علي يوسف السعد يكتب: سياحة المطاعم

  • 7/26/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حين نسافر للسياحة في بلد ما، فإننا لا ننتظر من هذا البلد معالمه الشهيرة فحسب، بل ننتظر منه أن يمنحنا تجربة حياة متكاملة، ننتظر رحلة تشفي فضولنا وتكسر ألفتنا وتكرار أيامنا. رحلة ننعتق بها قليلاً من كل ما يساورنا من قلق وتأزم، ونمضي من بعدها نحو توازن أكثر في حياتنا ودوافع أكبر للإنجاز والتجدد. والطعام في هذا الشأن جزء أصيل من ثقافات الشعوب، لقد قطع معهم تاريخاً طويلاً من التراكم والتطور والرفقة، حتى أصبح على ما هو عليه اليوم من تنوع وجاذبية، لذا حين تتذوق طعاماً ما، فأنت تتذوق طعم هذا البلد ممزوجاً بتاريخه وما دأب أهله عليه من عادات وطبيعة. لذا لا تكتمل رحلتك إلى مقصد ما من دون أن تهتم بتجربة أنواع جديدة من الطعام، أنواع محلية تكمل عليك سفرتك وتظلك تماماً كموسيقى تصويرية تتناغم بلطف مع هذا البلد، وكيف لا تتناغم وهي منبثقة عن هذه الأرض وعائدة إليها. وكما أن بعضهم يولي أهمية في سفراته لزيارة الأماكن التاريخية على كل ما سواها، وبعضهم الآخر يحب ويقدم سياحة الشواطئ، فإن آخرين يبحثون عن سياحة علاجية، وبعضهم، وهم قطاع لا يستهان به، يفضلون سياحة المطاعم وينتمون إليها وربما يقدمونها على كل الأشياء الأخرى في أي بلد يزورونه. وهذا أمر عقلاني ومنطقي، فالطعام وتذوق أشهى الأطباق وأندرها هو شيء لا شك من متع الحياة. وهناك كثير من الدول في العالم تشتهر بطعامها، وتهتم بتنمية هذا القطاع وتطويره من أجل جلب المزيد من السياحة إليها، والمثال الأبرز وربما التلقائي في هذا الشأن هي إيطاليا وكل محيطها مثل صقلية وسواها من المقاطعات. إذ تتمتع المنطقة الأوروبية بمجموعة من الأطباق والأطعمة ذات المذاق الخاص، والتي لا تستطيع أمامها إلا الانبهار والإعجاب. كذلك يحضرنا في هذا المقام دبي وأبوظبي واللتان صارتا موطناً وملتقى لكثير من صانعي الطعام العالميين وأصحاب اللمسات المتفردة، فضلاً عن جملة من المطاعم العالمية، ذات التنوع الرائع، والتي تكفيك للذهاب مثلاً إلى كل قارات العالم وأنت في مكانك، عبر مذاقات الأطعمة وجودتها، حتى أن بعض السائحين الغربيين صاروا يوفرون على أنفسهم لأي السفر ويأتون فقط إلى أبوظبي أو دبي كي يستمتعوا بكل تلك الأشياء وأكثر. حين تزور دولة ما، فإن ذكرياتك عن هذه الدولة يمكن أن تتمثل في أمكنة تاريخية وطبيعة ومزارات إعجازية وشوارع، وبالطبع مطعم رائع في أقصى مدينة من مدنها، تناولت فيه طعاماً رائعاً لم تتذوق له مثيلاً في العالم. وبناء على ما ذكر، لا تفوت في رحلاتك الاقتراب أكثر من طعام البلاد التي تزورها، وابتعد قليلاً عن منطقة الراحة من خلال التجربة التي ستضيف الكثير لمغامرتك، جرب ولن تندم.

مشاركة :