أشارت توقعات محللين فنيين حسب ما نشرته «وول ستريت جورنال» أن موجة الهبوط اقتربت من نهايتها، والسوق يستعد لعمل موجة تصحيحية لأعلى لتعويض جزء من الخسائر الكبيرة التي لحقت بالذهب الأسود. وتأتي تلك البيانات في ذات الوقت الذي توقعت فيه منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» أن يتراجع الطلب على النفط الخاص بأعضائها حتى عام 2020، إلا أن الهبوط سيكون بوتيرة أقل من التقديرات السابقة. وذكرت «أوبك» عبر تقريرها السنوي الخاص بآفاق النفط العالمي، والصادر امس الأربعاء، أن المنظمة ستكون بحاجة لضخ 30.7 مليون برميل يوميًا بحلول نهاية العقد الحالي، وهو ما يزيد عن التقديرات السابقة بـ 1.7 مليون برميل، لكنه يقل بمليون برميل عن الإنتاج الفعلي للمنظمة في الشهر الماضي، وترى المنظمة أن الطلب العالمي على النفط في عام 2020 سوف يرتفع إلى 97.4 مليون برميل يوميًا، بزيادة قدرها 500 ألف برميل عن التقديرات السابقة. وأشارت «أوبك» إلى أنه رغم استمرار دعم هبوط أسعار النفط لنمو الطلب على الخام، إلا أن هذا التأثير يبدو محدودًا بفعل عوامل أخرى. وأوضحت المنظمة أن إزالة الدعم والتحكم في أسعار المواد البترولية في بعض البلدان، بالإضافة إلى تحسين الكفاءة المستمر يقيد نمو الطلب على النفط. وتوقعت «أوبك» وصول متوسط السعر للنفط إلى 80 دولارًا للبرميل في عام 2020، بينما سيصل وفقًا للقيمة الحقيقية إلى 70.70 دولار للبرميل، مقابل تقديرات سابقة بلغت 110 و95.40 دولار على التوالي. ومع تواصل الضغط على عقود النفط، فإن توقعات تواصل الهبوط زاد تأكيدها بعد اجتماع «أوبك» الأخير وتراجع برنت لأدنى مستوى في أحد عشر عاما خلال وقت سابق هذا الأسبوع، وساهم في ذلك كثرة التقارير التي تتحدث عن تخمة أكبر مع عودة إيران «المتحمسة» للسوق بعد رفع العقوبات عليها، في الوقت الذي فشلت فيه «أوبك» في الاتفاق على تحديد صريح لسقف إنتاج دولها الأعضاء. وفي ذات السياق أشارت تقارير اقتصادية إلى أن أسعار الوقود في الولايات المتحدة تراجعت خلال العام الماضي، لتعود أرخص من أسعار الحليب. حيث انخفض متوسط السعر الوطني لجالون من البنزين العادي في الولايات المتحدة أقل من دولارين يوم الاثنين الماضي، للمرة الأولى منذ عام 2009، بينما بلغ في عدة ولايات أمريكية أقل من 1.80 دولار للجالون الواحد. وفي حين يصل سعر جالون البنزين في الولايات المتحدة خلال موسم العطلات لأقل من دولارين، فإن سعر جالون الحليب في السوق الأمريكي لن يقل عن 3 دولارات. وذكرت وزارة العمل الأمريكية أن سعر جالون الحليب في السوق الأمريكي بلغ خلال شهر نوفمبر الماضي 3.30 دولار، في حين وصل سعر البنزين إلى 2.19 دولار، لينخفض خلال الأسابيع الماضية من هذا المستوى. كما كشفت بيانات الحكومة الأمريكية خلال العشرين عامًا الماضية لأسعار المنتجات المعدلة حسب التضخم أن أسعار الحليب كانت دائمًا تتجاوز سعر البنزين. وتغير هذا الواقع لفترة وجيزة حينما ارتفع سعر جالون البنزين أعلى مستوى 4 دولارات في منتصف العقد الماضي، قبل أن ينعكس هذا الارتفاع مع الركود الاقتصادي الذي ضرب الولايات المتحدة في عام 2008، وتبادل سعري البنزين والحليب في الولايات المتحدة مركزيهما في قائمة السوائل المتداولة منذ عام 2009 حتى انخفاض أسعار الوقود بشكل كبير منذ نهاية العام الماضي. ويدرك العديد من الأمريكيين تكلفة جالون البنزين في الوقت الحالي بشكل أكثر دقة من معرفتهم بأسعار السلع الأخرى، كما أنه من المرجح أنهم لا يملكون فكرة أن البنزين أرخص حاليًا من كل السوائل الأخرى التي يشترونها تقريبًا. وكشف استطلاع أن السائل الوحيد المباع للمستهلكين الذي يتكلف أقل من البنزين هو الماء، حيث تباع زجاجة المياه المعبأة بأقل من سنت واحد للأونصة في حين يباع البنزين بتكلفة 1.6 سنت للأونصة، بينما تبلغ تكلفة الحليب حوالي 2.6 سنت للأونصة، ويصل سعر الأونصة لزجاجة المشروبات الغازية حوالي 1.5 سنت.
مشاركة :