منتدى الفكر الإداري: نحن بحاجة لتطبيق أفكار بلانشارد حول «القيادة الموقفية» ومفهوم «مدير الدقيقة الواحدة»

  • 12/29/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تناول منتدى الفكر الإداري يوم السبت (26 ديسمبر/ كانون الأول 2015) شخصية وأفكار كين بلانشارد مؤلف كتاب «مدير الدقيقة الواحدة» One Minute Manager وأحد منظري نظرية «القيادة الموقفية» Situational Leadership بصيغتها الأولى والثانية، متطرقين إلى مدى استفادة المؤسسات في مملكة البحرين لمثل هذه النظريات الإدارية في عملها، ورأوا بأن كثيراً من المؤسسات تعاني من عجز في فهم وتطبيق النظريات الإدارية الفاعلة. وقد قدم رئيس تحرير صحيفة «الوسط» منصور الجمري نبذة عن شخصية وأفكار بلانشارد، مشيرا إلى أن نظرية القيادة الموقفية Situational Leadership، التي طرحها كلٌّ من بول هيرسي وكين بلانشارد (في سبعينيات القرن العشرين) تعتبر من أهم ما طرح في هذا المجال، وذلك لأنها ربطت بين سلوك القائد وكيف يتغير على أربعة أنماط بما يناسب مستوى نضج المرؤوس ويؤثر بشكل ملحوظ على فاعليّة القيادة في مرونة تركيزها على تنفيذ المهمة Task وتطير العلاقة مع المرؤوس Relationship. وتابع بأنه وبعد انفصال هيرسي وبلانشارد، طوّر الأخير (مع باحثين آخرين) في ثمانينيات القرن العشرين نظرية القيادة الموقفية الثانية، وأطلق عليها مسمى Situational Leadership-II، وهي تأخذ بعين الاعتبار المستوى التنموي للمرؤوسين، وهو مستوى يمكن قياسه على مدى كفاءة الموظف وثقته، ومشاركته في العملية التنموية لقدراته. على ان بلاتشارد اشتهر بكتاب ألفه في 1982 مع سبنسر جونسون، تحت عنوان «مدير الدقيقة الواحدة» والذي بيعت منه 13 مليون نسخة بعد أن كتب بلغة سهلة وترجم إلى عدة لغات، والكتاب ظل محل اهتمام الكثيرين حتى اليوم، وتدور فكرته حول التركيز على توجيه نظر المدراء إلى أن من يديرونهم هم أهم المصادر في أي مؤسسة ومنشأة، وأنه يجب اقتطاع وقت قصير في كل يوم عمل للقيام بمهام مدير الدقيقة الواحدة، كدقيقة لتحديد هدف العمل وأخرى للثناء ومثلها للتوبيخ وهكذا». وتابع: «إن بلانشارد مر بمرحلة مفصلية في حياته، أثرت فيه بشكل كبير حينما تعرض منزله ومنزل ابنه لحريق في تسعينيات القرن العشرين، مما أدى الى حرق مكتبته وممتلكاته، ولكنه استعاد نفسيته بسرعة، ولربما ان هذا هو ما أثر به، وتحول الى العمل الكنسي، هو يلقي محاضرات حول أفضل انموذج للقيادي الموقفي ومدير الدقيقة الواحدة، ويرى ان اليسوع هو الأفضل». ومؤخراً، بدأ يتحدث أكثر عن مفهوم «القيادة الخدومة» Servant Leadership، وهو مفهوم طرحه آخرون منذ مطلع السبعينيات من القرن العشرين، والتنظير الذي يطرحه بلانشارد حالياً يقارب بين مفهومي القيادة الموقفية والخدومة. الرئيس التنفيذي لشركة أورجين للاستشارات الإدارية أحمد البناء، أشار إلى أن من أهم مبادئ بلانشارد أنه لا يؤمن بأن سلطة المنصب هي السلطة الوحيدة الفاعلة التي من الممكن أن يستخدمها المدير الناجح، وأن هناك أنماط وطرق تساعده في التأثير أكثر فعالية من السلطة والمنصب. وبين البناء بأنه على رغم وجود نحو 20 نظرية تتحدث عن القيادة من هذا النوع الا أن نظرية كين بلانشارد تتميز بالتطور، ورأى بأنه من المهم أن تقوم المؤسسات الحكومية والخاصة على حد السواء بتطبيق مثل هذه النظريات في إدارة عملها. وتساءل عن عدد المؤسسات التي تطبق تلك النظريات في القطاعين الخاص والعام في مملكة البحرين، وعن النظريات المطبقة لدى أكثر القيادات إن وجدت، فضلاً عن آلية مساعدة المؤسسات في تبني تلك الأفكار في إدارة أعمالها. من جانبها، قالت رئيسة معهد «جولدن ترست للتدريب والاستشارات» لولوة المطلق أن ما يطرحه بلانشارد يهم كل قيادي في أي مؤسسة، لأنه يتحدث كيفية ادارة الأشخصا من خلال التواجد فيما بينهم وان يستمع اليهم، ويقودهم بمرونة تعتمد على المواقف التي تأخذ بعين الاعتبار البيئة المحيطة ومستوى المرؤوسين، وهذا يتطلب مهارات تساعد الأشخاص لتحديد نقاط القوة والضعف والعمل كأعضاء فريق واحد لتحقيق النجاح للمؤسسة. كما انه يركز على الجانب الإبداعي وتطير بيئات تعاونية قائمة على الثقة. وأشارت المطلق إلى أن الفكر الإداري لا يجب أن يكون محصورا على الشركات الكبرى في القطاعين الخاص والحكومي وإنما يجب أن يدخل في المؤسسات الصغيرة أيضا، ومؤسسات المجتمع المدني. الى ذلك، أسهب مدرب التنمية البشرية جاسم الموالي، في الحديث عن كتاب بلانشارد «مدير الدقيقة الواحدة»، إذ بين أن الكتاب نجح بشكل كبير، واستدل في ذلك بأنه بقي منذ الثمانينيات على قائمة الكتب الأفضل مبيعا، وترجم إلى 37 لغة وبيعت منه أكثر من 13 مليون نسخة كما وأن الشركات الكبرى سعت لشرائه وأهدته إلى مدرائها وعد من أفضل الكتب الناجحة في عالم الأعمال. ولفت إلى أنه صدر أكثر من 50 كتابا لبلانشارد بأفكار أخرى فيما بعد. وحول شعار كتاب بلانشارد، قال الموالي: «حينما سئل بلانشارد لماذا استخدمت هذا الشعار قال استخدمته لأطلب من كل مدير في العالم وصاحب منصب أن يصرف من وقته يوميا دقيقة واحدة فقط يتأمل فيها وجوه الحاضرين حوله ويردد في داخله بأن هؤلاء البشر أغلى من الأجهزة والأثاث والعقار وهم كنزي وجل اهتمامي وأنا أراهن بهم على نجاحي كما وأراهن بأن من يستخدم هذه الخطة لمدة 21 يوما سيتثبت في عقله ذلك ويتصرف وفقا لهذه الآلية وسيكون لذلك أكثر إيجابي على الجميع وعلى العمل». وذكر بأن بلانشارد قلب المفاهيم السائدة، والتي يعمد لها كثير من المدراء في التصيد على موظفيهم، إذ سعى إلى اقتناص الأمور الإيجابية التي يفعلونها والثناء عليها وفي المقابل لم يدع لتجاهل الخطأ. ورأى بأن من المفيد التطرق إلى معرفة أي نوع من الإدارة والنظريات تتبع المؤسسات الحكومية والخاصة في مملكة البحرين وكذلك المؤسسات الأهلية. أما رئيس قسم المختبر في المجلس الأعلى للبيئة حسن جمعة، فأشار إلى أن بلانشارد يؤمن بأفكار معينة ويسوق لها بقوة مثله مثل كثير من القادة والكتاب والذين يحاولون جعل أفكارهم نمط حياة وإدارة في المجتمعات الأميركية والتي بالضرورة تبث أفكارهم للعالم، داعيا إلى اهتمام دول المنطقة بهذا التوجه والتركيز على التسويق. المصرفي المتقاعد ميرزا أحمد رأى أهمية تسويق الأفكار وتطبيق النظريات في المؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية والخيرية وفق آلية مرنة ومنظمة، وتحدث عن بعض نماذج الإدارة في القطاعين الحكومي والخاص ورأى بأن أفضلها حاليا هو القطاع المصرفي، ورأى ضرورة حاجة البحرين إلى صحوة إدارية. أما الباحثة الاجتماعية سماح النسور، فقد أشارت إلى أنه بالنظر للمؤسسات الحكومية والخاصة في البلاد العربية يمكن للمتتبع رؤية بأن معظمها تسير وفق إدارة عشوائية لا تعتمد على نظريات محددة، وهو ما يسبب تعثر كثير منها. ورأت أهمية أن يضع كل مدير هدف ونظرية يسير وفق لها فضلا عن وجود متابعة لتطبيق تلك النظرية بطريقة عملية ومرنة، فيما علقت المطلق بأن كثيرا من الإداريين في البلاد العربية يرفضون النقد ويعانون من شخصنة للمواقف والأفكار. وأشارت الى أن المنطقة لا تعاني فقط من شح الرواد وإنما من عدم القدرة على تسويق الأفكار. الخبير في التنمية الإدارية محمود التوبلاني تحدث عن مدى الحاجة العملية في تناول أفكار القادة ونظرياتهم الإدارية، وعدم اقتصار الحديث عنهم وعن تاريخهم وأفكارهم دون البحث عن آلية لتطبيق تلك الأفكار، معتبراً ان هناك المثير من التجارب التي ممكن دراستها محلياً، وتطويرها بما يرقى الى ما هو مطروح في النظريات التي يطرحها بلانشارد وعلماء الإدارة الآخرون.

مشاركة :