المقصود بالنقد الهدَّام هو الإشارة إلى الخطأ ولوم صاحبه، وغالباً ما يأتي هذا النقد من أشخاص عديمي الخبرة والمعرفة وهدفه الظهور أمام الآخرين، وذلك بالبحث عن أيِّ ثغرةٍ بسيطةٍ أو نقطة ضعف في الحدث ليبني آراءه حولها ويأخذ دور الناصح والمهتم، ويحوِّل الحدث إلى موضوعٍ سلبيٍّ مهما كان يحمل من إيجابية. أمَّا النقد البنَّاء فيهدف إلى: تحديد مكان الخطأ وتسليط الضوء على مواضع النقص والبحث في الأسباب والتفتيش عن حلولٍ ممكنةٍ لمعالجة الخطأ وتفادي حصوله مستقبلاً، وذلك بغض النظر عن لوم الشخص الذي قام بالخطأ؛ إذاً فالهدف منه تحسين ما هو سيءٌ بطريقةٍ وديةٍ تهدف إلى تصحيح الخطأ إن وُجِد. إنَّ أهميَّة النقد تكمن في الأسلوب، وذلك من خلال دفع الطرف الموجَّه إليه النقد إلى الإصغاء بهدوءٍ إلى ما يقوله الناقد، وبالتالي فإنَّه يبعث فيه روح الأمل ويزيد من دوافعه من أجل تحقيق الأفضل وتلافي الأخطاء مستقبلاً؛ أمَّا في حال كان النقد يعتمد على إيذاء مشاعر الطرف الآخر وبلهجةٍ هجومية، فسوف يضطر الطرف الثاني إلى الدفاع عن نفسه. من ناحية أخرى، يمكن في بعض الأحيان للغة الأكثر قوة أن تكسر الهيكل الدفاعي. علاوة على ذلك، هناك الكثير من الناس (النقاد والمنتقَدين على حد سواء) الذين يقدرون الأسلوب الفظ. فهم يعتبرون الفظاظة صدقًا وفعالية في حين يعتبرون النهج الأكثر مرونة تلاعبًا أو تناولاً أو مملاً أو مقيدًا. وفي كثير من الأحيان، مثل هؤلاء الناس ينظرون إلى السجالات الأكثر قوة باعتبارها حيوية وجذابة.
مشاركة :