دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، اليوم (الإثنين) الإدارة الأمريكية إلى الضغط على إسرائيل لوقف مخططاتها الاستيطانية في الضفة الغربية حفاظا على حل الدولتين. وقال اشتية في مستهل اجتماع حكومته الأسبوعى بمدينة رام الله "ما أن انتهت زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، للمنطقة حتى أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن مصادقتها على مخططات استيطانية جديدة" في أنحاء الضفة الغربية. وأضاف اشتية أن المخططات الجديدة تستهدف مصادرة مئات الدونمات (الدونم يعادل 1000 متر مربع) من أراضي مدينتي رام الله وبيت لحم لإقامة 30 وحدة استيطانية. وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني الإدارة الأمريكية بوقف تلك المخططات التي من شأنها تقويض حل الدولتين، فإذا كان هذا الحل بعيد المنال كما قال الرئيس الأمريكي فإن وقف الاستيطان يجب أن يكون فورا وفق قرارات الشرعية الدولية للحفاظ على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة. ولم يصدر أي تعقيب إسرائيلي رسمي على تلك المخططات. وكان بايدن قد زار بيت لحم جنوب الضفة الغربية يوم الجمعة الماضي في زيارة قصيرة التقى فيها نظيره الفلسطيني محمود عباس، بعد قضائه 40 ساعة في إسرائيل ولقاء مسؤولين إسرائيليين قبل أن يتوجه لزيارة السعودية. وقال بايدن خلال مؤتمر صحفي مع عباس عقب اللقاء إن "حل الدولتين بعيد المنال بسبب قيود تفرض على الفلسطينيين وحركتهم والشعب الفلسطيني يشعر بحزن جراء ذلك، مؤكدا أن إدارته لم تستسلم إزاء اتخاذ جهود للوصول إلى السلام وجمع الفلسطينيين والإسرائيليين ليكونا قريبين من بعضهما البعض". واحتلت إسرائيل الضفة الغربية في العام 1967 وأقامت عليها المستوطنات، التي تعتبر مخالفة للقانون الدولي، ويعد الاستيطان الإسرائيلي من أبرز ملفات الخلاف بين الفلسطينيين وإسرائيل في ظل توقف مفاوضات السلام بينهما منذ العام 2014. في سياق قريب، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية "اعتداءات" المستوطنين ضد الفلسطينيين وأرضهم ومساكنهم في الضفة الغربية بحماية الجيش الإسرائيلي. وحذرت الوزارة في بيان تعقيبا على هجوم 20 مستوطنا على مساكن فلسطينية في أريحا وإلقاء حجارة على مركبات في مناطق أخرى، من تعميق وتوسيع ظاهرة تشكيلات المستوطنين لسرقة الأرض الفلسطينية وتخصيصها لصالح الاستيطان. وأشار البيان إلى تعظيم دور المستوطنين في "الاعتداء" على الفلسطينيين في محاولة لإلغاء وجودهم في المناطق المصنفة (ج) والتي تشكل 60 في المائة من مساحة الضفة الغربية، بما يؤدي إلى تقويض تدريجي لأية فرصة لتطبيق مبدأ حل الدولتين، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية. وحمل البيان الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن وجود و"جرائم" المستوطنين وكتائبهم المسلحة بحق الفلسطينيين ومخاطرها الجدية التي تهدد بتفجير ساحة الصراع برمتها. وشهدت الضفة الغربية التي يعيش فيها أكثر من 600 ألف مستوطن إسرائيلي و3.2 مليون فلسطيني، مرارا حوادث للمستوطنين ضد الفلسطينيين تضمنت حرق مركبات ومساجد وكتابة شعارات على جدران بعضها وقطع أشجار مثمرة والسيطرة على أراض فلسطينية.■
مشاركة :