يتردد صدر هذا البيت في عقلي، هذا الذي يجعلني أتخيل أن نتهادى على بحارها الجميلة، الخليج العربي والدول التي تقع عليه وكذلك مدننا الجميلة حيث نشكل نقاطا من نور وكأنها نجوم ونحن نطل من الطائرة مغادرين أو هابطين. أما البحر الأحمر الذي يكاد يكون بحرا عربيا بامتياز لولا دخول العدو الصهيوني عليه من خليج إيلات (العقبة) فقطع رأسه. لست بصدد الكتابة عن الآلام ولكنني بصدد الكتابة عن استغلال البحار المحيطة بِنَا والاستفادة منها بالنقل والترفيه، وتكملة لمقالي الماضي في البحث عن شيء من السعادة والمعرفة والترفيه، وذلك عبر خلق رحلات بحرية جميلة ومؤمنة للجميع، أعرف أن هناك البعض ممن يملكون القوارب واليخوت الصغيرة ويمخرون بها عباب مياه الخليج، وأعرف ان هناك ما يسمى بالدبابات البحرية التي يمتطيها الشباب وحسب علمي الشابات، يؤجرونها ويحصلون على متعة بسيطة لبضع ساعات. ولكن ما أقصده هو السياحة البحرية كما تفعل كثير من الدول اليونان مثلا وسنغافورة وهونج كونج. عودة لاستغلال البحار في المواصلات أيضا ما بين مدننا في الخليج، وبين دوله وهي أسهل بكثير من الطرق البرية وأسهل صيانة مثلا الجبيل ودارين والقطيف والخبر والدمام رحلة عبر مراكب للنقل او عبارات تحملهم بسياراتهم، رأيت مثل ذلك في كثير من الدول، تلك قد يسيرها رجال أعمال أو الهيئة العامة للسياحة وربما وزارة النقل، كما في الخليج ايضا لمدن البحر الأحمر من جازان حيث البحر فيها جميل جدا وجزيرة فرسان التي من الممكن أن تكون جزيرة سياحية متكاملة، وصعودا لجدة والمدن الاخرى، وصولا لشمال البحر الأحمر حيث مدينة ضبا، بالمناسبة ضبا تخرج عبارات لمصر حتى سفاجا والغردقة ونويبع. وربما هناك عبارات من وإلى الدول الأفريقية الأخرى على الساحل المقابل بما لا أعلمه. الأنشطة الرياضية جزء من الترفيه كالمسابقات بالقوارب الصغيرة الشراعية او مسابقات السباحة، كما تعمل أغلب الدول التي على البحر من ساحل لساحل. ركوب البحر في العصاري ووقت الغروب يبعث بهجة خاصة الماء والمدى المفتوح يريح النظر ويجلب الفرح والسعادة. لدينا أطول ساحل في الخليج يمتد طويلا، الواجهات البحرية جميلة وأنيقة وتصان باستمرار ويحق لنا الزهو بها، وأتمنى أخذ غرامة على كل من يعبث بها، فكم شاهدنا من يلعب الكرة في غير الأماكن المخصصة لها، وكم شاهدنا من يشعل النار تحت لوحة ممنوع إشعال النار، وللحق من يفعل ذلك هم من غير المواطنين، وحقهم مكفول مثلنا في الاستمتاع بالواجهات ولكن عليهم الالتزام بالتعليمات ايضا، وصونها وإبقاؤها نظيفة. كتبت مرة بهذا العمود عن ذلك ومرة بمجلة اليمامة وها أنا أعيد الكتابة لعل وعسى، فالله منحنا مساحات بحرية جميلة وواسعة وعلينا حمده وشكره وايضاً استغلالها حق استغلال نعم الله علينا. قبل الختام أكرر أن هذه الهبة الربانية علينا صونها والعناية بها واستغلالها، وتوفير الكثير من الأموال التي تكون تكلفة لصيانة الطرق البرية وايضا توفير في استخدام الطرق الجوية مع المتعة للصغار والكبار. وفتح طرق بحرية جديدة ومستمرة.. قد يقال إن هناك خطراً في الطرق البحرية، الخطر في كل مكان ومع أي وسيلة ولكن مع ضمان جودة المركب أو الباخرة ومع تنظيف المسار جيدا لن يكون الخطر كبيراً بإذن الله. وأعود لأردد (شبه الجزيرة موطني). shalshamlan@hotmail.com
مشاركة :