«الإبداع» وتعزيز القوة الناعمة للدولة

  • 8/23/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تمنح دولة الإمارات العربية المتحدة مفهوم «الإبداع» في كل المجالات اهتماماً بالغاً، إيماناً منها بدوره في تعميق أسس التقدم والنهضة وخدمة العملية التنموية الشاملة. ويحتل مفهوم الإبداع الأدبي مكانه المهم ضمن هذه المنظومة التي تُدرك أن جزءاً من القوة الناعمة للدول والمجتمعات يُقاس بحجم إبداعها وإسهام مبدعيها في حركة الفكر والثقافة العالمية. ولم يمنع الانشغال بالجانب العلمي وامتلاك القدرات العالية في مجالات مثل: ارتياد الفضاء والطاقة النووية والتقنية الحيوية والذكاء الاصطناعي وغيرها، من الاهتمام بالأدب والإبداع، وتوفير أفضل الظروف لرعاية أصحاب المواهب وتفجير طاقاتهم وقدراتهم وصقلها، لأن الموهبة وحدها مُعرّضة للتآكل والضمور إذا لم تجد الوسط الملائم لنموِّها وتفتُّحها. وفي هذا الإطار تستكمل «مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة» المرحلة الأولى من وِرَش عمل «برنامج دبي الدولي للكتابة»، وقد تضمنت الورش التي عُقدت خلال الأيام الأخيرة الماضية تدريبات على كتابة قصص الأطفال، تحت عنوان «الإمارات غداً: الإمارات بعد خمسين سنة»، وتدريبات على كتابة قصص طويلة لليافعين تحت عنوان «دبي المستقبل.. الكتابة لليافعين». وتعكس الورشتان جُملة من المعاني المهمة، لعلّ منها توجيه الاهتمام إلى الكتابة للأطفال واليافعين، وهي الكتابة التي تستلزم حساسية خاصة وقدرات لإنجازها، وفهماً دقيقاً للأبعاد النفسية واللغوية والتربوية التي يجب أن تحكم هذا النوع من الإبداع. كما أن اختيار مستقبل دولة الإمارات موضوعاً للكتابة يشير إلى واحدة من السمات الثابتة للدولة، وهي التطلّع إلى المستقبل والاستعداد له، وجعْله حاضراً في أذهان المبدعين والقرّاء في المجتمع بأَسْره، حيث تتطلع الدول والأمم الناجحة إلى المستقبل، وتعمل من أجله. ومن المعاني المرتبطة بهذه الوِرَش أيضاً، الحرص على أن تكون القراءة سمة لكل فئات المجتمع، وعمر الطفولة الذي تتكون فيه العادات هو الأكثر ملاءمة لتحقيق هذا الهدف. كما أن الإبداع الذي يرتبط بواقع الطفل ويُعبِّر عنه وعمِّا يعيشه في وطنه من أفكار وقضايا، يكون أكثر جاذبية للقراءة والتفاعل، من دون أن يعني ذلك بالطبع انغلاقاً أو عزوفاً عن الإبداع العالمي، لأن دولة الإمارات في قلب حركة العالم علماً وفكراً وثقافة. والغوص في الواقع المحلي هو ما يُنتِج إبداعاً يخاطب العالم ويصل إليه. أخيراً، فإن «برنامج دبي الدولي للكتابة» الذي بدأ نشاطه منذ عام 2013، قد أنتج بالفعل خلال فعالياته المتوالية أعمالاً أدبية رفيعة، حصلت على جوائز مرموقة، وهو ما يؤكد أن هذا العمل الجاد والاحترافي يؤتي ثماره الطيبة، وأنه لا يزال واعداً بالمزيد من فتح الطريق أمام الموهوبين والمبدعين لتحقيق إنجازات أكبر. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية

مشاركة :