الارتقاء بقدرات ذوي الاحتياجات .. ضرورة وليس ترفاً

  • 12/31/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

كثير منا يصنف اكتشاف المهارات وتنميتها على أنها نوع من أنواع الترف، وخاصة حين يتعلق الأمر بالأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية والحركية الذين أفقدتهم إعاقتهم الطاقة الجسدية والنفسية والمعنوية والقدرة على الاندماج المجتمعي وحقهم في الانتماء والمشاركة كغيرهم من أفراد المجتمع، ويكون ذلك من خلال صقل موهبتهم لإكسابهم الثقة في أنفسهم، وخلق المقومات لديهم من الإرادة والعزيمة، وتشكيل هدف لهم ليستطيعوا به تجاوز المتاعب وتحدي الضغوطات والصعوبات من أجل الارتقاء إلى أفضل المستويات وتحقيق النتائج والإنجازات للاعتراف بوجودهم كعنصر وطني له كامل الحقوق في الانتماء والمشاركة المجتمعية. وتلعب العوامل الوراثية وأثرها دوراً أساسياً في إنجاب الأطفال المعاقين، من خلال دراسة التاريخ الأسري للزوجين ومن العوامل الوراثية غير المباشرة الأخرى والتي قد تؤدي إلى حدوث الإعاقة هو عدم توافق في دم الزوجين فإذا كان العامل الرئيسي موجباً في دم الأب وسالباً في دم الأم فإنه سيكون موجباً في دم الجنين مما يؤدي إلى حدوث إعاقة لدى الجنين. محمد عبدالله مدير المنطقة الطبية في الفجيرة يقول إن ذوي الاحتياجات الخاصة يحظون في دولة الإمارات بالرعاية الشاملة والخدمات النوعية تحقيقاً للرؤية السديدة للقيادة الرشيدة التي لا تدّخر جهداً في سبيل خدمة هذه الفئة لضمان اندماج أفرادها في المجتمع واستغلال طاقاتهم في العمل والبناء. وتتبنى العديد من الجهات المبادرات والبرامج التي من شأنها رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وتمكينهم وتأهيلهم في كافة مجالات الحياة، مشيراً إلى أن ذوي الاحتياجات الخاصة فئة لها أولوية في مستشفيات وزارة الصحة بالإضافة إلى توفير قاعدة بيانات طبية دقيقة ومحدثة بصورة مستمرة عن الطلاب الذين يتلقون خدمات الرعاية الصحية في المستشفيات لذلك هذه الفئة تحتاج إلى الكثير من الرعاية الصحية حيث نعمل على تطوير قسم العلاج الطبيعي في مستشفى الفجيرة، مشيراً إلى دور وزارة الصحة في الحملات التثقيفية للتقليل من الأمراض الوراثية والتي تسبب الإعاقة. وقال: نحن نقدم بالتعاون مع الشؤون الاجتماعية الكثير من الحملات والمبادرات التي نستطيع معها تقديم بعض الاحتياجات الاجتماعية الأساسية لتلك الفئة كوزارة صحة والمسؤولية الاجتماعية وقد قمنا بتعيين بعض من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين أثبتوا قدراتهم في المجتمع من خلال اندماجهم في العمل. التصدي لتحديات الحياة وبدورها قالت جميلة يوسف الملا اختصاصية اجتماعية في مركز الفجيرة لرعاية وتأهيل المعاقين: إن التعايش مع الإعاقة عملية صعبة ولكنها غير مستحيلة، مشيرة إلى أن أغلب أُسر الأطفال من ذوي الإعاقة تتعرض لمشكلات كثيرة وتتصدى هذه الأسر لتحديات الحياة فالإعاقة غالباً ما تنطوي على الصعوبات النفسية والمادية والاجتماعية والتربوية فكل طفل له خصائصه الفردية، بالإضافة إلى أن تربية الأطفال وتنشئتهم مسؤولية كبيرة ومهمة وصعبة ومن أهم استراتيجيات للتعامل والتعايش مع الطفل المعاق تقبل الطفل كما هو ولا تتوقع منه أن يتعلم كل شي كالأطفال الآخرين و كافئ الطفل على التحسن حتى لو كان بسيطاً وأعط الطفل المعاق فرصاً كافية لتأدية السلوك المطلوب ولا تفعل له ما يستطيع أن يقوم به لافتة بذلك إلى أن الهدف من الدمج المجتمعي يكون من خلال تنمية وتشغيل المهارات لكسب المعاقين القدرة على العمل و استثمار قدرات وإمكانيات الأشخاص المعاقين ذهنياً ولتعزيز الثقة بنفسه وذاته كما نسعى لتحقيق أهداف وتوجيهات الوزارة في الانتقال من الرعاية إلى التنمية لتجسيد الأهداف والاستراتيجية المتمثلة في ضمان الحقوق المجتمعية وتفعيل الدمج المجتمعي وأضافت: أن المواهب والإبداعات لدى المعاق التي تم اكتشافها وصقلها من خلال الأنشطة والمشاركات المجتمعية ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة التي تهتم وتتميز في إظهار المواهب لدى المعاق من خلال إشراكه في المناسبات والأنشطة الصفية ولا صفية وهنالك عدد كبير من الموهوبين الحاصلين على شهادة تمييز والفوز في جوائز عدة كجائزة الشارقة للتميز التربوي موضحة أنه تم توظيف 16 طالباً من ذوي الإعاقة الذهنية في إمارة الفجيرة وبعد سن 18 يخرج الطالب إما للمنزل أو للتوظيف أو الدمج المدرسي ومن أهم شروط القبول في مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة أن يكون من أبناء دولة الإمارات وأن لا يقل عمره عند الالتحاق بالمركز عن أربع سنوات كما تكون درجة أو شدة الإعاقة تمنعه من الالتحاق بمدارس التعليم العام لا تنطبق عليه معايير القبول في أطر التربية العامة أولا يمكن تلبية حاجته التربوية في أطر التعليم العام وأن لا يكون شديد الإعاقة لدرجة عدم وجود الحد الأدنى من القدرة على التعلم أو التدريب أو التأهيل في مراكز تأهيل المعاقين ويكون خالياً من الأمراض المعدية أو الاضطرابات النفسية أو السلوكية الشديدة والتي تؤثر إلى حد كبير في الملتحقين بالمركز أن توافق لجنة الوضع على قبول الحالة. وأشارت جميلة إلى أن المركز يقدم خدماته إلى 62 طالبا وطالبة بحسب إحصائيات 2014_2015 من مختلف الإعاقات والأعمار مغطيا إمارة الفجيرة ومدينتي خورفكان وكلباء من خلال تقديم الخدمات العلاجية والتعليمية والتأهيلية والمهنية إضافة إلى التدريب على المهارات الاجتماعية والاعتماد الذاتي والتوافق النفسي الذي يسمح بالدمج العلمي والاجتماعي أو التوظيف إلى جانب الخدمات الاستشارية النفسية والاجتماعية والتربوية لذوي الإعاقة بالمنطقة والمساندة التربوية التعليمية والعلاجية سواء للحالات المسجلة أو الحالات الخارجية غير المنتسبة للمركز و32 طالبا في مقاعد الانتظار لعام 2016 حيث يبدأ التسجيل من شهر مارس/آذار القادم لنهاية الأول من يوليو/تموز. تشخيص بناء على الأوراق من جانبها قالت: موزة أحمد الوالي أخصاصية نفسية في مركز الفجيرة لرعاية وتأهيل المعاقين: بالبداية نأخذ المعلومات عن الطالب تاريخه لنّكون النظرة الاجتماعية وكيفية علاقته مع أسرته، ويتم تجميع التقارير الطبية حيث يكون التشخيص بناء على الأوراق المقدمة موضحة بذلك أن جميع الطلاب يخضعون إلى عملية تشخيص بإجراء بعض الاختبارات النفسية والذكية حسب نوع الحالة لمعرفة العمر الزمني لكل شخص وبعد ذلك تستخرج النتائج لتبين نسبة الأيكيو وهي عبارة عن نسبة ذكاء الطالب بناء على السمات السلوكية أثناء جلسة التقييم الرسمية المعتمدة من الجهة التي أصدرت هذا القرار وتكوين نتائج الأيكيو والجوانب التي بحاجة إلى متابعة الطالب، وبناء عليها نضع التوصيات وأضافت: آلية الاختبارات في مركز تأهيل المعاقين تتم بتقييم أولي ويتم ذلك من خلال معرفة عناصر القوة والضعف التي يمتلكها الطلاب وبناء عليها تتم تنميتها ومتابعة مهاراتهم الذاتية، كما أن هنالك الخطة الفردية للطلاب والتي تهتم بتنمية المهارات سواء الإدراكية أو الاستقلالية التي تنمي مهارات التواصل الاجتماعية لدى الطالب من ذوي الاحتياجات الخاصة والمعرفة حيث يكون هنالك الفحص النفسي للتأكد من التطور الذي يطرأ على المهارات الذهنية ويكون ذلك كل ستة أشهر حيث يكون عدد الطلاب في الصف الواحد من 6 -8 طلاب ويكون تخريج الطلاب عند السن 18. الفحص قبل الزواج يقول عبيد خلفان الخديم مدير مستشفى الفجيرة: إن الدولة أولت اهتمامًا بالغًا بذوي الاحتياجات الخاصة رعايةً وحقوقاً وعلاجاً ودمجاً في المجتمع، مشيراً إلى دور جميع المستشفيات في الدولة على تلبية حاجات ذوي الاحتياجات كما أنه لا توجد تفرقة بين المواطن والوافد بتقديم جميع الخدمات لهم جميعا حيث يتم تقديم الخدمات مجاناً شريطة أن يكون حاصلاً على بطاقة تعريفية من الشؤون الاجتماعية وتصدر هذه البطاقة بناء عن تقرير طبي يقرر من خلالها حصول الشخص على هذه البطاقة مشيراً إلى أن هنالك تعاوناً كبيراً بين وزارة الصحة والشؤون الاجتماعية وأشار إلى أهمية الفحص قبل الزواج بالنسبة لإمارة الفجيرة تكون تحت إدارة مراكز وعيادات الصحة التي تشرف عليها الرعاية الصحية الأولية اختيار المناهج حسب مستوى الإعاقة لفتت عائشة محمد علوان منسقة تربوية في مركز الفجيرة لرعاية وتأهيل المعاقين إلى أن آلية التدريب والتأهيل تكون ضمن التدابير اللازمة لتقييم أفراد ذوي الاحتياجات وتوفير الدورات والأنشطة لهم لتحسين مستوى أدائهم وكفاءتهم ومهاراتهم ليصبحوا مرشحين قادرين على الالتحاق بسوق العمل. كما يشتمل المركز على صالة للرياضة وصالة للعلاج الطبيعي وغرفتين للعلاج الوظيفي ومختبر سمعي وغرفتين للموسيقى الفنية وصالة للألعاب الداخلية وتشمل سينما ألعاب ترفيهية، وتربوية وغرفة المصادر بالإضافة إلى مسرح إلى جانب الورش التأهيلية للطلاب الزراعة العضوية والأرشفة و تصميم للدعاية والإعلان وللطالبات تصميم للشوكولاته، والأرشفة وأشغال يدوية. وأضافت: إن آلية اختيار المناهج تكون على حسب مستوى إعاقة الطالب وبالنسبة لبرنامج التأهيل المهني للطلاب المعاقين هوتدريب حسب قدرات الطلبة وتأهيلهم مهنيا. التربية الخاصة وبرامج التدريب المهني ينص القانون الاتحادي رقم 29 لعام 2006 بشأن حقوق المعاقين وتعديلات المادة (9) على أن تنشئ الوزارة بالتعاون مع الجهات المعنية المراكز والمؤسسات والمعاهد الخاصة برعاية وتدريب المعاقين وتأهيلهم وتتولى تلك المراكز والمؤسسات والمعاهد لتأهيل المعاقين للتكيف والاندماج في المجتمع وتوفير التربية الخاصة للمعاقين وتوفير برامج التدريب المهني للمعاقين وتدريب أسر المعاقين على أساليب التعامل معهم بهدف إعداد الفرد المعاق إعداداً صحيحاً في الحياة الأسرية وفي المجتمع عن طريق تحقيق أكبر قدر ممكن من التوافق الشخصي والاجتماعي والاستقلال الاقتصادي وذلك في حدود قدرات وإمكانيات الفرد المعاق ويتم تقديم البرامج التربوية والخدمات كالتشخيص والتقييم التربوي والنفسي والاجتماعي للإعاقة في مجال الخدمات العلاجية المساندة والذي يشمل المجالات اللغوية والكلامية والعلاج الطبيعي والوظيفي.

مشاركة :