ربما سبق أن سافرت لمشاهدة مباراة للفريق الذي تشجعه، أو لحضور حفل غنائي لمطربك المفضل، ولكن هل سافرت يوماً لمراقبة أحد الطيور النادرة؟ ربما تستغرب، ولكن صدّق أو لا تصدق، تشير الإحصائيات إلى أن 3 ملايين رحلة دولية تتم سنوياً بهدف مراقبة الطيور بشكل رئيس، وتشير تقارير الوكالة الأميركية للحياة البرية والثروة السمكية إلى أن 40% من مراقبي الطيور على استعداد للسفر فقط من أجل الحصول على فرص جديدة لمشاهدة ومراقبة الطيور. هناك الكثير من الأشخاص الذين لا يملكون الشغف تجاه التاريخ والحضارة، وليس لديهم استعداد لقطع ميل واحد لمشاهدة معلم أثري عريق، لكن على النقيض تماماً، تجدهم مستعدين لقطع آلاف الكيلومترات لمراقبة أحد الطيور في دولة نائية، وهنا، سأرشدكم إلى عدد من أفضل وجهات مراقبة الطيور في العالم. تعتبر «كوستاريكا» الوجهة المفضلة لمراقبي الطيور، فهي تضم عدداً كبيراً من المتنزهات الوطنية التي تعتبر بمثابة محميات طبيعية للمئات من أنواع الطيور، كالطيور الاستوائية الملونة، كما يمكنكم التمتع بجولة بالقرب من الينابيع الساخنة التي تشتهر بها البلاد ومشاهدة أجمل الطيور تحطُ بالقرب منها. وتُعرف «الإكوادور» بأنها موطن الكثير من أنواع الطيور، ففي الجزء الغربي من مقاطعة بيتشينتشا في «الإكوادور»، يمكنك إيجاد العديد من الطيور الغريبة والنادرة، بعدها يمكنك الانطلاق إلى جزر غالاباغوس، لمشاهدة نحو 750 ألف نوع من الطيور البحرية الرائعة، كطيور القطرس والبطريق. وتتميز حديقة كاكوم الوطنية بجسر طوله 350 متراً، حيث يمكنك تجربة المشي عليه والاستمتاع برؤية الأنواع المختلفة من الطيور المهددة بالانقراض، كطيور غينيا البيضاء. لا تشتهر «البيرو» بالمعالم الأثرية والمناظر الطبيعية الخلابة فحسب، بل بكونها مقصداً رائعاً لمراقبي الطيور، فهي تضم أكثر من 1800 نوع من الطيور، منها مهددة بالانقراض، مثل قاطع النباتات البيروفي، والغوان أبيض الأجنحة. أما جزيرة قبرص، فهي وجهة مميزة لعشاق مراقبة الطيور، حيث يأوي إليها نحو 250 مليون طائر مهاجر في الخريف والربيع، كطائر الفلامنجو الوردي، والطيور البرية والجارحة والنوارس وسواها. وإن كنت تبحث عن وجهات عربية لمراقبة الطيور، يمكن الذهاب إلى دبي، حيث يمكنك مراقبة نحو 400 نوع من الطيور في محمية رأس الخور للحياة البرية لمراقبة الطيور الجارجة، كالنسور وطيور مالك الحزين. وهناك أيضاً «نادي الإمارات للجولف» لمشاهدة طيور الشنقب رفيعة الذيل، وطيور القطقاط وسواها. في مراقبة الطيور متعة لا يعرفها إلا من مارس هذه الهواية بشغف، فلا تخُض هذه التجربة إلا إذا كنت مستعداً لها، وأنصحك بالاحتفاظ ببعض الأدوات في حقيبة يدك، كالنظارة الشمسية، المنظار المكبر، وكاميرا بجودة عالية لالتقاط صور رائعة في حال حالفك الحظ في مشاهدة أحد الطيور النادرة.