طالب المهندس صبحي بترجي المستثمر في القطاع الصحي بضرورة اعتماد ميثاق تجاري بين أفراد الشركات العائلة التجارية، لضمان ديمومة تلك الشركات، حيث يحدد الميثاق كثيرا من النقاط التي يمكن أن تكون سببا في الاختلاف، مثل تحديد رواتب أبناء العائلة، موضحا أنه أعد ميثاقا جامعا لخمس شركات تملكها عائلته في محاولة منه لتجاوز أي نزاع محتمل. وقدم بترجي روشتة لنجاح الشركات العائلية، محذرا من أياد خفية تعادي نجاحات القطاع الصحي في المملكة، مشددا خلال مخاطبته لقاء مركز شباب الأعمال في غرفة مكة المكرمة لتجارة والصناعة، بحضور ماهر بن صالح جمال رئيس مجلس إدارة الغرفة وحشد من شباب الأعمال، على أهمية الخيال والحلم لأي شاب من شباب الأعمال، حيث يربط ذلك بخطة عمل لتحقيقه. واختصر قصة معاناته في افتتاح مستشفى في مكة بقوله: «تعبت أقدامي للحصول على أرض لإقامة مستشفى لخدمة سكان مكة المكرمة وضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين»، مؤكدا على أنه تقدم بطلب لأمانة العاصمة المقدسة منذ إدارة الأمين السابق الدكتور خالد نحاس إلى فترة الأمين الحالي المهندس أسامة البار ولكن أمله لم يتحقق. وأكد بترجي في اللقاء الذي استمر زهاء الساعتين، أن ثروته الحقيقية التي يزهو بها هي أبناؤه وأنظمة أعماله المستخدمة في إدارة استثماراته في القطاع الصحي، ونصح شباب وشابات الأعمال بالبدء من الصفر لبناء كياناتهم، مرددا المثل الدارج «من لا يحافظ على القرش يضيع المليون». وعن كيفية توفير الخبرة لشباب الأعمال مع تحقيق طموحات الجيل الجديد، شدد المهندس بترجي على أهمية إشراك رجال الأعمال أولادهم في إدارة ورحلات العمل، مؤكدا على أهمية أسلوب تربية الأبناء بالقدوة قائلا: «متى ما كان الأب نموذجيا في أخلاقه وممارساته وحياته كان الأولاد على قدر كبير من تلك القدوة»، وأردف «مخافة الله تعالى هي طريق الناجحين لتحقيق النجاح». ولخص بترجي مقومات نجاحه في حياته الأسرية والعملية على ستة مراحل هي المثابرة والصبر والرغبة الجامحة في النجاح والاستعانة على كل أمور الحياة بالصلاة في أوقاتها والعلم والصبر عند المصيبة ومراعاة معية الله وهدايته ورحمته في الدارين، كما أن طريقة التفكير تقود إلى الثروة، وشدد على أهمية اختيار الشريك المناسب في التعليم والثقافة والاتجاه لتحقيق النجاح في قطاع الأعمال، مؤكدا على أن التفاوت في ذلك سيكون سببا في الفشل والخسارة. ومن خلال تجربته الثرية يؤكد المهندس بترجي أن من أسباب دوام الشركات العائلية وجود قائد، ناصحا بعدم قبول طريقة تقسيم أسهم أي شركة بتخصيص 50 في المائة لكل طرف، مطالبا بطريقة تخصيص 49 في المائة لطرف و51 في المائة للطرف الآخر كي يكون هناك قائد يحق له إصدار القرار في الظروف الصعبة قطعا لأي جدال. ودعا إلى الاستشارة والشورى وتقبل الآراء والشكاوى مع أهل التخصص، الأمر الذي قاده إلى وضع 5000 لوحة لاستقبال المقترحات والملاحظات والشكاوى، موزعة في أروقة المستشفيات التي يملكها موضحة فيها أرقام هواتف المسؤولين بينها رقم هاتفه الخاص، سعيا لرصد رضا العملاء عن الخدمات المقدمة، وقال: «أنا أؤمن بالاستشارة»، مبينا أن العمل في القطاع الصحي مختلف عن بقية القطاعات الأخرى فمهنة الطب صعبة ومعقدة لأنها متعلقة بصحة الإنسان. واعتبر بترجي أن القطاع الصحي في المملكة من أفضل القطاعات على مستوى قارة أفريقيا والشرق الأوسط، وقال: «لا يتقدم علينا في الرعاية الصحية إلا تركيا وجنوب أفريقيا»، مشيرا إلى أن الدولة تنفق بسخاء على القطاع الصحي مع توفر مدنا طبية متميزة في تجهيزاتها». وبين بترجي أن تخصيص الدولة لعشرة ملايين موظف لقطاع الطوارئ في مستشفيات وزارة الصحة هو أمر ربما لا يتوفر في دول كثيرة، مطالبا بعدم التركيز على الأخطاء وتجاهل هذه الجهود الضخمة للدولة في القطاع الصحي أو اتباع أساليب التشكيك والإحباط، مؤكدا أن ثمة أيادي معادية تعمل على تكريس هذه النظرة من خلال ما يبث في وسائل التواصل الاجتماعي. وبين أنه لا بد لرجل الأعمال أن يكون جادا وحازما في إدارته مشبها نفسه بأنه مثل النسر يحلق عاليا من فوق استثماراته وينزل متى ما يرى ذلك، لمعالجة الخلل ومن ثم العودة للتحليق من جديد، مؤكدا أنه يدير أعماله من هاتفه الشخصي ووسائل التقنية التي توفر تطبيقات تساعده على الإدارة، وأنه لا يملك مكتبا خاصا للعمل، وألمح المهندس بترجي إلى أن حبه الجم لوالدته قاده لدخول مجال الاستثمار في القطاع الصحي رغم أنه يحمل اثنين من الشهادات العليا في الهندسة. وخاطب بترجي المثبطين والخائفين من التعثر بأن أول مشروع أطلقه كان في عام 1985م بدأ ولم يكتمل بسبب فرار مقاول بعشرين مليون ريال وتركه لعماله لم يصرف رواتبها لثلاث سنوات، مؤكدا أن الإصرار هو الفارق بين الإنسان الناجح والفاشل. واعتبر بترجي أن إدارة الأعمال من خلال الاجتماع اليومي طريق للنجاح وهو ما طبقه في إدارة أعماله لرصد الملاحظات ومناقشة السلبيات، حيث يكون القرار جماعيا، موضحا أنه تم إصدار أكثر من 180 ألف قرار من خلال الاجتماع اليومي، فيما يعقد كل يوم سبت اجتماعا عاما مع 350 مسئولا في مستشفياته التي يملكها عبر ربط حاسوبي مصور للمناقشة والتشاور، واعتبر بترجي خصخصة قطاعي التعليم والصحة مؤشرا واضحا لتقدم أي أمة، مبينا أن تسليم المرافق الصحية للقطاع الخاص باشتراطات وضوابط طريق مضيء لتحسين الخدمات الصحية في المملكة.
مشاركة :