من يلاحظ أسعار المواد الغذائية يجد أنها فى ارتفاع مستمر وهذا أمر طبيعي. ولكن المذهل لدينا في تجار الأغذية وفي معظم السوبرماركتات الكبيرة هو قفز الأسعار بطريقة سريعة غير منطقية، ألاحظ ذلك خاصة في بعض المعلبات، فليس من المعقول أن تشتري اليوم (علبة تونة) بستة ريالات لتذهب بعد شهر وتجدها بثمانية او تسعة ريالات!؛ ارتفاع السعر هنا سريع وبنسبة كبيرة وهذا نوع من الجشع والاستغلال. والمذهل انتشار ظاهرة حزم الخضار الهزيلة مثل السبانخ والبقدونس والكزبرة والنعناع.. حيث يلاحظ أن مجموع خمسة من هذه الحزم يشكل حزمة واحدة وهو المنطق المقبول والذي تراعى فيه مخافة الله وهذا غش ونهب من المشتري المضطر الذي لا حول له ولا قوة. ولقد وصل تجارنا إلى مرحلة من الجشع الفاضح والذي لا مبرر له سوى عدم الخوف من الله. كيف بالله يتصرف ذوو الدخل المحدود؟ وكيف يكسب هذا التاجر الملايين على حساب فئة دخلها لا يمثل شيئا أمام ثرائه الفادح؟ فالكثير من المواطنين دخلهم قد لا يتجاوز الأربعة أو الخمسة آلف ولعل جميعنا يعرف أن متوسط الدخل الذي تحتاجه الأسرة السعودية المكونة من خمسة أفراد في المتوسط مبلغ 8926 ريالا بناءً على دراسة قام بها الدكتور الأستاذ سامي الدامغ. هذا في الأسرة البسيطة العدد والمكونة من خمسة أفراد. فما بالكم بالأسرة الأكبر حجماً!. إن أبسط قواعد الدين الإسلامي تتضمن مبدأ الرحمة والرفق بالآخر فما بال تجارنا وأصحاب الأموال ينسون هذه المبادئ، ويغزو قلوبهم وعقولهم حب الماديات. رفقاً أيها التجار بالفئة التي تعيش على حد الكفاية، وعلى وزارة التجارة مراقبة الأسعار بدقة ووقف ارتفاعها السريع، وإرسال مندوبين لها للمتابعة الدقيقة فالأمور تعدت المعقول والمنطق. لمراسلة الكاتب: hatallah@alriyadh.net
مشاركة :