استولى مستوطنون إسرائيليون اليوم (الخميس) على منزل فلسطيني في البلدة القديمة من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وسط تنديد فلسطيني. وقال مدير عام لجنة إعمار الخليل عماد حمدان، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن مستوطنين برفقة قوات الجيش الإسرائيلي دخلوا أحد المنازل في حارة "قيطون" مقابل الحرم الإبراهيمي واستولوا عليه. وأوضح حمدان أنها المرة الأولى التي يقتحم فيها مستوطنون وقوات الجيش منزلا فلسطينيا في هذه المنطقة، معتبرا أن المنزل ذو موقع استراتيجي مهم كونه يطل على أماكن دينية وأثرية. وتابع أن استيلاء المستوطنين على المنزل يحكم الخناق على البلدة القديمة ويشكل عنصر ضغط على المؤسسات الفلسطينية والزائرين للمنطقة ومن شأنه تهجير المواطن، مما يسهل السيطرة الاستيطانية على المنطقة. وأفادت مصادر محلية فلسطينية وشهود عيان بأن المستوطنين وضعوا سلالم حديدية على جدران المنزل بمساندة جنود إسرائيليين وقاموا بجولة داخله وتصوير المنازل المحيطة به. ولم يصدر أي تعقيب إسرائيلي رسمي على الأمر. من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان إقدام مستوطنين على الاستيلاء على منزل في البلدة القديمة بحماية قوات الجيش الإسرائيلي، معتبرة أن الخطوة تهدف لتهويد البلدة وطرد وتهجير مواطنيها الأصليين. واتهمت الوزارة إسرائيل بشن "عدوان شرس وشامل لإلغاء الوجود الفلسطيني من خلال هدم المنازل والمنشآت والمرافق الاقتصادية الفلسطينية، والسيطرة على عدد آخر من المنازل كما يحدث في القدس الشرقية وفي البلدة القديمة بالخليل وغيرها". وحذر البيان المجتمع الدولي من مغبة التعامل مع انتهاكات قوات الجيش والمستوطنين كمشهد بات مألوفا واعتياديا لأنه يتكرر كل يوم ولا يستدعي التوقف عنده، كما حذر من النتائج الكارثية لصمته على تلك الإجراءات وتداعياتها على ساحة الصراع برمتها. ويبلغ عدد سكان مدينة الخليل قرابة 250 ألف فلسطيني يعيش بينهم نحو 800 مستوطن تحت حماية الجيش الإسرائيلي، وفق مركز الإحصاء الفلسطيني. وفي يوليو 2017 أدرجت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) البلدة القديمة في الخليل على لائحة التراث العالمي، في قرار حظى بدعم 12 دولة، فيما امتنعت 6 دول عن التصويت، وصوتت ضده 3 دول. ■