م. عبد العزيز الحصين رحل.. وبقيت مآثره

  • 8/13/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

رحم الله الشيخ المهندس عبد العزيز بن عبدالرحمن الحصين وجزاه الله خير الجزاء على ما قدمه لوطنه من منجزات تنموية، وسعيه الدؤوب لتطوير القطاع البلدي، ويكفيه إنجاز المرصد الحضري للمدينة المنورة، والذي بات في طليعة الجهات المعنية في العالم برصد التقدم في تنفيذ الأهداف الإنمائية، والمستويات المعيشية والسكانية والبيئية والتخطيط العمراني، وقد كان لرعاية الدولة وعنايتها بالمرصد الحضري - أثره الكبير في أن يفيد المرصد سكان المدينة المنورة، من خلال المعرفة الحضرية التي يقدمها المرصد بالوسائل المختلفة لصناع القرار والمواطنين، والجهات ذات الصلة بالتنمية الحضرية والبشرية. كان - رحمه الله - من المبدعين الذين سخروا علمهم وجهدهم لخدمة المجتمع، وأحد الذين تركوا بصمة ناصعة في مدينة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، من أوائل خريجي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن عمل في إدارة الطرق بالمدينة المنورة ثم بأمانة منطقة المدينة المنورة لمدة 24 عاماً شهدت الكثير من الأعمال الضخمة، كتوسعة المسجد النبوي الشريف، في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله -، وإنشاء وتطوير المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي من جميع الجهات، وتحويل مجاري بعض الأودية، وإنشاء السدود لحماية المدينة المنورة من أخطارها المدمرة، فضلاً عن مواكبة التوسع العمراني بالمدينة، والاهتمام بإنشاء الحدائق، والمسطحات الخضراء، ومشروع طريق الهجرة السريع (المدينة - مكة). كذلك اهتم - رحمه الله - بالوجهات الأثرية في المدينة المنورة، وحرص على إنشاء مرافق كاملة لخدمة زوارها، وممرات المشاة، وتقديم العروض المرئية التي تصحح المفاهيم التي قد تكون خاطئة لدى البعض وتمس العقيدة السمحة، إضافة للمحافظة على الأثر نفسه من التلف. ومما يُحسب له - رحمه الله - أنه عندما طُلب منه تطوير المدينة المنورة بعهد الملك فهد كان من رأيه أن المدينة ذات طابع ديني ولها خصوصية، من حيث السكينة والراحة، وأن الزائر يأتي ليرتاح فيها، ولذا يجب ألا تُحول المدينة المنورة لمدينة صاخبة ممتلئة بالنشاطات الصناعية والتجارية الضخمة والكبيرة والمرافق الخدمية الكبيرة كالجامعات والمستشفيات، لأنها بذلك ستصبح مدينة مكتظة، وتفقد بالتالي هذه الخصوصية. كما كان مهتماً بتطوير المناطق العشوائية مثل الجبور، والدويمة، والحرة الغربية، وغيرها، وكذلك اهتم بتطوير المرصد الحضري، ودعا جميع الجهات المعنية للاسترشاد بمؤشراته في حل مشاكل المجتمع، ومن ذلك مشكلة المرأة التي تعيل أسرة، والبطالة، وكان يقول إنه من الجيد أن تعرف الجهات هذه المؤشرات خاصة السلبية منها حتى تستطيع أن تعالجها. أما عن أخلاقه - رحمه الله - فلا يمكن الحديث عنها بإسهاب، لأنها تحتاج للكثير من المقالات، فقد كان صاحب أخلاق فريدة، وصفات حميدة، اكتسبها بالطبع من تعليمه، وتوارثها من أسرته الكريمة، كما كانت له مساهمات كثيرة في الأعمال الخيرية، والتطوعية، وشهد له من تعاملوا معه عن قرب برقي أخلاقه، وحسن تعامله مع الجميع. فاللهم اجعل قبره روضةً من رياض الجنّة، واملأه بالرّضا، والنّور، والفسحة، والسّرور، واحشرنا معه في أصحاب اليمين، واغفر له ولوالديه ولوالدي وجميع موتى المسلمين.

مشاركة :