إيران تضخ سنويا أموالا طائلة لحركة الجهاد الإسلامي

  • 8/12/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تنظر إسرائيل بقلق شديد إلى تعاظم دور حركة الجهاد الإسلامي لاسيما في الضفة الغربية، في ظل الضعف الذي تعانيه السلطة الفلسطينية. وتخشى إسرائيل أن تتحول هذه الحركة التي تشكلت في ثمانينات القرن الماضي إلى حزب الله جديد، في ظل معطيات تكشف عن ضخ إيران أموالا طائلة للجهاد الإسلامي وتمكين جناحها العسكري “سرايا القدس” من تكنولوجيا متقدمة لصنع الأسلحة. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الخميس إن إيران تنقل إلى حركة الجهاد الإسلامي، بواسطة الحرس الثوري، عشرات الملايين من الدولارات سنويا. وأضاف غانتس في ختام اجتماع مع نظيره القبرصي شارالامبوس بيتريدس في تل أبيب أن طهران تزود الجهاد الإسلامي بوسائل قتالية تستعمل في نهاية المطاف ضد مدنيين. وتقوم كذلك بنقل خبرات إنتاج الوسائل القتالية إلى هذه الحركة. بيني غانتس: طهران تزود الجهاد بخبرات لتطوير وسائل قتالية وخاضت إسرائيل مؤخرا جولة قتال دامت ثلاثة أيام مع الحركة الفلسطينية في قطاع غزة فقدت خلالها الجهاد الإسلامي قيادييْن بارزين في جناحها العسكري هما خالد منصور قائد المنطقة الجنوبية وتيسير الجعبري قائد المنطقة الشمالية في القطاع. وانتهت الجولة بوساطة مصرية، لكن المراقبين يقرون بإمكانية تجدد القتال في ظل اتهامات حركة الجهاد لإسرائيل بالمماطلة في تنفيذ شروط الهدنة ومن بينها إطلاق سراح قيادييْن أحدهما ينتمي إلى الحركة. وحذر الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، في مؤتمر صحافي عقده من إيران في وقت سابق من الأسبوع الجاري، من أنه إذا لم تلتزم إسرائيل بشروط وقف إطلاق النار فسوف “تستأنف الحركة القتال مرة أخرى”. وقال النخالة إن “الاحتلال هو من سعى بقوة للوصول إلى اتفاق على وقف إطلاق النار، ونحن مَن اشترط الإفراج عن بسام السعدي وخليل عواودة”، مضيفا “إذا لم يلتزم العدو بشروطنا فسنعدّ أنّ الاتفاق لاغ، وسنستأنف القتال مرة أخرى”. وتنفي إسرائيل أن تكون تعهدت بالإفراج عن القياديين اللذين يخوض أحدهما إضراب جوع مفتوحا أدى إلى نقله إلى المستشفى الخميس. وقال نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي) إن خليل عواودة، المعتقل المُضرب عن الطعام في السجون الإسرائيلية، نُقل إلى مستشفى بسبب تردي وضعه الصحي. وأوضح في بيان أن عواودة، المُضرب عن الطعام منذ 151 يوما، في حالة صحية حرجة. وأشار إلى أن السلطات الإسرائيلية نقلت عواودة من عيادة سجن الرملة (وسط) إلى مستشفى أساف هروفيه. وبحسب نادي الأسير، فإن عواودة (40 عامًا) يُضرب عن الطعام رفضا لاعتقاله الإداري (دون محاكمة)”. وفي المقابل ذكر مركز إعلام الأسرى (غير حكومي) في بيان مقتضب أن “محكمة عوفر العسكرية (غربي رام الله) مددت اعتقال السعدي لـ6 أيام”. وفي مطلع أغسطس الجاري قتل الجيش الإسرائيلي ناشطا فلسطينيا واعتقل السعدي (61 عاما) خلال عملية اقتحام واسعة نفذها في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة. زياد النخالة: الاحتلال هو من سعى بقوة للوصول إلى اتفاق على وقف إطلاق النار ويرى مراقبون أن الجهاد الإسلامي قد تعمد إلى التصعيد مجددا، مستغلة اقتراب موعد انتخابات الكنيست التي يراهن عليها الائتلاف الحكومي، مشيرين إلى أن الحركة تنسق عن كثف مع إيران بشأن الخطوات التالية. وشهدت العلاقة بين إيران والجهاد الإسلامي تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، لاسيما في عهد زياد نخالة الذي يزور طهران باستمرار. وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن الحركة تحولت خلال عهد الأمين العام الحالي إلى “مؤسسة تابعة لإيران بنسبة مئة في المئة”. وقالت الصحيفة إن الجهاد الإسلامي بالنسبة إلى إيران في قطاع غزة مثل حزب الله بالنسبة إليها في لبنان، ومثل الحوثيين بالنسبة إليها في اليمن. ويرتبط كل من حزب الله والحوثيين بعلاقات وثيقة مع إيران ويعتمدون على دعمها اقتصاديا وعسكريا. ويرى المراقبون أن أكثر ما يقلق إسرائيل هو تنامي وجود الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، حيث يبدو أن طهران عملت على هذا الهدف طيلة السنوات الماضية، مشيرين إلى أن الحكومة الإسرائيلية قد تعمد إلى إطلاق القياديين أو أحدهما لتجنب تصعيد جديد مع الحركة في غزة، لكنها ستركز نشاطها على حصار الجهاد في الضفة، وقد يطال الأمر اغتيال قيادات الحركة في الخارج.

مشاركة :