بعيدًا عن نظريات الواقعية التي يراها الغرب وقريبًا جدًا إلى الواقعية كما يراها ويعيشها ويمارسها الإنسان الواقعي في تفاصيل حياته. حينما نقول «إنسان واقعي» فإننا نعني إنسانًا معبِّرًا عن إدراك الأشياء كما هي في الواقع، واقع حياته الشخصية والواقع الذي يعيشه وما يحيط به. لا أحد ينكر حب الإنسان لذاته والعمل المستمر على تنميه مهاراته التي تعمل على جعله محبًا للآخرين، وبالتالي يقوم أكثر عقلانية وواقعية وبالتأكيد الإنسان الواقعي على دراية ووعي بما يقوم به من أفعال وأقوال ودائمًا يكون لديه طموح وأهداف يسعى إلى تحقيقها كذلك فهو يدرك ويفهم أن حاجاته التي يجب أن تشبع في إطار الواقع وعليه أن يركز على السلوك الحاضر بوصفه جزءًا من الواقع وعليه كذلك أن يكون معتدلاً ولا يتمنى أن يكون كغيره فهو مكتفٍ بحب نفسه التي خلقها الله لهُ. جميل وجميل جدًا يأخذ في الحسبان الواقع وظروف الواقع ولا يتخطى حدود الواقع الذي قد يأخذه إلى واقع آخر ليس واقعه فيقع في عالم المجهول. أنت وأنا وأنت ونحن نخْتلف عن الآخرين بظروفنا، بقدراتنا لذا لا نعتمد على تجارب الآخرين لنقيس على أساسها نتائج تجاربنا، كنْ مؤمنًا باختلافك وتمتع بالأيمان والرضا وتصالح مع نفسك وعليك أن تنظر إلى الواقع بنظرة واقعية مجردة من العاطفة التي نتعامل معها في كل قراراتنا.. وهذا خطأ يقع به بعضهم. من تجاربي الشخصية مع الإنسان الواقعي أرى أنه قليل الكلام كما يتصف بالتوازن ويضع دائمًا الكلمة في محلها ويتحلى بالصدق والوضوح كما لا يميل إلى المجاملة والكلام المعسول غير الواقعي هل عشتم هذه التجربة في محيطك الشخصي أو مُحِيطك الشخصي. أعجبتني زوجتي الواقعية التي تُقيم الأشياء بدقة وموضوعية وبدلائل واضحة ومقنعة بعيدًا على العاطفة غير الواقعية وتقف بحزم وقناعة برأيها المبني على الحقائق والدلائل الواقعية وشعارها دائمًا كن واقعيًا قريبًا، ولا تكن مثاليًا كن مجمِّعًا لا مفرقًا بطرحك لأفكارك كن قريبًا للناس متحسسًا لاحتياجاتهم. (‏أولئك الناس الذين يحملون جنونًا يدفعهم لأن يعتقدوا أنهم قادرون على تغيير العالم، هم في الواقع أقرب لأن يكونوا كذلك). ستيف جوبز كنْ واقعيًا في حياتك ولا تطلب المستحيل أو تسعى إليه، ولا تكن واقعيًا في الدعاء والطلب من الله فليس هناك حدود في الواقعية، اللهم اغفر لي تقصيري في عبادتك واغفر لي فقري وقلة إحساني لكل خلقك وسامحني يا ربي وارحمني برحمتك يوم الوقوف بين يديك. للأسف هناك من يصف الإنسان الواقعي أنه جاف في تعامله فما رأيكم؟ الإنسان الناضج هو الذي يستطيع أن يعيش الواقع بكل تفاصيله، دون أن يؤثر ذلك على أحلامه أو طموحاته ولكل إنسان حدود وهبها الله له. همسة (لنْ تشعر بالراحة والاطمئنان طالما لم تكن واقعيًا بكل ما تحمل من معنى).