وسط تضارب في الأنباء عن سقوط قتلى وجرحى، عاش أهالي صبراتة في حالة من الذعر، أمس الأربعاء، إثر إطلاق نار كثيف في المدينة الساحلية الواقعة غرب العاصمة طرابلس.وأدت هذه الفوضى التي كان وراءها تشكيلات مسلحة تابعة لأحمد الدباشي الملقب بـ«العمو»، إلى إغلاق الطريق الساحلي بالسواتر الترابية.وقال شهود عيان على الحادث إن جميع الطرق المؤدية إلى صبراتة أغلقت وسط إجراءات أمنية مشددة نتيجة ما حدث من انتهاكات في المدينة.وأضاف الشهود أن سيارة مصفحة مجهولة الهوية استهدفت عددا من عناصر الأمن التابعين لمديرية أمن صبراتة بوابل من الرصاص، ما أسفر عن إصابة ثلاثة منهم.من جهته، دعا الكاتب السياسي الليبي محمد بعيو إلى استئصال حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها برئاسة عبدالحميد الدبيبة حتى بالقوة، على خلفية إغلاق الطريق الساحلي.وقال بعيو: بأموالنا المنهوبة يقطع أنصار الدبيبة الطريق بين سرت ومصراتة لتتعذب العائلات في لهيب يوليو، ويموت مريض في سيارة إسعاف. وأضاف: لا بد من استئصال هذه الطغمة حتى بالقوة، فلا سلام ولا أمان بوجودهم.وأغلقت مجموعات مسلحة الطريق الساحلي الرابط بين غرب البلاد وشرقها، وبالتحديد في منطقة الوشكة، القريبة من مدينة سرت، حيث قطع مسلحون الطريق أمام المارة وسيارات نقل البضائع.تأتي هذه الانتكاسة على الصعيد الأمني، بينما أصدرت القيادات المؤسسة العسكرية في الشرق والغرب بيانا مشتركا عقب اجتماعهم في العاصمة طرابلس مساء الثلاثاء، شددوا فيه على رفض العودة للاقتتال بين أبناء الوطن الواحد ونبذهم العنف ودعمهم الكامل لمدنية الدولة وإبعاد المؤسسة العسكرية عن التجاذبات السياسية.وأشاد البيان بجهود اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» والتأكيد على خروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية، وتم تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة ملف المحتجزين والمفقودين، والمضي قدما في برنامج المصالحة الوطنية وعودة المهجرين.واتفق البيان أيضا على الشروع في تحديد الخطوات الواقعية لتوحيد المؤسسة العسكرية، كما تم وضع أسس تبادل وتوحيد البيانات، والتنسيق في الأعمال بين رئاسات الأركان النوعية والإدارات المختلفة. كما ناقش المجتمعون ضرورة تسمية رئيس أركان واحد للمؤسسة العسكرية، وجرى الاتفاق على وضع برنامج تدريب مشترك حسب الإمكانات المتوفرة.وتم إقرار تفعيل القوة المشتركة التي تم الاتفاق على تشكيلها في اتفاق وقف إطلاق النار، ووضع خطة للبدء في تيسير دوريات حدودية من الوحدات المختلفة لحرس الحدود لحماية الحدود الليبية، ومنع الهجرة غير الشرعية وتجارة المخدرات والجريمة المنظمة ومكافحة الإرهاب داخل الأراضي الليبية.على صعيد متصل، أكد نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي عبدالله اللافي، أن الوصول إلى الحل في ليبيا، يستوجب بالضرورة المرور بانتخابات برلمانية ورئاسية بمشاركة الجميع.واستعرض اللافي خلال لقائه مساء الثلاثاء سفير التشيك لدى ليبيا «جان فيسيتال»، بديوان المجلس الرئاسي في طرابلس، رؤية مشروع المصالحة الوطنية، وتواصل العمل على صياغة ميثاق سلمي اجتماعي وطني، يتوافق عليه الجميع.واستعرض اللقاء سبل إنجاح العملية السياسية في ليبيا، وملف المصالحة الوطنية، وأهمية الوصول إلى اتفاق حول القاعدة الدستورية بين مجلسي النواب والدولة، لإجراء الانتخابات في أقرب الآجال، وناقش اللقاء آخر التطورات السياسية في ليبيا، والعلاقات الثنائية التي تجمع البلدين.بدوره، أشاد السفير التشيكي بجهود المجلس الرئاسي في توحيد مؤسسات الدولة، وتقريب وجهات النظر بين أطراف العملية السياسية، وسعيه الحثيث لجمع شمل الليبيين، من خلال مشروع المصالحة الوطنية، وحيادية وشفافية التعامل مع كل الأطراف السياسية.
مشاركة :