ابراهيم الدهش .. الكثير من يخلط الاوراق ولا يميز بين النقد البناء والهدام ويعطي فارق بسيط دون إدراك لطبيعة كل نوع ، إلا أن الفارق بين النوعين شاسع وكبير أساس النقد البناء هو تصحيح مسار و تقويم و دافع للتحسين والتطوير ، أما الانتقاد الهدام فيكون نابعاً من الغيرة التنافسية والمهنية والحقد والحسد وبعض الاحيان ينبثق من ضعفاء النفوس . المواقف التي تصادفنا في حياتنا كثيرة ، وتعرضنا لهجوم قوي من الطرف الآخر عادة ما يكون لإبراز الأخطاء وبين طياتها إحراج وتشويه للشخص خاصة إذا كان على الملأ، وفي المقابل نرى كثيرين يقدمون النصح ويعرضون حقيقة ما لديهم من ميزات وعيوب دون التركيز على سلبية محددة . النقد الهادف والبناء يراد منه تحسين الشخصية وعطائها ويمثل دافعاً للتقدم إلى الأمام دون تجريح أو تقليل من شأن ولذلك نلاحظ مقبولية للطرف الاخر ، مجتمعاتنا العربية تعاني كثير من الظواهر السلبية وخاصة في أسلوب التعامل والنقد بين أفراد المجتمع واختلطت جميع الأوراق ... النقد مر كالدواء من يعرف أثره الطيب يتقبل مرارته ومن لايعرف أثره يقف عند المرارة فيرفضه ولايقبل به . _لايمكن للإنسان أن يبدع ويتطور وان لم يستشعر وجود قصور أو تقصير . فإذا اكبر عمله وأعجب بما صدر منه لن يفكر في التغيير فيتراجع . لهذا الابداع والتطور مدين للنقد البناء. ولكن المطلوب أن نكون مرآة مستوية لامقعرة ولا محدبة نتكلم في صلب الموضوع وفي الحقيقة ولانتحدث شيئا دونها أو مبالغا .. وهذا الأمر لايتيسر دائما فإن النقاد بعضهم يخلص وينصف وبعضهم في نفسه شيئا فينتقد شوفياً والإنسان العاقل يستمع لكل نقد ؛بعيد عن النوايا سواء كان نقدا بناء أو هداما لان الناقد البناء .. اخلص له واراد أن ينصحه والناقد الهدام .. فرغ نفسه للتصيد فكبر عينيه ليرى اين الأخطاء . فهو يعين في اكتشاف الخطأ وإن كانت نيته ليست سليمه لهذا القران الكريم يقول "فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه" واحيانا استمع له قد يكون في نقده شيء واقعي ، اطور به نفسي . واحيانا يكون كله خطأ فنقول لايضر نستمع له لعله يساعد في إصلاح النفس . يقول الشاعر .. عيداتي لهم فضل علي ومنة فلا صرف الرحمن عني الاعاديا هم بحثوا عن زلتي فأجتنبتها وهم نافسوني فاكسبت المعاليا كيف يكون التعامل مع النقد الهدام ؟ حيث أنه قد يمازج المعاصي كسوء الظن والافتراء والتشهير والتسقيط ...وغيرها ولكن الحكيم إذا انتقد يفتش مالذي يخدمه في الاستفادة عن اصلاح نفسه فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذ بها .. في احد الروايات لأحد الأئمة المعصومين تقول "وقف عليه رجل من أرحامه من أبناء عمومته فاسمعه وشتمه فلم يكلمه . فلما انصرف ، قال لجلساءه :لقد سمعتم ماقاله هذا الرجل وانا احب أن تبلغوا مني إليه حتى تستمعوا ردي عليه . فقالوا له .. نفعل ؛ولكن كنا نحب أن تقول له ويقول .. فأخذ نعليه ومشى وقال : "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " يقولون علمنا أنه لا يقول له شيئا . فخرج حتى أتى منزل الرجل فصرخ به فقال قولوا له هذا علي ابن الحسين . فخرج الينا متوثبا للشر .فقال له للامام :يا اخي انك كنت وقفت علي ٱنفا فقلت ماقلت . فإن كنت قلت مافي فاستغفر الله من التقصير . وان كنت قلت ماليس في .فغفر الله لك . فقبل الرجل مابين عينيه .وقال لقد كنت قلت ماليس فيك وانا أحق به ولست انت .__التفريق بين النقدين ١/النقد البناء.. يستخدم أسلوبا علميا لانه يريد أن يصحح . وأما النقد الهدام ... يقوم على التجريح والسب والشخصنة ٢/النقد البناء .. يقدم نقداً متخصصا وهو قائم على دراسة وأما النقد الهدام .. ينتقد الأفكار وقد لايكون ملما بها ولايكون عنده تخصص ( كم من عالم سفه من جاهل ) ٣/ النقد البناء .. كلماته تدل على الحب والتضحيه وغالبا يلجأ إلى السرية ؛والى التلميح بالخطأ ولايصرح به ؛لانه يحترم مقام الآخر وشخصيته واما النقد الهدام .. يتعمد الاماكن التي فيها تشهير لانه يريد إسقاطه . ٤/ النقد البناء :يطرح بدائل للتطوير . واما النقد الهدام .. لايريد أن تتطور حتى يطرح بدائل وانما يعتمد على التنمر __بعض الأحيان نحن لا نقبل النقد الصحيح لأسباب غير صحيحة . ١/ يقول المنتقد ..لا اقبل انتقادك اعطيني بدائل ٢/ قد يستصغر الذي طرح النقد فقد يكون صغير السن أو شخصيه مغمورة . ٣/قد لايكون متخصص ولكن لديه وجة نظر جيدة حيث ينظر من خارج الموضوع ٤/ قد يكون لديه النجاح والمقبولية فيعتد بنفسه ولايقبل النقد وهذا يدخل في العجب ٥/ فقد الثقة بالناقد فقد يكون حاسدا ولكن وجة نظره على صواب من هذا الايجاز نستطيع أن نقول بأن مجتمعاتنا العربية لا تخلو من الظواهر السلبية وخصوصا النقد بنوعيه ولكن شتان ما بين الاثنين
مشاركة :