'لمة' هندة عبدالكافي تأخذ القلب الى فضاءات الحنين الجارف

  • 7/19/2022
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

الفن بما فيه من حميمية التعاطي مع الأشياء والعناصر والتفاصيل يمنح الكائن فنانا ومتلقيا شيئا من الامتلاء والتجليات حيث الفكرة المقيمة بين الرسم والتلوين مجال للقول بالذات وهي تحلم وتنشد عوالم مغايرة تأخذ القلب والدواخل الى فضاءات شاسعة من الحنين، الحنين الجارف تجاه الجميل والكامن فينا من ذكرى عالية العناوين والقيمة. هكذا هي فكرة الفن عند الفنانة التشكيلية أصيلة القيروان هندة عبدالكافي التي عملت من خلال معارضها الخاصة والجماعية ومشاركاتها في الفعاليات التشكيلية على ابراز حيز منهم من اعتمالات شواسعها وهي تستذكر العادات والتقاليد والمشاهد وغيرها من أحوال المدينة...أحوال القيروان في ثرائها وألقها وجمال تفاصيلها. من أعمال الفنانة هندة عبدالكافي بوخاتم الأخيرة نذكر لوحة بعنوان "اللمة" والتي تستذكر فيها وبها أجواء اللمة العائلية في القيروان وعند العائلات وما في كل ذلك من دفء وحميمية ومحبة وراحة نفسية وخصوصا في أزمنة افتقد الناس فيها ذلك في زمن السرعة وتدهور الروابط والعلاقات والتغيرات المربكة. لوحة مميزة جماليا ومن حيث مضمونها الانساني والوجداني شاركت بها الفنانة هندة مؤخرا في  افتتاح المعرض الجماعي " رؤى جمالية الفن" ضمن الدورة 19 للملتقى الوطني للمبدعات العصاميات في التعبير التشكيلي بقصر المرمر بالمنستير وذلك بدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستير وبتنظيم من قبل  المركب الثقافي بالمنستير... لوحة فنية شدت انتباه المشاركين في الدورة والحاضرين وجمهور الفعاليات. هذا وتعد الفنانة هندة لمعرضها الفني التشكيلي الجديد برواق فني بالعاصمة بداية الموسم الثقافي الجديد. الرسامة هندة عبدالكافي بوخاتم هامت بالمدينة ونعني القيروان بحثا عن ذاتها حيث تداعت كأغنية بها شجن قديم ولا تلوي على غير العناق تجاه الألوان... والقماشة أرضها المفتوحة على الذكرى والنظر. وهي من الفنانات التشكيليات ضمن المشهد الفني بتونس حيث عملت على نحت تجربتها منذ عقود وكانت بعيدة عن أجواء المهرجانات التشكيلية والمعارض الخاصة والجماعية سوى بعض المبادرات التي رأت فيها أهمية التواصل مع الجمهور الذي أحب اعمالها ضمن الفضاء الجمالي المحلي ونعني المدينة العابقة بالحضارة وبالتواريخ..القيروان .من القيروان نهلت وقدمت أعمالها بفضاءات المركب الثقافي أسد ابن الفرات ونجح المعرض الذي ضم باكورة تجوالها في تفاصيل الحالة القيروانية بما هي حالة وجد وأصالة وتراث وتقاليد. الرسم لدى الفنانة هندة عبدالكافي مساحة من مساحات القول الجمالي ..ذلك ان الحيز الممنوح للذات من عناصر وتفاصيل وأشياء يجعلها تتماهى بما توفر لديها من مفردة تشكيلية نحتا للقيمة وتأصيلا للكيان..والفن تعدد اتجاهات وتيارات ورؤى مختلفة. ألوان من وحي الحوار الوجداني والانساني البليغ..أما المشاهد فانها خليط جمالي بين ما يعتمل في الذات من أفكار وهواجس ورؤى تنبع من أصل الفكرة ..و الفكرة هنا هي هذا الحوار المأخوذ بالتواصل المشترك تجاه القيمة، انها قيمة الانسان في تجلياته الثقافية والفكرية والانسانية العميقة..ماذا لو صارت الألوان ملاذا مفتوحا للحوار بما يعنيه ذلك من آفاق رحبة للتواصل والتأسيس لياء المحبة ونون النظر وهاء الدهشة، انها رحلة الفن الجميل الآسرة والمأخوذة بالرفعة والجمال والحنين في هذا البرد الكون ...هكذا هي الألوان في فضائها القيروان حيث تواصل الفنانة هندة بحثها عن مفردات أخرى تؤثث التجربة وتضيف للذات وللمكان ألقا آخرا.

مشاركة :