في كل مرة يقف غوارديولا وسط تدريبات برشلونة اليومية ينفذ أفكاره التدريبية كان صوت المدافع جيرارد بيكيه يعلو بالضحك والمزاح مع من حوله، المرح الذي كان يظهر عليه المدافع الأسباني قاده للوصول إلى مرحلة الاستهتار وسط المباريات وبدأ واضحاً هزل مستواه وتراجع أدائه ولم يكن حينئذ أمام غوارديولا سبيل إلا ركنه على مقاعد البدلاء وإشراك لاعب الوسط ماسكيرانو في قلب الدفاع، نفّذ المدرب المنضبط رؤيته وتخلى عن بيكيه على الرغم من يقينه ألا أحد قادر على خلافته بالفريق، لكنه أصر على مبدأه ومنح ثقته لمن يظهر انضباطاً أكبر، خسر الفريق مع غوارديولا بطولات متعددة ولكنه كسب انضباطية فريق وحصد بطولات أكبر على الصعيد المحلي والقاري والعالمي. في ال14 من يوليو 2005 ثبتت عينا البرازيلي ماركوس باكيتا على الممر المؤدي إلى ملعب الهلال يبحث عن وجه خالد عزيز من بين اللاعبين الذين يصلون أرضية الملعب، لكن التدريب انطلق وانتهى ومحور الارتكاز غائب عن الحضور، ما أجبر باكيتا على استبعاده من قائمة الفريق المشاركة بنهائي الدوري أمام الشباب واتخذت إدارة الهلال عقوبة حرمانه من مكافآت الفوز والخصم من مرتبه الشهري، وقبل إياب نصف نهائي دوري أبطال آسيا كان لاعبو الهلال يجرون تدريباتهم داخل أسوار النادي وعينا دونيس تترقب حضور الحارس خالد شراحيلي الذي سجل غياباً من دون عذر مسبق فقرر اليوناني إبعاده عن القائمة المغادرة إلى دبي، وفي بداية الموسم تغيّب المهاجم ناصر الشمراني عن تدريبات الفريق ليومين من دون سابق إذن ثم عاد واعتذر وشرح ظروف غيابه وبعد أن أنهى العقوبة التي أقرها عليه الجهازان الفني والإداري عاد إلى التدريبات الجماعية لكنه استمر غائباً عن القائمة الأساسية بقرار من دونيس. هذه صور متعددة لتصرفات لاعبين وتعامل مدربين معها فلا يمكن لأحد أن يلوم غوارديولا حين تخلى عن بيكيه أو يعاتب باكيتا لعدم ضم عزيز لقائمة النهائي، وإبعاد دونيس للحارس شرحيلي ولكن تعامله مع ناصر هو مثار الجدل ومحل الخلاف معه لأن العقاب إن استمر بشكل مبالغ فإنه يصبح أمراً شخصياً بينهما ويدفع ثمنه الهلال في فقده لاعباً يملك قدرات هجومية متميزة وأداءً لافتاً توج به نفسه أفضل لاعبٍ آسيوي النسخة الماضية، يجب أن يعيد دونيس حساباته في تعامله مع مهاجمه ويعيده للقائمة الأساسية للفريق لأن الاستمرار بإبعاده يعني أن الهلال هو الخاسر الأكبر في هذا الصراع. العقوبة هي للتأديب وليست للانتقام أو للإقصاء من قميص الفريق فحين يصدر خطأً من لاعب في تصرف أو غياباً غير مبرر فإن العقوبة تكون مقتصرة على فعلته وعقب ذلك يعود للمشاركة مع الفريق كأن شيئاً لم يحدث، ولكن تكرار الأخطاء منه وتزايدها يعطي مدرب الفريق أو الإدارة أحقية النظر في استحقاق بقائه مع الفريق أو بيع عقده، لذا على دونيس أن يغلق ملف عقوبة الشمراني ويعيده للفريق مجدداً وألا يطيل عقاب شراحيلي لاسيما في ظل التزام اللاعب بما فرض عليه من تدريبات انفرادية وحضور مطول داخل النادي، الهلال في منتصف موسم تحاصره استحقاقات محلية وخارجية ويحتاج إلى جاهزية لاعبيه جميعاً.
مشاركة :