وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تروس، هي أحد المتنافسين النهائيين على خلافة بوريس جونسون في منصب زعيم حزب المحافظين، ورئيس الوزراء. وسيُطلب من نحو 180 ألف عضو في الحزب اختيار تروس، أو رئيس الخزانة السابق، ريشي سوناك، مع الإعلان عن الفائز في الخامس من سبتمبر المقبل. وإذا فازت تروس، فإنها ستصبح ثالث امرأة تتقلد منصب رئيس وزراء في تاريخ بريطانيا. وتأثرت المسؤولة بشخصية رئيسة الوزراء السابقة، مارغريت تاتشر، المعروفة بلقب «المرأة الحديدية». وركبت تروس على ظهر دبابة تابعة للجيش البريطاني، في أوروبا الشرقية، مستحضرةً صورة تاتشر خلال الحرب الباردة. وفي مناظرة متلفزة حول القيادة هذا الأسبوع، ارتدت كبيرة الدبلوماسيين البريطانيين بلوزة تشبه إلى حد كبير تلك التي كانت تاتشر ترتديها. وتروس البالغة من العمر 46 عاماً، هي المفضلة لدى العديد من المحافظين الذين يحترمون تاتشر أكثر من القادة الآخرين. ويقول النقاد إن تقليد تروس للمرأة الحديدية غير مجدٍ، ويعتقدون أن تروس تفتقر إلى الجاذبية لقيادة البلاد، وسط الاضطرابات الاقتصادية والحرب في أوكرانيا. كوزيرة للخارجية، كانت تروس في مقدمة من دعموا أوكرانيا، وأيدت فرض العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزو جارتها. كما برزت بشكل كبير في الخلاف بين المملكة المتحدة، والاتحاد الأوروبي بشأن ترتيبات التجارة، بعد خروج بريطانيا من الكتلة. ونهجها المشاكس، إلى جانب وعودها بخفض الضرائب وزيادة الإنفاق الدفاعي، جعلها المفضلة لدى الجناح اليميني في حزبها. وكتبت تروس في صحيفة «ديلي تلغراف»، أنها «الشخص الوحيد الذي يمكنه تقديم التغيير الذي نحتاجه في الاقتصاد، بما يتماشى مع مبادئ المحافظين الحقيقية؛ والشخص الوحيد القادر على قيادة الاستجابة في أوكرانيا وتعزيز الأمن أمام التهديد الذي يواجهه العالم الحر». لكن المعارضين ينتقدونها على أنها «متعصبة فكرياً» وتتحدث «لغة خشبية»، ويلاحظون أنها لم تكن دائماً من حزب المحافظين الحقيقيين. ووُلدت تروس في أكسفورد عام 1975، وهي ابنة أستاذ رياضيات، وممرضة أخذتها معها في الاحتجاجات المناهضة للأسلحة النووية وتاتشر، عندما كانت طفلة، إذ تتذكر الصراخ، «ماغي، ماغي، ماغي- ارحلي، ارحلي!». والتحقت تروس بمدرسة ثانوية عامة في ليدز، شمال إنجلترا، ثم درست الفلسفة والسياسة والاقتصاد في جامعة أكسفورد، حيث انتمت إلى الديمقراطيين الليبراليين الوسطيين، لفترة وجيزة، ودعت إلى إلغاء الملكية. عملت تروس كخبيرة اقتصادية في شركة «شل» العملاقة للطاقة، وشركة الاتصالات السلكية واللاسلكية «كيبل آند وايرلس»، وفي مركز أبحاث يمين الوسط، بينما كانت تشارك في السياسة المحافظة، وتتبنى وجهات نظر «تاتشرية» للسوق الحرة. وترشحت للانتخابات البرلمانية مرتين دون جدوى، قبل أن يتم انتخابها لتمثيل جنوب غرب نورفولك، في عام 2010. وفي استفتاء عام 2016، بشأن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، أيدت تروس جانب «البقاء» الخاسر. ولكنها عملت في حكومة جونسون المؤيدة بشدة لخروج بريطانيا من الاتحاد، كوزيرة للتجارة ثم وزيرة للخارجية، وحصلت على دعم أكثر مؤيدي حزب المحافظين للخروج. 180 ألف عضو في حزب المحافظين سيفاضلون بين ليز تروس وريشي سوناك. في استفتاء عام 2016، بشأن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، أيدت تروس جانب «البقاء» الخاسر. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :