فيما عادت الاحتجاجات بقوة إلى غرب إيران بسبب نقص المياه وعجز المسؤولين عن إيجاد حلول، دعا مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون الإدارة الأمريكية والغرب إلى وقف سياسة الاسترضاء التي تمارسها مع نظام الملالي. وطالب المسؤول الأمريكي الذي خططت طهران لاغتياله مؤخرا، بالتوقف فورا عن المفاوضات بشأن إبرام اتفاق نووي جديد، مؤكدا أنه يحمل الكثير من التنازلات الأمريكية والأوروبية التي ستكون بمثابة شريان الحياة للوالي الفقيه. وشدد على أهمية مساعدة المعارضة الإيرانية، ومساندة منظمة مجاهدي خلق على وجه التحديد، بعدما تصدت للكثير من المؤامرات التي ينسجها النظام، ونجحت في فضح المخططات المخفية في طهران.تضخم وبطالةوقال بولتون «لا يعرف الكثير من الناس في الغرب الصعوبات التي يواجهها النظام، ويمكننا أن نرى أن الصعوبات الاقتصادية مثل التضخم والبطالة المرتفعة والاستياء منتشرة في جميع أنحاء البلاد، بين المزارعين ورجال الأعمال الصغيرة، وجميع شرائح السكان. ولا تتركز هذه الصعوبات فقط بين الطبقة المتوسطة المتعلمة كما كان في المناطق الحضرية في عام 2009».وأضاف «لقد أوضحت المظاهرات التي قادتها منظمة مجاهدي خلق وغيرها لمن لديهم عيون أن يروا أن الإيرانيين العاديين في جميع أنحاء البلاد يدركون أن المشكلة تكمن في النظام نفسه، إنهم يفهمون أيضا كيف يسيطر النظام على ما يسمى بالانتخابات، حيث كان فوز إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية تم تخطيطه مسبقا من قبل الملالي».تنازلات أمريكيةويرى بولتون أنه على الرغم من أي عدد من التنازلات الأمريكية، فإن هذه المفاوضات بشأن إعادة الدخول المحتملة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة قد تكون على وشك الانتهاء أخيرا، ومن المهم للغاية أن تتوقف، لأننا إذا سمحنا في أي وقت برفع العقوبات وإعادة الأصول المجمدة، فهذا شيء سيفيد النظام بطرق لا يمكنك حتى حسابه بالدولار والسنتات، وفقا لبولتون.وأردف «هناك علاقة مباشرة بين البرنامج النووي وبقاء النظام، لذلك إذا فشلت الصفقة، فإن شريان الحياة الاقتصادي للنظام يختفي أيضا؛ لذا فإن المزيد من العقوبات، والتطبيق الأكثر فعالية للعقوبات هنا يصبح أمرا بالغ الأهمية إذا أردنا العودة إلى حملة الضغط الأقصى». وبين بولتون أن قوات الحرس منظمة إرهابية، ليس فقط من خلال فيلق القدس في الخارج بتهديداته في المنطقة والتهديدات في أوروبا الغربية والولايات المتحدة. إنهم إرهابيون داخل إيران أيضا.أداة الغطرسةوأكد بولتون على أنه يجب أن تكون السياسة المعلنة لحكومة الولايات المتحدة هي السماح للشعب الإيراني بحكم نفسه، حيث يحتاج النظام في طهران إلى الإطاحة به عاجلا وليس آجلا، حان الوقت لرفض أي سياسة استرضاء لنظام الملالي». وأشار بولتون إلى أنه لا يوجد دليل على الإطلاق على أنهم اتخذوا قرارا استراتيجيا بالتخلي عن سعيهم لامتلاك أسلحة نووية.وأضاف «في الواقع، نحن نعلم أن سياستهم الاستراتيجية هي امتلاك تلك القدرة النووية لاستخدامها كأداة للغطرسة سواء داخل إيران نفسها أو ضد جيرانها في المنطقة والعالم، النظام نفسه هو يشكل تهديدا، إن سجله في البرامج النووية والإرهاب الدولي والمحلي لا يمكن السماح له بالبقاء».وأكد بولتون على أنه يمكن عمل المزيد لمساعدة جهود منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وجميع جماعات المعارضة الشرعية واستعادة الحكومة التمثيلية وسيادة القانون في إيران.أظهروا شجاعتكمعلى صعيد آخر، عادت المظاهرات بقوة، وخرج مئات الإيرانيين في غرب إيران، احتجاجا على نقص مياه الشرب وعجز المسؤولون عن إيجاد حل للمشكلة، حسبما أفادت وسائل إعلام رسمية في إيران. وفي الأشهر الأخيرة، احتج آلاف على جفاف مجاري المياه خصوصا في وسط وجنوب غرب إيران. وتواجه هذه الدولة جفافا حادا في السنوات الأخيرة. وأفادت وكالة «إرنا» بأن «عدة مئات من الأشخاص» تجموا في مدينة همدان على بعد 300 كلم غرب طهران، وأشارت إلى أن التظاهرات جرت «لليلة الثانية على التوالي» أمام «مقر حاكم المنطقة وحول ضريح ابن سينا احتجاجا على انقطاع شبكة المياه الحضرية». ونشر الموقع الالكتروني التابع لصحيفة «همشهري» الصادرة عن بلدية طهران مقطع فيديو قصير يظهر تجمعا ليليا يدعو خلاله العشرات من بينهم نساء «إخوانهم المواطنين» إلى «إظهار شجاعتهم» والانضمام إليهم.عبوات فارغةوفي الفيديو أيضا حديث عن أن بعض أحياء همدان «تشهد انقطاعا في المياه منذ ثمانية أيام»، كما طالب المتظاهرون باستقالة حاكم المنطقة والمسؤولين غير الأكفاء. ولفتت الوكالة إلى أن المتظاهرين «كانوا يحملون عبوات مياه فارغة»، ويهتفون «بشعارات مناهضة للمسؤولين»، ويطالبون»بالتحرك الفوري من أجل توفير مياه الشرب للمدينة».وفي منتصف يوليو، أوقفت السلطات في شمال غرب البلاد متظاهرين ينددون بجفاف بحيرة أورمية وهي واحدة من أكبر البحيرات المالحة في العالم، بحسب وكالة الأنباء.وتعاني إيران منذ سنوات من فيضانات بسبب السيول، بالإضافة إلى جفاف، وفي نهاية يوليو، أعلنت السلطات عن مقتل 96 شخصا خلال أسبوع تقريبا بعدما غمرت فيضانات عدة مناطق في البلاد.شريان الحياةوأشار إلى أن الملالي لم يتركوا شيئا للصدفة هذه المرة، لكن هناك بديلا حقيقيا على أرض الواقع، والبديل الذي تعمل منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية داخل إيران على نشره. وهذه هي النقطة الأساسية». وأوضح «أن جهود الولايات المتحدة للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني منحت شريان الحياة للنظام في طهران، سواء من حيث الشرعية السياسية أو الأمن الاقتصادي، هذا وحده يتعارض بشكل مباشر مع مصالح الأمن القومي الأمريكي، وكذلك مصالح حلفائنا في المنطقة، وبالتأكيد يتعارض مع مصالح الشعب الإيراني». وأضاف «في أيدي إدارة بايدن الآن، ترقى هذه المفاوضات إلى مستوى سياسة الاسترضاء، ولن تنجح، انظروا إلى جانب الشرعية السياسية التي يكسبها هذا النظام الاستبدادي، الذي يشن هجمات إرهابية ضد جيرانه في المنطقة ويهدد بهجمات إرهابية في جميع أنحاء العالم، يعطى حضورا على الساحة العالمية لا يستحقه ولا يمكن أن يكسب نفسه أبدا».
مشاركة :