تقزيم (مقصود) للدوري السعودي! - عثمان أبوبكر مالي

  • 8/31/2022
  • 00:00
  • 50
  • 0
  • 0
news-picture

انطلق في نهاية الأسبوع الماضي (الدوري السعودي للمحترفين) تحت مسماه الجديد (دوري روشن) حيث أعلنت (رابطة دوري المحترفين السعودي) عن توقيع عقد مع الشركة التي تحمل المسمى وهي واحدة من الشركات المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، وكالعادة مع بداية وانطلاقة الدوري في كل موسم، عند استعراض سنواته وتاريخه وبداياته والفرق التي شاركت فيه، يتم (تقزيمه وتصغيره) وتقليص سنوات عمره الطويل والعريق والممتد إلى الخمسينيات الميلادية (تعمداً) بإرجاع تاريخ بدايته إلى سنوات قريبة قياساً إلى (بدايته الحقيقية) وعمره الصحيح، من خلال (اجترار) معلومات غير (رسمية) وليست دقيقة ولا تستند على معايير (صحيحة) أو لوائح (معتمدة) وتفتقر لجانب (تغليب) مصلحة الكرة السعودية و(عراقتها). ما أقصده هنا هو التاريخ الذي يقدمه البعض على أنه بداية انطلاقة الدوري السعودي، وجعل بدايته تعود إلى عام (1977)م وهو ما يجعل عمره (قصيراً) ومواسمه (45 موسماً كروياً) فقط في حين أن الحقيقة والتأصيل (الصحيح) الذي يعتمد على (معايير) تصنيف أي بطولة على أنها ( دوري) تثبت أن الدوري السعودي (أكبر وأعمق) من هذا التاريخ، وأن سنوات نسخه تصل إلى (65 موسماً) بالتمام والكمال، إذ يعود تنظيم أول نسخة للدوري السعودي إلى عام 1953م، عندما نظمت (وزارة الداخلية) في عهد الأمير عبدالله الفيصل (رائد الحركة الرياضية في المملكة) أول بطولة دوري من خلال لجنة ثلاثية شكلها (يرحمه الله) لتشكيل أول (اتحاد لكرة القدم) بالمملكة، وكان باكورة عملها تنظيم (بطولة دوري) على كأس سموه، بعد وضع (لائحة منظمة) وشارك في البطولة فرق مكة وجدة (المعتمدة رسمياً) وهي خمس فرق (الاتحاد والوحدة والثغر(الأهلي) والهلال البحري) ورفض مشاركة غيرها (لحداثتها) ومنها فريق كان اسمه الزاهر. البطولة طبقت فيها (المعايير) التي تعتمد عليها بطولات الدوري في العالم كله، وهي - حسب الباحث التاريخي والمؤرخ الرياضي - الأستاذ (عبدالإله بن محمد النجيمي) ستة معايير، لابد أن تتوفر خمس منها - على الأقل - على أي بطولة لتعتبر أو يطلق عليها (بطولة دوري) وهو ما تأخذ به (الدوريات العالمية) الكبيرة، وأرخت (لعراقتها) وسنوات عمرها بتطبيقها، واعتماد انطلاقتها، دون النظر إلى (شكليات) أخرى مثل عدد الفرق المشاركة، ومنها عدم وجود اتحاد (رسمي) للعبة، ويذكر النجيمي (على سبيل المثال) أن الاتحاد الإيطالي لكرة القدم اعتمد تأريخ (أول بطولة دوري في بلاده) بمشاركة ثلاث فرق فقط، وأقيمت مبارياته في يوم واحد (صباحاً وعصراً) ونظمه اتحاد للجمباز (لعدم وجود اتحاد إيطالي للكرة في ذلك التاريخ) والأمر ينطبق على دوريات أخرى تتبعها بدقة الباحث الحصيف، ومنها الدوري الإنجليزي والدوري البرازيلي والدوري البلجيكي، جميعها وغيرها (اعتمدت) ذلك من إجل إعطاء دورياتها سنوات عمرية حقيقية وأطول وأكثر عراقة وعمقاً تاريخياً. «كلام مشفر» على مدى ثلاث ساعات ومن خلال مساحة (دكة الأصحاب) في تويتر قدم الباحث والمؤرخ الرياضي (عبدالإله النجيمي) ملخصاً لبحث تاريخي عميق قام به للدوري السعودي بتجرد واضح ودقيق متتبعاً سنواته، مستنداً على (أنظمة الدوري واللوائح) لمسابقات مطبقة في كافة الدول الكبيرة والعريقة والشهيرة جداً في اللعبة، والتي سبقتنا في اللعب والتنظيم والتاريخ سنوات طويلة. «ويرى النجيمي أن تلك الأنظمة اعتمدت على ستة معايير مشاعة ومأخوذ بها، ويرى أن توفر خمسةٍ منها يعطي الحق لأي بلد اعتماد بداية الدوري فيه، من أول نسخة لبطولة نظمتها، من غير اعتماد (المسمى) الذي قد يتغير على مدى السنوات والمراحل ومع ذلك تصنف وتدرج ضمن بطولة الدوري. أما المعايير الستة التي يراها فهي.. 1 - أن تُظهر لوائح الجهة المنظمة أن البطولة هي (بطولة الدوري) الرئيسية للموسم ومنصوص على ذلك. 2 - أن تكون أكثر بطولات الموسم من حيث عدد المباريات وأطولها مدة زمنية. 3 - أن تلعب في كل أو إحدى مراحلها بنظام (تجميع النقاط). 4 - أن يحدد البطل بطرق متنوعة، منها طريقة خروج المغلوب أو (المربع الذهبي). 5 - أن يلعب نظام النقاط من دورين (ذهاب وإياب) وقد يلعب من دور واحد. 6 - أن يعتمد نظام الصعود والهبوط من خلال هذه البطولة، وإذا أوقف يوقف من خلالها، وإذا عاد يعود من خلالها. «وبحسب حديث الصديق والمؤرخ (أبو ندي) يكون عمر الدوري السعودي 65 عاماً، وبطولات فرقه توزع على النحو الآتي الهلال (20 دورياً) الاتحاد (13) النصر (10) الأهلي (9) الوحدة واحدة.

مشاركة :