هل تحقق صفقة "يوتيلسات" و "ون ويب" أمنية ماكرون بعودة أوروبا إلى الفضاء؟

  • 7/26/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثناء حديثه أمام وزراء أوروبيين خلال فبراير الماضي، إن تقديم عرض قمر اصطناعي يكون بمقدوره منافسة شركة "سبيس إكس" المملوكة لإيلون ماسك تعتبر"مسألة تمس السيادة الوطنية". بعد مرور 5 شهور، من الممكن أن يكون ماكرون بصدد تحقيق أمنيته حيث استهلت شركة "يوتيلسات كوميونيكيشنز" (Eutelsat Communications SA ) صفقة استحواذ محتملة على شركة الأقمار الاصطناعية المنافسة "ون ويب" (OneWeb) تفوق قيمتها مبلغ 3 مليارات دولار. ومن المنتظر أن تكون صفقة الاستحواذ، التي قالت عنها بلومبرغ في تقرير لها للمرة الأولى الجمعة الماضية، أحدث عملية اندماجوسط ما أصبح سباقاً من قبل الشركات والحكومات لتوفير امكانية اتصال سريعة عبر الأقمار الاصطناعية ذات المدار المنخفض. كانت أوروبا تحاول تشييد أول نظام أقمار اصطناعية تابع لها وهو ما سيجعلها أقل اعتماداً على التكنولوجيا الصينية والأميركية. طالب ماكرون أوروبا بتدعيم استراتيجيتها الفضائية منذ سنة 2019 على أقل تقدير، مستشهداً بالتوترات مع الولايات المتحدة والتهديدات الحديثة القادمة من روسيا والصين. تخلف أوروبي في الوقت الراهن، تعتبر أوروبا متخلفة عن الركب. يوجد لدى مشروع "ستارلينك" أسطولًا يتكون من نحو 2500 مركبة فضائية جرى إطلاقها خلال الأعوام القليلة الماضية بواسطة شركة "سبيس إكسبلوريشن تكنولوجيز" (Space Exploration Technologies Corp) المملوكة لماسك. يخطط أيضاً مشروع "كويبر"( Kuiper) الخاص بشركة "أمازون.كوم" لمغامرة مشابهة. تُشغل "يوتيلسات، التي وافقت في الأساس سداد 550 مليون دولار نقداً في مقابل الحصول على حصة بلغت نسبتها 24% في "ون ويب" في شهر أبريل لسنة 2020، أقمار اصطناعية لعملاء على غرار محطات البث الحكومية والتلفزيونية من مدار أكثر ارتفاعاً ثابتاً بالنسبة إلى الأرض. لا يقدم ذلك نفس سرعات الاتصال السريعة التي تركز على الأقمار الاصطناعية ذات المدار المنخفض. هبطت أسهم "يوتيلسات" بنسبة 1.4% في بورصة باريس يوم الجمعة وتراجعت بنسبة بلغت 2.8% خلال السنة الجارية. تققهر بريطاني رغم ذلك، بزغت المملكة المتحدة كموطن لمنافس ظهر فجأة لشركة "سبيس أكس". بعد تأسيسها في سنة 2012، انهارت "ون ويب"في سنة 2020 عندما سحب المستثمرون الرئيسيون أموالهم في ذروة تفشي وباء فيروس كورونا. وفرت حكومة المملكة المتحدة نحو 500 مليون دولار كجزء من شراكة بلغت قيمتها مليار دولار مع شركة "بهارتي غلوبال" (Bharti Global)، في صفقة حشد لها الدعم دومينيك كامينغز، المستشار السابق لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، تحت شعار حماية الأصول التقنية الحيوية المحتملة في أعقاب "بريكست". تقهقرت المملكة المتحدة منذ ذلك الحين. وفي نوفمبر الماضي، وافقت شركة "فياسات" (Viasat Inc) الأميركية على شراء شركة "إنمارسات غروب هولدينغز" (Inmarsat Group Holdings Ltd)، التي تتخذ من لندن مقراً لها، في مقابل 4 مليارات دولار، ما أسفر عن تأسيس أكبر شركة أقمار اصطناعية في مدار ثابت بالنسبة للأرض على مستوى العالم. قالت شركة "إنمارسات" السنة المنصرمة إنها تعتزم تدشين كوكبة من المركبات الفضائية التي تتدور في مدار منخفض حول الأرض وتشييد شبكات اتصال لاسلكية من الجيل الخامس. يجري وصف العلاقة الجديدة بين "يوتيلسات" و"ون ويب" على اعتبار أنها عملية اندماج بين ندين. في إطار الصفقة المقترحة، سيستمر المستثمرون الحاليون في "ون ويب"في امتلاك حصص أقلية، كما قال الأشخاص. تأتي كل من الحكومتين البريطانية والفرنسية على رأس أصحاب المصلحة الرئيسيين في شركاتهم المعنية. مشكلات محتملة ما زال لدى الصفقة مجموعة مشكلات محتملة. تتمتع شركة "يوتيلسات" بدعم هائل من الدولة الفرنسية، بينما رابع أكبر مساهم فيها هي شركة "تشاينا إنفستمنت" ( China Investment Corp ) وهي أيضاً موزع رئيسي للقنوات التلفزيونية الروسية. تحظى "يوتيلسات" و"ون ويب"بعلاقات متضاربة مع روسيا. قالت "ون ويب" في شهر مارس الماضي إنها ستعتمد على "سبيس أكس" لإطلاق أقمار اصطناعية عقب منع روسيا عمليات النشر المخطط لها مع شركة تصنيع الصواريخ الفرنسية "أريان سبيس" (Arianespace SA). واصلت "يوتيلسات" تقديم خدمات أقمار اصطناعية محددة لروسيا، حتى في أعقاب ضغوطات من قبل الجهات التنظيمية الأوروبية. تصل إلى 50% من المنازل الموجودة في روسيا والمنطقة المحيطة، وفقاً لموقعها الإلكتروني. ستكون أيضاً قرارات شركة "ون ويب" الإستراتيجية في المستقبل موضع تدقيق إضافي. قال عميل كبير لـ"أريان سبيس"، في شهر ديسمبر الماضي، إنها ستنفق 3 مليارات دولار على نقل عمليات التصنيع من الولايات المتحدة إلى المملكة المتحدة، بحسب تقارير أوردتها صحف محلية. تمتلك "ون ويب"في الوقت الحاضر مشروعاً مشتركاً مع شركة "إيرباص"، الذي يعد مملوكاً جزئياً لفرنسا وألمانيا، لتصنيع الأقمار الاصطناعية في فلوريدا.

مشاركة :