دخل معسكر الانقلاب في مواجهة مفتوحة بين الحوثيين والموالين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في الوقت الذي بدأ فيه جميع اليمنيين يضيقون بالجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها المتمردون، ولا سيما في مدينة تعز المحاصرة، إضافة إلى الفساد ونهب مقدرات الشعب اليمني. وأكدت مصادر مطلعة في صنعاء أن الجولة الأخيرة من المفاوضات بين الشرعية والانقلابيين التي جرت الأسبوع الماضي في سويسرا(جنيف2) سببت انشقاقاً عميقاً بين الجانبين، ودقت إسفيناً في العلاقة التي انبنت فجأة بين الحوثي وصالح. وضمن عاصفة من الشتائم بين الجانبين، وصف قيادي مقرب من الحوثي صالح وجماعته بالسراق، في حين شنّ القيادي في حزب المؤتمرعادل الشجاع، هجوما كاسحاً على عبدالملك الحوثي وجماعته، متهماً إياه بتقويض حياة اليمنيين وتحويلهم إلى مسوخ غير قادرين على الاستمرار في الحياة. وأكد الشجاع، في أعنف خطاب من داخل معسكر الانقلاب نشره على صفحته الرسمية في الفيسبوك، أن الحوثيين استغلوا الدين لتجريع الشعب اليمني مرارة الظلم ومصادرة حقوقه، موضحاً أن هذا التصرف يعد ضرباً قبيحاً من ضروب الإلحاد/ إن لم يكن أقبحها على الإطلاق، حسب وصفه. واستطرد في منشوره موجهاً كلامه إلى زعيم الانقلابيين عبدالملك الحوثي أنت قلت لي إنك ثائر ضد الفساد فأصبحت الفساد بذاته. قلت لي إن 3500 ريال ثمن الدبة (أسطوانة) البترول كثير، فأخذت تبيع البترول ب12000 ريال إلى جيبك الخاص. كما اتهمه بتدمير المؤسسات وباستخفافه بعقول المؤتمرين بالقول: قلت لي إن المؤسسات فاسدة، ولكن بدلاً من إصلاحها دمرتها. يا ترى هل أنت واعٍ بما تفعله وبالتالي تستخف عقولنا؟ أم أنك تجهل ذلك؟. وانتقد الشجاع في منشوره فساد الحوثيين وتبديدهم للمال العام تحت مسمى المناسبات الدينية، وتوزيع اليافطات والخرق الخضراء في شوارع المدن التي يسيطرون عليها بملايين الريالات، واستمر القيادي المؤتمري في هجومه على الحوثي وجماعته حيث وصفهم بالعصابة الحفاة الذين نهبوا موارد البلد لتشييد البنايات العالية. وعكس هجوم قيادات مؤتمر صالح على جماعة الحوثي وقياداته بوضوح اتساع رقعة الخلافات بين طرفي الانقلاب والتمرد، خاصة مع اقتراب قوات الشرعية والمقاومة الشعبية، بإسناد من قوات وطيران دول التحالف العربي، من العاصمة صنعاء وبعد الخسائر الفادحة في عدد وعتاد الانقلابيين. واستمراراً للجرائم الحوثية، واصلت الميليشيات، أمس، قصف المواقع المدنية في تعز، وأكدت مصادر في المقاومة الشعبية ﻟالخليج أن الميليشيات قصفت الأحياء السكنية وسمع دوي انفجارات عنيفة هزت أنحاء متفرقة من المدينة، وأضافت أن ميليشيات الحوثي وصالح تواصل قصف مدينة التربة مركز مديرية الشمايتين، جنوبي تعز، من مواقع تمركزها في مديرية حيفان بصواريخ الكاتيوشا ما أدى إلى مقتل 3 مدنيين وإصابة 21 آخرين، وتسبب القصف بخسائر مادية كبيرة بالمنازل والمنشآت، بينما شن طيران التحالف العربي غارات جوية على مواقع وتجمع للميليشيات في مديرية حيفان استهدفت منصة إطلاق صواريخ التي تستخدمها الميليشيات بقصف مدينة التربة.
مشاركة :