يحتاج القارئ العربي إلى الكثير من المشاريع الإعلامية التنويرية التي تقارب الفكر والثقافة الإسلاميين باعتدال وعمق معرفي منفتح على ثقافات الأديان الأخرى بتسامح وتفاهم. هذا ما تقوم به «مجلة ذوات» الثقافية الإلكترونية، الصادرة عن مؤسسة «مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث»، التي تضيء شمعتها الأولى بعددها العشرين المخصص لموضوع «الرواية العربية: التحول والتحدي». وبهذه المناسبة، تقول الإعلامية المغربية ورئيسة تحرير المجلة، سعيدة شريف، إن المجلة قد حققت في فترة قصيرة جزءا مهما من مشروعها الإعلامي التنويري، حيث تمكنت من الانفتاح على العديد من الأقلام الشابة، واستقطاب الكثير من الأسماء، التي أصبحت تنتظر هذا المنتوج الإعلامي الثقافي الإلكتروني. وأضافت رئيسة تحرير المجلة أن «الفضل كل الفضل لمؤسسة مؤمنون بلا حدود التي وضعت ثقتها في فريق إعلامي «صغير جدا »، ولم تبخل بالتوجيه والمساعدة والدعم، ولفريق العمل، وللزملاء في المهنة من خارج الفريق، وللكتاب والباحثين العرب الذين وجدوا في هذه المجلة «المتنفس الفكري والثقافي»، والمجال الأرحب المفتوح في وجه كل المثقفين العرب دون استثناء، من المغرب العربي، إلى المشرق، وإلى أوروبا وأمريكا ونيوزيلندا، وغيرها من الدول والقارات، التي يقطن بها الكتاب والباحثون العرب الشغوفون بالكتابة، والتجديد، والمهووسون بإشعاع الفكر التنويري ». يتضمن العدد العشرون من «مجلة ذوات» ملفا حول «الرواية العربية: التحول والتحدي»، أعدته الكاتبة والناقدة المغربية زهور كرام، يلقي فيه الباحثون العرب المساهمون فيه مزيدا من الضوء على أشكال التحولات، سواء المتعلقة بالنظام الداخلي للرواية، أو التي لها علاقة بالتحول الذي يعرفه النقد الروائي في التجربة العربية، أربعة تصورات نقدية حول راهنية الرواية العربية، وشكل التحول وطبيعة التحديات، الأول للناقد والكاتب الجزائري، الدكتور عبدالقادر شرشار بعنوان «الرواية العربية: مسار مثقل وتحديات كبرى»، والثاني للناقد والباحث العراقي، الدكتور نجم عبدالله كاظم بعنوان «المتغيّرات والتجديد في الرواية العربية المعاصرة »، والثالث للناقد والكاتب المغربي، الدكتور عبدالرحيم جيران بعنوان «نمذجة الرواية في العالم العربي: أفكار أولية»، والتصور الرابع للناقد والباحث والكاتب السوري هيثم حسين، المقيم بأدنبرة / بريطانيا، بعنوان «الرواية العربيّة في مهبّ التحوّلات التاريخيّة». أما حوار الملف، فهو مع الروائية والمترجمة العراقية لطفية الدليمي، التي ترى أن الرواية العربية أصبحت لها سياقات واضحة ومتعددة، وأثبتت أنها نص الحاضر والمستقبل، وأنها جزء أثير في حركة الحداثة المحاصرة في بلداننا العربية، فهي «تقاتل وتتحدى وسط أنواء التراجع والتخلف المجتمعي». وإلى جانب الملف، يتضمن العدد 20 من مجلة «ذوات» مجموعة من المقالات والدراسات التي تغني أبواب المجلة: رأي ذوات، ثقافة وفنون، حوار ذوات، بورتريه ذوات، تربية وتعليم، مراجعات الكتب، إصدارات، لغة الأرقام، وسؤال ذوات المخصص للمجلة نفسها، والذي يقدم شهادات حول «مجلة ذوات» لـ 31 باحثا من العالم العربي.
مشاركة :