تحقيق إخباري: الأطفال الأفغان يسعون وراء حلم كرة القدم رغم الحرب والفقر

  • 5/9/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يحلم ملايين الأطفال حول العالم بأن يصبحوا أسطورة كرة القدم ليونيل ميسي، لكن الصبي الأفغاني أمير حسين ليس واحدا منهم. إذ أنه لم يشاهد حتى مباراة منقولة على الهواء مباشرة للمنتخب الأرجنتيني لكرة القدم. ويعيش حسين، البالغ من العمر 14 عاما، في وادي باميان بوسط أفغانستان حيث ينتصب تمثالا بوذا باميان الشهيران. وبالرغم من أن أجهزة التلفزيون القديمة، التي تم استخدامها لعدة سنوات هناك، يمكنها استقبال بث القنوات الرياضية، إلا أن القليل من الأطفال في القرية لديهم فرصة للبقاء مستيقظين طوال الليل لمشاهدة مباراة لكرة القدم. وعلى الرغم من الوضع العام المتردي، ظل عزم حسين ثابتا. وعلى أرض مستوية صغيرة بالقرب من منزله، وضع أدوات زراعية كأعمدة زوايا واستخدم الطوب لتحديد قوائم المرمى ودعا بعض أصدقائه للعب معه. وقال حسين "كل يوم بعد تناول الغداء، آتي إلى هنا وألعب كرة القدم من الساعة 2 إلى 4 عصرا (بالتوقيت المحلي)"، معربا عن امتعاضه في الوقت نفسه إزاء الفقر الذي يمثل عقبة ستلتهم أحلامه المستقبلية. وتتوقع وكالات الإغاثة أن يحتاج 28.3 مليون شخص، أي حوالي ثلثي سكان البلاد، وهو ما يعد رقما قياسيا، إلى مساعدات إنسانية في عام 2023، مع اقتراب 6 ملايين من هؤلاء بالفعل من شفير المجاعة. وتابع حسين "أنا من عائلة فقيرة لا نستطيع تحمل كلفة تأمين الدفء بمفردنا في الشتاء القارس ويتوجب علي أيضا النبش في حاويات القمامة لإيجاد أي شيء صالح للاستخدام". ومثل حسين، يلعب تازاهر، 14 عاما، كرة القدم كل يوم تقريبا أمام موقع تمثالي بوذا الشهيرين، ويحلم باللعب في مباريات كرة القدم الوطنية والدولية لتحقيق الفوز لبلده الذي مزقته الحرب. في أعقاب هجمات 11 سبتمبر على نيويورك وواشنطن العاصمة، اتهمت الولايات المتحدة أفغانستان بإيواء أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، وغزت البلاد في أكتوبر 2001. خلال 20 عاما من الصراع في أفغانستان، فقد أكثر من 30 ألف مدني حياتهم، وأصبح حوالي 11 مليون شخص لاجئين. على الرغم من أن ثلاثية الحرب وتغيير النظام والفقر قد ساهمت في خفوت حلم تازاهر بلعب كرة القدم لاضطراره للعمل في الشارع لإعالة أسرته، لكنه لم يستسلم بعد. وقال تازاهر إن "لعب كرة القدم ليس مفيدا للصحة وبناء مجتمع صحي فحسب، بل يمكن أن يظهر أيضا أهمية العمل الجماعي". ولدى إشرافه على مباراة لكرة القدم بين فريقين من الأطفال المحليين أمام موقع تمثالي بوذا، يعتقد أحمد بهزاد من مديرية التربية البدنية والرياضة الإقليمية في باميان أن روح الرياضة، بما في ذلك العمل الجماعي والتعاون والوحدة، لها أهمية كبيرة في أفغانستان. وقال بهزاد لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "ممارسة الرياضة يمكن أن تخلق المزيد من المودة بين الناس، وتقضي على التمييز في المجتمع، وتجلب المزيد من الوحدة". وأضاف بهزاد أن "بلادنا عانت كثيرا من الفقر والصراعات، وبالتالي فإن المودة والتعاون مهمان بشكل خاص بالنسبة لنا".■

مشاركة :