محمد بن راشد يتسلم «رؤى فلسفية في الحكم والفروسية»

  • 12/31/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

تسلّم صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، نسخة من كتاب رؤى فلسفية في الحكم والفروسية.. مُقارَبة فلسفة محمد بن راشد آل مكتوم بالفلسفات الكبرى، لمؤلفه الكاتب والروائي علي أبو الريش، على هامش اللقاء الأسبوعي لسموّه مع مديري الدوائر المحلية وأعيان البلاد في قصر زعبيل بدبي. ويتضمّن الكتاب مقاربة فكرية بين فلسفة قائد عربي من طراز فريد، وهو صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وأفكار كبار الفلاسفة ونظرياتهم، حيث يرى المؤلف أن سموّه قدّم من خلاله رؤيته الوثابة نحو المستقبل، فكرة رابعة تضاف في عصرنا الحالي إلى ثلاث أفكار فلسفية كبرى غيّرت وجه العالم، إذ إن سموّه استطاع أن يلوّن وجدان الإنسان بالحب والسعادة، ما جعله يملك زمام التقدم والتفوق في وطن السعادة الإمارات التي أصبحت تتبوأ المراكز الأولى بفضل هذه الرؤية التي لا تؤمن إلا بالتفوق، في حين يشير الكتاب إلى أثر فكر سموّه في تحويل الكثبان الصفراء إلى شاهقات باسقات وإنجازات مشهود لها، منحت دولتنا التميز والتفوق الحضاري في شتى الميادين. وتطرقت المقاربة في الكتاب إلى أفكار كان لها دورها في تغيير صورة الحياة ؛ أولاها هي فكرة الفيلسوف كوبرنيكوس الذي قال إن الشمس هي مركز الكون وليس الأرض، والفكرة الثانية، هي فكرة الفيلسوف الإنجليزي تشارلز دارون الذي رأى أن الإنسان كائن متغير ومتطور وهو ما دفعه للتفكير في تغيير العالم من حوله، والثالثة لعالم النفس الألماني سيغموند فرويد الذي أكد أن السلوك الإنساني منبعه اللاشعور وليس الشعور. ويشمل الكتاب قراءة متعمّقة في فكر صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ليس حاكماً وشاعراً وفارساً فقط، لكن مفكّراً أيضاً يقدم طلائع رؤاه وأفكاره لتعمّ الفائدة على الجميع؛ كون فلسفة محمد بن راشد كما يراها مؤلف الكتاب، ليست مقصورة على رقعة من الأرض ،وإنما هي فكرة شاملة ومتكاملة من أجل الإنسانية جمعاء وإسعاد البشرية، فيما يستعرض قيمة فِكْر محمد بن راشد ورؤيته اللذين يرى الكاتب أنهما توازيان في أثرهما ما أحدثته أفكار كبار الفلاسفة من تحول إيجابي في حياة الناس، في ضوء ما اطلع عليه المؤلف من أفكار فلاسفة كبار على مر العصور، وصولاً إلى فلاسفة العصر الحديث. ويُعدّ علي أبو الريش من أهم كُتَّاب دولة الإمارات وروائيّيها، وله خبرة تناهز ثلاثين عاماً في مجال الفكر والأدب، وألَّف عشر روايات ومسرحيتين ومجموعة نثرية، واختيرت روايته الاعتراف، ضمن أهم مئة رواية عربية خلال القرن. تم تكريم أبو الريش في الكثير من المحافل الدولية، وحصل على عدد من الجوائز، من أهمها جائزة الدولة التقديرية سنة 2008، وجائزة شخصية العام لجائزة الإمارات للرواية عام 2014، وجائزة مجلس التعاون لدول الخليج العربية للتميز في مجال الأدب. مؤلف كتاب رؤى فلسفية لـ الخليج : فكر محمد بن راشد مفعم بالحب للخير والوطن والإنسان قال علي أبو الريش ل الخليج: تنطلق فكرة الكتاب من ملاحظاتي على الإنجازات الحضارية الكبرى التي قام بها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وارتفعت بمقام دبي إلى مصاف المدن العالمية، وانعكست على الإمارات بشكل عام، ما بوأها مكانة عالية في سلم الأمم المتحضرة، فهذه الإنجازات ليست مجرد أعمال مادية بسيطة، لكنها تغيير حضاري كامل للمجتمع، وميلاد جديد له، ولا يمكن للتغيير الحضاري الشامل أن يكون مصادفة، بل لا بدّ أن تكون وراءه رؤية فلسفية عميقة ومتكاملة، وقد رأينا عبر تاريخ العالم الحديث أن هناك ثلاث نظريات فلسفية غيرت العالم، أولاها نظرية كوبرنيكوس عن دوران الأرض، وثانيتها نظرية تشارلز دارون التي تقول بتطور الإنسان، وثالثتها نظرية سيغموند فرويد الذي قال إن السلوك الإنساني يحكمه اللاشعور، هذا التغيير الذي أحدثه أولئك الفلاسفة بشموليته يساويه تماماً التغيير الذي أحدثه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بشمولية فكره. وعندما نقرأ بتمعّن كتاب ومضات من فكر نجد أن سموّه يقدم فيه نظرية رابعة، تتأسس على علاقة الإنسان بالوطن وعلاقة الإنسان بالإنسان وعلاقة الإنسان بالعمل، فهذه الأبعاد الثلاثة هي التي تحكم نظريته. فعلاقة الإنسان بالوطن تقوم على العطاء المستمر وخدمته بالفكر والجهد، حيث يقول سموّه وظيفة الحكومة هي تحقيق السعادة للمجتمع، وأما علاقة الإنسان بالإنسان فتقوم على الحب، حيث يقول سموّه إن قدوتي هو النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي هو رمز الحب للبشرية. أما علاقة الإنسان بالعمل فتتجلى في كثير من جوانب فكره، وسموّه يقترب فيها من أطروحات فلاسفة كبار رأوا أن قيمة الإنسان هي في ما يقدمه من عمل وما يبذله من جهد، فيقول الفيلسوف فيورباخ إن مقياس الحقيقة هو التجليات وليس التمنيات، والعمل عند سموّه هو الجهد المستمر الذي لا يتوقف، والمدفوع بطاقة إيجابية نحو فعل الخير. يقول سموّه كلما وصلت إلى قمة تطلعت إلى التي تليها. ويصف أبو الريش فكر صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالفكر المستقبلي، الذي لا يتوقف عند ما أنجز في الماضي ولا ما تم إنجازه في الحاضر، بل يتخذ كل ذلك سبيلاً للانطلاق نحو إنجازات مستقبلية، وهذه علامة الفكر المتقد الذي يدبر ويخطط ولا يركن لنهاية معينة، فمتعته في ما ينتظره من إنجاز وليس في ما أنجز، وهذه الحقيقة يمكن أن نستشفها من الخطوات والمبادرات التي يطرحها سموّه كل يوم، ومن الإنجازات الكبرى التي تشهدها دبي في كل حين، كذلك فإن من ميزات فكر سموّه أنه فكر مفعم بالحب للخير، وبالحب للوطن، وللإنسان، وهذا الحب يكمن وراء الإخلاص والتفاني في العمل لدى سموه، فتفكيره لا يعرف الراحة، ومشغول دوما بالبحث عن إنجاز جديد يسعد به شعبه، ويبهر به العالم، ويتقدم به على الآخرين ويجعل الإمارات دولة رائدة بين الدول، حتى في الرياضة فإنه يرى أن امتلاك قلب مفعم بالأمل والحب، هو أقصر طريق للفوز، لأنه سيحفز صاحبه، ويعطيه القوة الإيجابية اللازمة للفوز. وتابع أبو الريش توصيفه لخصوصية فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالقول: يرتبط فكر سموه بالعمل، وهو خلاصة تجربة عملية، وخبرة طويلة في ميدان الإنجاز، استطاع أن يبلورها في شكل أفكار يطرحها من حين لآخر على العالم، ليساعد الإنسان في التغيير نحو الأفضل.

مشاركة :