النفط عاد إلى التدفق بإقالة صنع الله وليس الدبيبة: هل تم التخلي عن باشاغا

  • 7/17/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

سقط شرط تولي رئيس الحكومة الجديدة فتحي باشاغا للسلطة من مطالب لجنة إيقاف النفط في ليبيا واكتفت بالإشارة إلى مطلب إقالة الرئيس السابق لمؤسسة النفط مصطفى صنع الله ووصفته بأهم مطلب. وقال الأعيان والمشايخ في بيان مشترك خلال المؤتمر “نحن رئيس وأعضاء اللجنة المشرفة على إقفال النفط نؤكد أن العائق كان وجود المدعو مصطفى صنع الله على رأس المؤسسة الوطنية للنفط ونحن نعتبر أن أهم مطالبنا قد تحقق وهو إزالة صنع الله”. وأكد البيان على “وحدة التراب الليبي وأن النفط لكل الليبيين”، وبارك “تشكيل لجنة إدارة جديد لمؤسسة النفط الليبية برئاسة فرحات بن قدارة”. ريتشارد نورلاند: دعا إلى اللجوء إلى القضاء بعد أن رفض صنع الله الإقالة وكانت القبائل أعلنت قبل ثلاثة أشهر إيقاف إنتاج النفط وتصديره إلى حين تولي فتحي باشاغا السلطة وكان هذا السبب الأساسي لإيقاف الإنتاج بهدف الضغط على المجتمع الدولي للقبول بحكومته ورفع الدعم عن حكومة عبدالحميد الدبيبة المنتهية ولايتها. ويضفي قرار إعادة تدفق النفط دون الإشارة إلى مطلب تولي باشاغا السلطة، مصداقية على تسريبات متواترة بشأن اتفاق بين القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر وحكومة الدبيبة. وبحسب التسريبات ينص الاتفاق على تعيين فرحات بن قدارة رئيسا لمؤسسة النفط وتسديد ديون للمؤسسة العسكرية من حرب طرابلس الأخيرة، مقابل استمرار الدبيبة في السلطة وتزكية البرلمان لتعديل وزاري سيجريه قد يسمح له بالبقاء في السلطة لسنوات أخرى ما يعني أن الانتخابات لن تجرى على المدى القريب. وانتهت ولاية حكومة الدبيبة في الرابع والعشرين من ديسمبر الماضي لكنه رفض تسليم السلطة وقال إنه لن يتخلى عنها إلا إلى سلطة منتخبة. واتسمت علاقة الدبيبة وحفتر طيلة الأشهر الماضية بالتوتر، حيث منعت قوات حفتر الدبيبة وحكومته من زيارة بنغازي في حين رفض الدبيبة تخصيص ميزانية للمؤسسة العسكرية في الموازنة التي اقترحها ورفضها البرلمان. وقاد ذلك التوتر إلى تقارب بين حفتر وفتحي باشاغا الذي يحسب على الإخوان المسلمين ليتم في ما بعد تسميته في فبراير الماضي من قبل البرلمان لتشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومة الدبيبة. وعقد الأمل على باشاغا لدخول العاصمة وانتزاع السلطة من خصمه الدبيبة. ورغم محاولاته إلا أنه فشل وهو ما بدد الانطباع السائد بشأن نفوذه وسيطرته على المجموعات المسلحة غرب ليبيا. ويبدو أن باشاغا حاول خلال الأيام الماضية إقناع حفتر بفرصة أخرى عندما لوّح في تصريحات الأحد بمناسبة عيد الأضحى بأنه سيدخل العاصمة خلال أيام. الاتفاق ينص على تعيين فرحات بن قدارة رئيسا لمؤسسة النفط وتسديد ديون للمؤسسة العسكرية، مقابل استمرار الدبيبة وإذا صحت هذه التسريبات فإن باشاغا سيكون قد خسر المعركة مع الدبيبة وخسر أيضا صورته أمام سكان مدينته مصراتة التي رفضت تقاربه مع حفتر واعتبرته “خيانة لدماء الشهداء”. وباستثناء بيان السفير الأميركي ريتشارد نورلاند الذي عبّر خلاله عن القلق ودعا إلى اللجوء إلى القضاء بعد أن رفض صنع الله الإقالة، لم تصدر أيّ دولة بيانا بشأن ما يجري ما يشير إلى موافقة دولية على تولي بن قدارة رئاسة المؤسسة. وقال بن قدارة الجمعة إن إنتاج النفط الليبي سيستأنف من جميع الحقول والموانئ المغلقة، وذلك بعد اجتماع مع الجماعات التي حاصرت هذه المنشآت لشهور. وقد يعني قرار رفع حالة القوة القاهرة عن الإنتاج إعادة ضخ 850 ألف برميل يوميا من النفط إلى السوق التي أغلقتها الجماعات المتحالفة مع القائد خليفة حفتر في الشرق. وعين الدبيبة، الذي يرأس حكومة الوحدة الوطنية، فرحات بن قدارة رئيسا للمؤسسة الوطنية للنفط الثلاثاء ودخل مقر الشركة الحكومية الخميس بعد نشر قوة مسلحة هناك. وخلال زيارة لمدينة بنغازي في شرق البلاد، التقى بن قدارة بشيوخ القبائل الذين يمثلون الجماعات المسؤولة عن الحصار. ورفض مصطفى صنع الله، الذي يقود المؤسسة منذ عام 2014، تعيين بن قدارة وقال إن فترة ولاية الدبيبة انتهت وإنه لا يملك سلطة إقالته. وقال صنع الله إنه دون ضغط دولي قد تؤدي الأزمة إلى ظهور مؤسسة نفط وطنية موازية كما حدث خلال الحرب الأهلية الأخيرة في البلاد عندما حكمت إدارتان متنافستان في الشرق والغرب. وأضاف “إذا لم يكن هناك التزام كما حدث سابقا من المجتمع الدولي، فهذا متوقع”. كما رفض البرلمان في طبرق ومجلس الدولة إقالته لكنّ مراقبين يشككون أن تستمر هذه المعارضة طويلا، لاسيما بعد أن تمكن الدبيبة وبن قدارة من فرض الأمر الواقع وسط صمت دولي يعكس الرضا عن القرار.

مشاركة :