هدمت السلطات الإسرائيلية اليوم (الأربعاء) منزلا ومنشآت فلسطينية، فيما خط مستوطنون شعارات "عدائية" باللغة العبرية وأعطبوا إطارات مركبات في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية. وقال معتز بشارات مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس والأغوار لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن قوة إسرائيلية ترافقها جرافة اقتحمت قرية "الزبيدات" بالأغوار وهدمت منزلا قيد الإنشاء بمساحة 280 مترا بحجة البناء دون ترخيص. وأوضح أن السلطات الإسرائيلية أخطرت صاحب المنزل قبل أشهر بوقف العمل فيه، مشيرا إلى أن المحكمة الإسرائيلية لم تصدر القرار بمنع الهدم رغم متابعة القضية قانونيا. وتابع أن الآليات الإسرائيلية هدمت منشآت سكنية وزراعية وحيوانية لستة عائلات أخرى في قريتي "الزبيدات" و "فصايل" بحجة عدم الترخيص، لافتا إلى أن العائلات في تلك المناطق تعتمد بشكل أساسي على تربية الثروة الحيوانية. كما هدمت السلطات الإسرائيلية منشأة زراعية ومغسلة مركبات بمساحة في قرية "حوارة" جنوب مدينة نابلس، بحسب ما أفادت مصادر فلسطينية رسمية. وقال رضا عودة صاحب المنشأة لـ((شينخوا)) إن عملية الهدم للمنشأة المقامة منذ 30 عاما جرى دون إخطار مسبق، معتبرا أن الخطوة تأتي في إطار المخططات لتوسيع المستوطنات القريبة من المنطقة. ولم يصدر أي تعليق إسرائيلي على عمليات الهدم. ويشكو الفلسطينيون من صعوبة الحصول على تراخيص للبناء في مناطق (ج) من الضفة الغربية الخاضعة لسيطرة إسرائيل التامة، بسبب ما يصفوها بشروط "تعجيزية" تضعها لذلك. من جهة أخرى، أعطب مستوطنون إطارات أربع مركبات فلسطينية وخطوا شعارات "عدائية وعنصرية" في قرية "مردا" شمال مدينة سلفيت بالضفة الغربية، بحسب ما قال نصفت الخفش رئيس مجلس القروي لـ((شينخوا)). وذكر أن "مستوطنين اقتحموا القرية في ساعات الفجر وأعطبوا إطارات أربع مركبات وخطوا شعارات عنصرية على جدران منازل القرية برسم (نجمة داوود) وأطلقوا تهديدات بقتل الفلسطينيين". ويعيش في الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في العام 1967 أكثر من نصف مليون مستوطن إسرائيلي إلى جانب 3.1 مليون فلسطيني، وكثيرا ما تحولت المواجهات بين الجانبين المستوطنين والفلسطينيين إلى أعمال عنف. وتعليقا على ذلك، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية في بيان صحفي "الانتهاكات" التي ترتكبها القوات الإسرائيلية والمستوطنين ضد الفلسطينيين وأرضهم ومنازلهم ومنشآتهم وممتلكاتهم. واعتبر البيان أن ما يجري سياسة إسرائيلية رسمية للاستيلاء التدريجي الزاحف للضفة الغربية عبر مطاردة ومحاولة إلغاء الوجود الفلسطيني في المناطق المصنفة (ج)، لتسهيل سرقتها، وتخصيصها كعمق استراتيجي لتوسيع الاستيطان. وقال البيان إن تمادي إسرائيل في تدمير فرصة تطبيق حل الدولتين وإمعانها في الاستيلاء على أراضي الضفة وفرض السيادة عليها تتم في وضح النهار على سمع وبصر المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية، الأمر الذي يختبر مدى مصداقية مواقف الدول التي تتمسك بحل الدولتين وحرصها على تنفيذه. وأكد البيان أن حماية حل الدولي يتطلب موقف دولي رادع وضاغط على إسرائيل لوقف أنشطتها الاستيطانية كافة، والتغول على المناطق المصنفة (ج)، وقف عمليات الهدم، باعتبار ذلك أساساً لاستعادة الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
مشاركة :