هناك جدل يثار حول مؤثري أو مشاهير السوشل ميديا، وهل هم إعلاميون أم أن ما يقدمونه ليس له علاقة بالإعلام؟ وفي ظني أن هذا الموضوع يحتاج إلى بحث من قبل المتخصصين في مجال البحوث والدراسات الإعلامية، وشخصياً أنظر للأمر من الزاوية التالية: في البدء إن كل ما يقدم من محتوى يعتبر رسالة، حيث إن الرسالة هي النواة الأولى في دراسة العمل الإعلامي عموماً، فهناك "رسالة ومرسل ومستقبل، وشيفرة، ووسيلة" كما ندرس ذلك في مادة نظرية الاتصال في كليات الإعلام في الجامعات. ولو نظرنا إلى الرسالة الموجهة - بصرف النظر عن محتواها - الذي سوف يتعرض للإرسال، فإنك سوف تقوم بإرسالها إما لشخص واحد، وفي هذه الحالة تكون "رسالة فردية"، أو لمجموعة من الأشخاص، وهنا سوف تبدأ في التحول من كونها رسالة شخصية إلى "رسالة جماعية"، وقد يكون أولئك الجماعة الذين ترسل لهم هذه الرسالة ميئتي شخص مثلاً، أو ملايين الأشخاص، حيث تبدأ الرسالة في التحول من كونها "رسالة شخصية" إلى "رسالة جماهيرية"، وهنا يكمن السؤال: هل الرسالة الجماهيرية التي تتوجه لمجموعة كبيرة من الأشخاص هي رسالة إعلامية؟ كونها انتقلت من الرسائل الشخصية إلى الرسائل الجماهيرية بصرف النظر عن محتواها، أم أن المحتوى بالضرورة يجب أن يشكل جانباً مهماً في إنشاء الرسالة الإعلامي؟ يعني عندما يقوم شخص ما من مؤثري السوشل ميديا بتقديم محتوى عادي أو سطحي أو تافه، ويوجهه لعدد كبير من جمهوره الذين يصلون إلى الملايين، هل يعتبر قدم رسالة إعلامية، وعندما نذكر رسالة هنا لا نقصد فيها "رسالة" بمعنى رسالتك في الحياة، أو رسالة ذات مضمون، هي في النتيجة تمثل رسالة كونها منقولة من مرسل إلى مستقبل، وهنا يكمن المحك، الذي يتطلب منا تحرير مصطلح إعلامي أو إعلام، أو رسالة إعلامية وإعادة النظر إلى هذا المصطلح، هل ينبغي أن يتضمن محتوى مقنناً بمعايير محددة؟ وهل يجب أن يصدر عن شخص دارس أو مهني محترف في مجال الإعلام -كما يرى البعض-؟ أعتقد أن هذا الموضوع الجدلي بحاجة إلى مزيد من النقاش والبحث حتى نصل إلى محددات معينة، تساعدنا على الوصول إما لمعايير تقنن الرسالة الإعلامية وتحددها بأطر معينة، أو أن نسلم أن ما يقدمه مشاهير السوشل ميديا يعتبر عملاً إعلامياً كون -بعضهم- يمتلكون جمهوراً غفيراً من البشر لم تمتلكه مؤسسات إعلامية كبرى عبر التاريخ البشري.
مشاركة :