منذ أن وعينا في هذه الحياة ونحن نتصارع معها بحثاً عن ملذاتها و سعادتنا شبه المستحيلة بل المستحيلة، فهناك من يحاول صنع السعادة لنا ولمن حولنا وهذا النوع يكاد أن ينقرض في مجتمعنا الحالي، وهناك من يصنع لنا التعاسة بل يتفنن في هذه الصناعة وكأنها حرفته المهنية وهذا النوع هو السائد للأسف، فهذا النوع الذي أسميه بؤس هذه الحياة لم يكتفي بل أمتهن اللصوصية الوجدانية فلا يهنأ له بالاً عندما يشاهدك في لحظة سعيدة سواء سعادة حقيقية أو سعادة مؤقتة فعندما يشاهد ابتسامتك وأنت تقوم بالتحدث مع صديق أو زميل مثلاً يجن جنونه لمعرفة هذا الأمر الذي جعلك سعيداً بل يتصنع اللطف وطيبة القلب حتى يتمكن من الطرف الثاني المشارك في هذه السعادة ويغرر به بشتى المكايد لكي يجعله نصيراً له ليسلب منك هذه السعادة. والأدهى والأمر من ذلك فقد أصبح هذا النوع يعمل باحترافية عالية وجرائه لا مثيل لها حتى أصبح يسلب منك سعادتك العاطفية الوجدانية بسلب حبيب مثلاً أو التفرقة بينك وبين عزيز وربما أيضاً قدراته الشيطانية ليكون سبباً في التفرقة بينك وبين ذاتك أنت في المستقبل القريب، فخطورته لا مثيل لها خاصة بأنها مدعمة بأنواع الغل والحسد.
مشاركة :