونة المستقلة، كونستانتينوس كاراكوستيس، إلى أن "تراكم أحواض p53 المعدلة هيكليًا، بشكل جماعي أو متآزر ينظم الاستجابات للضغوط المتنوعة في الخلية".
مشاركة :