من الطبيعي أن يكون الإنسان قدوةً لنفسه قبل أن يقتدي به الآخرون. للأسف تغيَّر مفهوم القدوة وتحوَّلت القدوة إلى قدوة سيئة في أغلب الأحيان. وبمعنى آخر قبل أن تكون قدوة للآخرين.. كن قدوة لنفسك. ومفهوم القدوة الاقتداء بالآخرين أو بإنسان بعينه بتقليده بالكلام أو اللبس أو السلوك. والقدوة اسم لمن يقتدى به، فيُقال: فلان قدوة إذا كان ممن يتأسى الناس خطاه، ويتبعون طريقته. كيف أكون قدوة حسنة للآخرين؟ حين تقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم يحق لك أن يقتدي بك الآخرون، قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}. أتساءل كيف يمكن للمعلم أن يكون قدوة حسنة لطلابه؟ وكيف تكون الأم قدوة حين تلتزم الصدق؟ كيف يكون الوالدان قدوة حسنة؟ كيف تكون المعلمة قدوة حسنة؟ كيف يكون المعلم قدوة حسنة؟ كيف يكون المدير قدوة حسنة لموظفيه؟ كن قدوة، ولا تكن عبرة. قديماً قالوا: «فاقد الشيء لا يعطيه». كيف تطلب أن تكون قدوة وأنت فاقد قدوة نفسك، فإذا لم تكن قدوة لأسرتك في الأدب والذوق، فكيف تتكلم عن موضوع كهذا معهم؟ وكيف تغرسه في أبنائك؟ معادلة صعبة لكنه الواقع من بعض الآباء، كيف يمكن للأب أن يأمر أولاده بعدم التدخين وهو يدخن، كيف يمكن للأب أن يأمر أولاده بعدم قطع إشارة المرور وهو يقطعها، كيف يأمر الأب بعدم شتم الآخرين وهو يقوم بهذا وفي كل مناسبة. كيف يأمر أبناءه بالكرم وهو بخيل. هل هذا أب قدوة حسنة. هذا التسلسل ينسحب على الأم حين تقوم بأفعال وأقوال منافية للحس الإنساني. آسف وأتعجب حين تكون قدوة بعض الشباب والفتيات بعض الفنانين، واللاعبين، والممثلين، والممثلات والآخرين. فكيف إذا كانوا أجانب غير مسلمين. إنها قدوة سيئة مردها الابتعاد عن الدين الإسلامي والفراغ واللهو وعدم وجود قدوة في حياتهم. إن من أبرز أسباب عدم وجود قدوة حسنة للشباب والفتيات بعض الآباء والأمهات الذين لا يعرفون كيف يلعبون دور المثل الأعلى في العائلة. الأطفال فلذات الأكباد كيف نزرع فيهم القدوة؟ من المسؤول الأم ومن ثم الأب، الأم حين تخطئ على طفلها، نعم حين تخطئ على طفلها في التربية عليها أن تعترف أمام الطفل بأخطائها وتفسر سبب ارتكابها لهذه الأخطاء، فالطفل يدرك ذلك ويفهم ويقدر ويجعل أمه القدوة. أيها الإنسان كن قدوة لنفسك قبل أن تطلب من الآخرين أن يقتدوا بك، سؤال من هو قدوتك في الحياة؟ سوف تجد إجابات متباينة ومحزنة ومخجلة لكن لا حياة لمن تنادي. وفي المقابل هناك لكل منا قدوة ومثل أعلى، شخص أثر في حياتك أو تعجبك طريقته ونجاحاته وتطمح لتكون مثله وتتبع نهجه، يمكن أن يكون الأب أو الأم أو شخصية عامة مؤثرة. لكن في الواقع نحن المسلمين نقتدي بخير البشرية برسول الله - صلى الله عليه وسلم قال تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا . أخيراً جميل أن يقتدي الإنسان بعدة أشخاص ويقتدي بأجمل ما يفعل ويقول كل إنسان. إننا بحاجة لتوضيح مفهوم القدوة للشباب والفتيات وعدم ترك أهوائهم تقرر بمن يقتدون. وأتمنى من الشباب والفتيات أن تكون لهم قدوة في الحياة، تضيف إلى شخصياتهم أشياء جديدة. همسة في أذن الآباء والأمهات لا تتركوا فلذات أكبادكم يقتدون بما يضرهم في مستقبلهم وواقعهم وعلاقاتهم.
مشاركة :