الثقافة هوية ولغة تواصل، مهما تعددت أشكالها وأنواعها واختلفت لغاتها، فهي تصل المجتمعات ببعضها، وتساهم في تحقيق الاستمرارية والديمومة لهذه المجتمعات، وفي ظل انفتاح العالم، والتقاء ثقافة الشرق بالغرب، الذي أدى بدوره إلى تعزيز هذا التواصل واستدامته، وساعد على ذلك الجوائز والفعاليات الأدبية والثقافية والفكرية العالمية، التي تحتضن الثقافة على اختلافها وتنوعها، لتخلق تواصلاً فعّالاً لا تقف عنده لغة أو هوية، بل تجاوز كل هذا وتخطاه من أجل حوار مستدام يساهم بدوره ببناء الإنسان والمجتمع.. الإمارات ودبي احتضنت العديد من الفعاليات والأنشطة التي تعنى بالأدب والثقافة، في ملتقيات جمعت أدباء الشرق والغرب فكيف ساهمت هذه الفعاليات في ديمومة هذا الحوار وكيف كان أثره. وفي هذا الإطار، قالت أحلام بلوكي مديرة مهرجان طيران الإمارات للآداب عن الفعاليات الأدبية ودروها في خلق حوار فعّال ومستدام بين الكتاب في الشرق والغرب: منذ انطلاق الدورة الأولى لمهرجان طيران الإمارات للآداب في 2009 وعلى مدى الأربعة عشر عاماً الماضية، شهدنا أهمية الحوار في بناء المستقبل الإبداعي في المنطقة والعالم. تتيح الفعاليات الأدبية، على شاكلة مهرجان طيران الإمارات للآداب، منصة لجمع الكتّاب من الشرق والغرب في مكان واحد، إضافةً إلى توفير محفزات الحوار التي تعكس اهتمامات الجمهور وتستجيب لاستفساراتهم وتساؤلاتهم. وتابعت: ينطلق ذلك من إيماننا بأن الكُتاب عامود أساس من أعمدة القطاع الثقافي والإبداعي؛ ومن الضروري الاستثمار في استمرارية الحوارات فيما بينهم والاستماع إلى آرائهم ووجهات نظرهم عن الفرص المتاحة لهم والتحديات الموجودة التي يواجهونها في عالم اليوم. ومن شأن هذه الحوارات أن تشكل حجر الأساس في إيجاد طرائق مختلفة لتعزيز دور القطاعات الإبداعية وتطوير المجتمع الثقافي المستدام، وهو ما تهدف كل الفعاليات الأدبية إلى تحقيقه. بدورها، قالت الدكتورة مريم الهاشمي: إن الثقافة هي اقتران الكلمات بالتجربة، والهدف من هذا الاقتران هو التأثير في الإنسان، وأكثر ما يتأثر به الإنسان «الكلمة»، ويمكن أن نعتبرها بمثابة قوة من قوى الطبيعة، وإضافة إلى عامل «الكلمة» فإن عامل «التجربة» يشكل المنهجية الوحيدة الفعّالة من أجل زرع حقيقة ما وترسيخها. وتابعت: إن الملتقيات الأدبية كمهرجان طيران الإمارات للآداب تحقق نجاح هذا التأثير الإيجابي في الآخر وتعمل على تقريب الفجوات؛ بل وسدها بأقوى قوة مؤثرة وهي قوة الكلمة وجميل التجربة. ضرورة وأكدت أن مثل هذه المبادرات مع غيرها من المبادرات الثقافية تشهد أن تاريخ دولة الإمارات السياسي والاجتماعي والاقتصادي والإنساني والحضاري يتبع هذا النهج المتوازن والذكي، ولا إثبات أكبر من التاريخ شاهداً ومعلماً، فمواقفها تجاه كل القضايا تثبت نظرية أن الفكر البارع يفتح الأبواب ويكسب طرقاً مفضلة للوصول إلى النتائج الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المستقبلية المرجوة إقليمياً وعربياً وعالمياً. وهو ما نعتبره في الوقت الراهن ضرورة حتمية ثابتة ومستدامة أمام التغير المتسارع والمهول للعالم في شتى مجالاته، لنحافظ على دورنا المتأصل للإنسانية. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :