أكد ناقد سعودي لـ«الوطن»، تحول ترجمة الأعمال الشعرية «العربية» للغات أجنبية مختلفة، إلى عملية تجارية، وظهور سوق رائجة لذلك، وانتشار السماسرة فيها، وتقدر تكلفة ترجمة أجزاء من ديوان شعري «بواقع يتراوح من 20 إلى 30 قصيدة» إلى 1500 دولار أمريكي، لافتاً إلى أن هذه التجارة، باتت تحتوي دخلاء على مهنة الترجمة والكتابة الشعرية، وتستهدف بشكل أكبر المبتدئين في الكتابة الشعرية، بغرض تسويقهم عالمياً، والترويج لقصائدهم في مختلف دول العالم، لاستضافتهم في مهرجانات ومحافل تلك الدول، مضيفين أن هناك شعراء عربا «وسطاء»، يحاولون جذب الشعراء المبتدئين «الجدد»، لترجمة قصائدهم دون النظر إلى قيمة وأهمية الترجمة. 3 لغات أجنبية أشار الناقد والشاعر السعودي محمد الحرز لـ«الوطن» أمس، إلى أن اللغات: «الفرنسية، والإنجليزية، والإسبانية «اللاتينية»»، هي اللغات الأكثر ترجمة للتجارب الشعرية «السعودية»، موضحاً أن مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء» في الظهران، أطلق مبادرة في ترجمة الشعر السعودي إلى الفرنسية، وفرغ أخيراً من ترجمة وطبعة قصائد لـ 4 شعراء، علاوة على إطلاق مشروع آخر لتنفيذ أمسيات شعرية في خارج المملكة، لمجموعة من المختارات الشعرية للشعر السعودي الحديث، مبيناً أن في الفرنسيين والإنجليز والاسبان، من لديهم اهتمام ورواج بالشعر الخليجي. الجرس الموسيقي وأبان أن الشعر لغة عالمية يفهمه كل الناس، ويتواصلون من خلاله سواء كان مترجماً أو غير مترجم، موضحاً أن بعض المحافل الأجنبية والعالمية، يصاحب القصائد الشعرية العربية مترجمون إلى لغة أخرى، وبعض الأحيان الجمهور «الغربي» يرفض الترجمة، ويصر على سماع تلك القصائد باللغة العربية، ويتفاعل الجمهور مع موسيقى النص، ويتفاعل مع الإلقاء العربي من خلال مخارج الحروف والجرس الموسيقي، وفهم الإحساس من خلال اللفظ، رغم أن بعض المتلقين الأجانب لا يفهمون المعنى. قصائد الصحراء شدد الحرز على أهمية الترجمة للشعر، واصفاً إياه بتناقل الأحاسيس والمشاعر من مجتمع إلى آخر، ومن ثقافة إلى أخرى، وفيه تواصل يفوق بكثير التواصل العادي «في ذات اللغة»، مضيفاً أن ترجمة النصوص الشعرية، تختلف عن ترجمة الفنون الإبداعية والأدبية الأخرى، كالراوية والقصة، ويبقى الشعر له بعض الخصوصية في التواصل بين المجتمعات والحضارات المختلفة، مبيناً أن الترجمة الشعرية تعتمد على خبرة المترجم، ويفضل أن يكون المترجم شاعراً، ويمتلك القدرة على نقل إحساس القصيدة إلى اللغة الأخرى، ومن بين الصعوبات التي تواجه ترجمة القصائد، بعض المفردات والمصطلحات غير المستخدمة في تلك اللغات الأخرى، مستشهداً في ذلك بقصائد الصحراء، قد تكون مفرداتها غير متوفرة في الإنجليزية، إذ إن الشعراء الإنجليز ليس لديهم اهتمام في ذلك، وبالتالي صعوبة في نقلها، ويضطر المترجم إلى نقلها بصورة مقربة للقارئ الأجنبي، وكذلك الأمر ينطبق على استلهام الأساطير والموروث التاريخي في المجتمع. خارج نطاق الوزن أضاف أن المترجم، لا يعاني من الصعوبات في المفردات والمصطلحات المتداولة، والمشتركة بين العربية واللغة الأجنبية الأخرى، لأن المتلقي العربي والأجنبي يعرفها، ويجب مراعاة المتلقي الأجنبي في اختيار الترجمة المناسبة، السهلة، ويجب أن يكون هناك تنسيق بين المترجم والشاعر، مؤكداً أنه لا تمايز بين القصيدة عند ترجمتها من العربية إلى لغة أخرى باستثناء الاختلافات في الوزن والقافية، موضحاً أن الشعر العربي له أوزانه وقافيته، والشعر العربي يشهد تطوراً مستمراً في شعر التفعيلة «قصيدة النثر»، وأن الشعر «الغربي» له أوزانه الخاصة، وللمترجم الحق في الخروج عن الوزن، ولا تفرض الترجمة أوزاناً «الترجمة خارج نطاق الوزن لا تلتزم بالوزن»، وهناك تجارب في نقل الشعر الإنجليزي إلى الشعر العربي على أوزان معينة. موافقة خطية قال الحرز: إن هناك فوضى في الوطن العربي في موافقة مؤلف القصيدة على ترجمة ونشرة القصيدة المترجمة، وفي الغرب لا يمكن ترجمة قصيدة إلا بموافقة خطية من المؤلف كحقوق فكرية وأدبية، يجب الالتزام فيها، مشيراً إلى أن الترجمة المتميزة للقصيدة، التي يكون فيها الشاعر يجيد الترجمة إلى لغة أخرى، مستشهداً في ذلك بشعراء المغرب العربي، فهم يجيدون الترجمة إلى اللغة الفرنسية لاحتكاكهم بالمشهد الشعري الفرنسي، وهو الأمر الذي أتاح لهم الفرصة بترجمة أشعارهم إلى الفرنسية، وكذلك شعراء المشرق العربي، فهم رواد في الترجمة إلى اللغة الإنجليزية لاحتكاكهم بالأدب الإنجليزي.
مشاركة :