في الموسم الجاري واصل الشباب ابتعاده عن المنافسة داخل الملعب وخارجه، وظهر مخلوع الأنياب، غير قادر على افتراس خصومه، نتيجة الاحباط حتى أصبح صوته الإعلامي أقل من ذي قبل، ولم يعد ذاته قبل مواسم عدة، إذ كان يخرج كل موسم بلقب مهما بلغ من السوء الفني، قبل أن تظهر المشكلات المادية والفنية تطفو فوق السطح، على الرغم من كفاءة بديله وارتباطه بمنجزات الشباب تاريخياً، إلا أنه لم يستطع مقاومة الضغوطات فترجل راحلاً عن الشباب. كان الشباب يجمع بين تشكيلته نجوم وأساطير، بعضهم أغرته الملايين وغادر أسواره وآخرون اختاروا الاعتزال في القطب الثالث للعاصمة، تزامن دخول خالد البلطان إلى رئاسة الشباب بداية الحركة الاحترافية في الكرة السعودية، فبدأت الملايين تظهر في صفقات اللاعبين، وتضخمت مصارف الأندية وازدادت أكثر من ذي قبل، اختار البلطان أن يسلك بالشباب طريقاً آخر مختلفاً عن سياسته السابقة، فأصبح "أبيض الرياض" منافساً شرساً على النجوم، بل يخطفهم من أمام الأندية الجماهيرية مثلما غير مجرى صفقة ناصر الشمراني من النصر إلى فريقه، ووقع مع قائد النصر بدر الحقباني ونجوم آخرون. بدأ صوت الشباب يعلو فنياً حتى صار منافساً على جميع الكؤوس، وبيئته مغرية لأي نجم أن ينضم إلى صفوفه، بعد أن بات الشباب عنصراً ثابتاً في البطولات، تغير الخطاب الإعلامي فلم يعد الشباب صديق الأندية جميعاً، فاختصم الشبابيون مع الهلال والنصر والأهلي على قضايا متعددة، في موسم البلطان الأخير كان خصمه اتحاد الكرة حين أطلق تصريحه الشهير، كانت هذه الخصومات بنظر البلطان هي دفاعاً عن حقوق ناديه الذي بات ثالث الأندية الكبيرة في السعودية على حد وصفه. في الموسم الحالي يقود الشباب عبدالله القريني، قدم متسلحاً بخبرة إدارية طويلة اكتسبها في عمله بالشباب أميناً عاماً ثم نائباً للرئيس، سياسة الرئيس الحاضرة تختلف كلياً مع السياسة التي أدار بها البلطان الشباب في ولايته الإدارية، يعمل على صناعة النجاح بأقل الإمكانات المادية، هذه المنهجية تعود إلى مراحل مضت، حين كان الفريق يصنع النجوم من فئاته السنية ويحافظ على بعضهم ويفلت آخرون وراء ملايين الأندية، ربما هذه المنهجية ليست سيئة أبداً فالشباب كان يعيش عليها سنين طويلة، حقق فيها بطولات وصنع لنفسه تاريخاً مرهباً، لكن الأمر الآن يختلف كلياً ولن يصبر أحدٌ على خطط القريني. تضخم المصروفات وارتفاع الأجور يرافقها ارتفاع لسقف الطموحات الشبابية، كل هذه العوامل تقف ضد السياسة الحالية للشباب التي لن تجدي نفعاً بنظرهم، فكرسي رئاسة الشباب بات يطلب رئيساً مملوءاً من الناحية المادية قادراً على سد متطلبات الفريق وتوفير احتياجاته ليبقى منافساً وبطلاً وكي لا يزداد تراجعه للوراء. الحقيقة أن الشباب متورط بفقد الرجل المادي، وأمام الشابين طريقان إما الصبر على خطط القريني أو البحث عن رئيس ملياردير.
مشاركة :