قيادة الأطفال للسيارة ! - سمر المقرن

  • 12/30/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أعجبني القانون الصادر عن نظام حماية الطفل بوزارة الشؤون الاجتماعية، والذي يقضي بعقوبات تطول الآباء المتهاونين في قيادة الصغار للسيارة إلى السجن ونزع حق الولاية. وهذا القانون سيساهم إلى حد كبير في تقليص حوادث السير والتي في كثير منها يذهب ضحيتها الأطفال، لكنه في الوقت ذاته يتعارض مع أنظمة المرور التي تسمح بإصدار ترخيص قيادة مركبة للأطفال من سن 16 عامًا، وهنا تحتاج وزارة الشؤون الاجتماعية التنسيق مع إدارة المرور للقضاء على منح هذه التراخيص والتي أسميها تراخيص (الموت) للأطفال، خصوصًا وأننا انتهينا أخيرًا بعد جدل طويل إلى تحديد سن الطفولة لغاية 18 عامًا، وهذا في مجمله تطور نوعي وحضاري للحفاظ على الطفولة وسلامتها. إن ضمان إيجاد بيئة آمنة للطفولة، يعني إيجاد مستقبل واعد لهذا الجيل، والأمان من المهم أن يبدأ من مرحلة الحمل واهتمام الأم بصحة جنينها يعني اهتمامها به مدى الحياة. والمرأة التي تستشعر أهمية حماية طفلها من كونه جنيناً في بطنها، بلا شك لن توافق على أن يقود السيارة قبل أن يُكمل الـ18 عامًا. الإنسان الذي لا يعيش مراحل حياته كما هي، هو إنسان سيعيش بشكل مضطرب، والطفولة هي أجمل مراحل الحياة وأقصرها، فلماذا نستعجل على حرمان الأطفال منها والقفز بهم إلى مرحلة أكبر من أعمارهم ومن مداركهم العقلية؟! مع أن الطفولة السعيدة هي مفتاح لشخصية متوازنة في المستقبل. أتذكر قبل أيام كنت أتحدث مع أبنائي عن طفولتهم، وأحدثهم عن طفولتي، حقيقة يجب أن أذكرها دائمًا، وأشكر عليها أمي وأبي -أطال الله في عمريهما- أنني عشت طفولة سعيدة من جميع النواحي، وهذا ما حاولت أن أحققه لأبنائي بل وأكثر مما حصلت عليه، فهذا حقهم وعلى الوالدين أن يضمنوا لهم البيئة التي تجعلهم يعيشون طفولتهم بسعادة، أحببت جملة قالها لي أحد أبنائي: (كل أيام طفولتي سعادة معكِ) جميل أن يكون هذا العرفان والتقدير من ابن في سن المراهقة لأمه، وأن نحصد ثمار النجاح ونفرح بهم. من أهم الاشكالات التي تعترض سعادة الأطفال هي المشاكل الزوجية، لكن الأم الحكيمة حتى لو كانت تتعرض في حياتها للمشاكل تحاول أن تنأى بأطفالها وتبعدهم عن العيش داخل أجواء التوتر والألم، فأسوأ ما يعيشه الطفل هو أن يكون في هذه الأجواء بلا ذنب اقترفه سوى أنه ولد بين أبوين لا يجمعهما الاتفاق والتفاهم. وهذا تحديدًا يحتاج إلى معالجة متوازنة حتى لا يتأثر الطفل بمثل هذه الأجواء فينشأ مهتزًا بعيدًا عن الأمان.. هذا الأمان هو أكثر حاجة إنسانية تُنمي الشعور بالاعتزاز لدى الشخص وتجعله قادرًا على أن يعطي وطنه وأسرته، أن يُعطي الحب فمن يزرع الحب سيأتي يوم يحصده، ومن يزرع الكره والبغضاء سيحصد ثمارها التي لن يأكلها أحد سواه! مقالات أخرى للكاتب مستشفى جازان.. مجدداً الفيلم السينمائي «فرحةٌ لم تكتمل» عرسان الأنيميا! الله يخلف عليك يا أبو فهد! الشخص المقسوم!

مشاركة :