الميزانية والمواطن - شريفة الشملان

  • 12/31/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الناس في لجج، حول الميزانية رغم علمنا منذ فترات قد طالت عن تدهور أسعار البترول، وحتى لو استمرت الأسعار في وضع معقول فإن البترول ناضب لا محالة، والذي يبقى هو التنمية والتصنيع ونقل البلاد إلى دولة منتجة. محاولة نقل الميزانية من الريعية إلى الإنتاجية وهذا ما كنا نفكر ونتمناه ونكتب عنه دوما، وأن يكون لأبنائنا وأحفادنا أسس جميلة يبنون عليها ما أسسنا. من صناعة وزراعة، واستصلاح اراض، وبناء مساكن. الخطوة الأولى بدأت ولكنها لا تكفي كي يكون المستقبل اكثر إشراقا، قد يكون عمليا جدا أن ترتفع أسعار المواد الغذائية، وعمليا جدا أن ترتفع أسعار الوقود، لنكسب أكثر من جهة وليخف الضغط على الموارد والطرق، ومن ثم تقل أعداد السيارات بالشوارع وعلى الطرق الطويلة، بالمقابل كان لابد أن يسبق ذلك بنية تحتية جيدة للمواصلات العامة، وسير مبرمج يقضي الحاجة لتخلي الناس عن استعمال السيارات الصغيرة وبالتالي يخف الاعتماد على المنتج الوطني، وهذه الطرق بعضها متوفر طبيعي ويحتاج لوجود محرك له مثل الخليج العربي الذي يكاد يلف المنطقة الشرقية وممكن أن يكون طريقا جيدا وسهلا للمواصلات بين المدن الرئيسية كالخبر والقطيف والجبيل مرورا برأس تنورة. فتكون رحلات بحرية آمنة وجميلة. وبهذا يخف الضغط على الطرق الطويلة، ما ينطبق على الشرقية ينطبق على المنطقة الغربية فوجود البحر الأحمر وهو بحر جميل يسهل المواصلات وايضا يسهل التواصل الاجتماعي، ناهيك عن كونه متصلا بأفريقيا فيسهل حتى السفر عبره كما هو موجود الآن بين السعودية ومصر وهذه لابد ان تتوفر من قبل القطاع الخاص، وسرعة مع دقة إعطاء التصاريح. ربما ارتفاع اسعار الطيران الداخلي لن يخدم كثيرا، ولن يوفر أكثر، خاصة مع عدم تميز الخدمة، أعرف المنافسة قوية من قبل الطيران في دول الخليج ولكن لو رفعت أسعار الطيران للخارج فقط مع جعل الطيران الداخلي في متناول شريحة أكبر. ارتفاع أسعار الطيران لا يشكل موردا جيدا للدولة مثلما يشكل استغناء الأهالي عنه واللجوء للطرق البديلة رغم التكلفة الزمنية. لذا كان لابد من تحسين الخدمات وجعلها في متناول شريحة أكبر من المجتمع لما يكفله من التواصل وربط أواصر العوائل ببعضها، ناهيك عن تسهيل الدراسة في مختلف الجامعات السعودية، وتحريك المواطن من مكان لمكان للعمل والإنتاج. نعم نحن بحاجة لمراجعة حساباتنا جيدا، ومعرفة أن أيام الوفرة لن تعود وعلينا التعلم من ذلك والتوفير دائما للمستقبل، ومن أجل التوفير لجيل الأحفاد ليس للأبناء فقط، بالوقت ذاته على الحكومة أن تقف موقفا قويا من تجار الأراضي وايضا استصلاح الأراضي وبناءها مساكن فليس من المعقول ألا يجد المواطن مسكنا وايضا غلاء، فإذا كان له سكنه الخاص ذهب حمل ثقيل من على كاهله يكاد يقارب ثلث الدخل. الكرم طبع أصيل ولكن لنا في كتاب الله سنة جميلة وهي (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا) فمراجعة المصروفات ككل واجب. ايضا لابد من عقاب لمن يستخف بالموارد، ويبذر وتلتهم القمامة الفائض. واللهم بارك بالجهود واجعل قليلها كثيرا.

مشاركة :