بعد مرور قرابة 30 عاماً على صدور الطبعة الأولى لكتاب الدرعية قاعدة الدولة السعودية الأولى الذي صدر عام 1995م للشاعر والسفير الراحل محمد الفهد العيسى جددت ابنته الدكتورة إيمان محمد العيسى طبعةً جديدة صدرت عام 2021، وقالت الدكتورة منيرة العلولا في مقدمة الطبعة الثانية: إن كتاب الراحل أول احتفاء بالدرعية قبل نصف قرن وقلب المملكة العربية السعودية النابض وقاعدة النماء لهذه الدولة العظيمة، المؤلف أدرك بثاقب بصيرته أن الدرعية ليست مجرد رمز تاريخي أو سياسي مستشعراً أهمية إبراز الدرعية تاريخياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً، لتأتي رؤية المملكة 2030 لتؤكد على ذلك وتجعل بوابة الدرعية أحد المشاريع الكبرى للرؤية. ووصف الشيخ العلامة حمد الجاسر الكتاب بأنه أول دراسة عن تاريخ مدينة الدرعية عصب الدولة السعودية ذات المجد التليد التي لم تنل من الدارسين ما هي جديرة به من اهتمام. وطالبت العلولا في مقدمة الطبعة الثانية أن يُحتفى بهذا الكتاب ويستفاد منه في خضم الحفاوة التي تلقاها الدرعية وحي البجيري وحي الطريف ضمن رؤية المملكة 2030، بأن تعلق مقتطفات منه في الأماكن ذات العلاقة لتعريف زوارها وتبصير روادها بما كانت عليه الدرعية وما كان عليه أهلها وما واجهته أمام أعدائها. وقال الجاسر إن أبرز ما يتصف به هذا الكتاب أن قارئه قد يحس أثناء الاسترسال في قراءته أن الكاتب عرض القضايا خلاله عرضاً أقرب ما يكون إلى البساطة وعد التكلف وتعمد أن يكون خالياً من عبارات التملق والمبالغة في الثناء، بل محاولاً عدم الانسياق وراء العاطفة، وإنما السير على النهج القويم في إبراز ما يعرض من قضايا وحوادث، لكي يجد قراؤه على اختلاف ميولهم واتجاهاتهم ما يستهويهم في الاسترسال والاستمتاع والاستفادة منه. وقال الراحل العيسى في مقدمة الطبعة الأولى إن الحافز الأول لتقديم هذا الكتاب رغبة صديق عزيز علي ورغبته أثيرة في نفسي، وأنا أدرك ضرورة تحوير الصورة الأولى لها، لكي تلائم ذوق القارئ، من حيث التبويب والترتيب، إلا أنني لم أجد متسعاً من الوقت، يمكنني من تحقيق ما أردت، وكما قيل (ما لا يدرك كله لا يترك جله) فبادرت لتحقيق تلك الرغبة، وإن لم أتمكن من أن تكون كما أهوى، وأرغب من جميع النواحي. وتضمن الكتاب الذي يعتبر أولى الدراسات عن الدرعية وفق ماذكره علامة الجزيرة حمد الجاسر صوراً من الدرعية العاصمة الأولى والتاريخية للدولة السعودية التقطها المؤلف الراحل العيسى في الثمانينات الهجرية الستينات الميلادية، الكتاب عبارة عن مقالات سبق نشرها في مجلة العرب. يذكر أن الدرعية تم اختيارها عاصمة للثقافة العربية لعام 2030 من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو" نظير دورها المحوري في التاريخ السياسي للمملكة العربية السعودية حيث تمثل عاصمة الدولة السعودية الأولى.
مشاركة :